روني علي
الحوار المتمدن-العدد: 6148 - 2019 / 2 / 17 - 01:11
المحور:
الادب والفن
أنا .. في طريقي إليكِ
المطر .. يخجل متوسلاً
يغير وجهته .. حركته
وينهمر خاشعاً .. كرذاذ ناعم
احتراماً للقاءٍ
سجلته قبل ولادة السحابة .. بيومين
في سجل المواعيد
أنا .. المطر في حنانه
أطرق على مئذنة الموعد
دقات متتالية .. زخات مرتجفة
ولم يصدح المؤذن .. بصوتي
أعود في هدير النبض
والشوارع خالية .. إلا
من بلل يصيب ارتباكي
بالأمس لم نلتق
كل الجمل والكلمات .. تبعثرت
كل الزهور .. ذبلت
في اختناقات المنام
في غرفتي .. زارتني أشباح ملثمة
بأصوات .. تحاور كأس الفودكا
بأحاديث .. تعيد صياغة الماضي
بوجوه .. ترقص على وجهي
وعيون .. تدفن مخاط الألم
بين أنامل محترقة
تعزف في عويلها
ملحمة عيشانا علي
فترتعش دشتا سروجه
وتنهمر في حلقات البكاء
وأنا .. مازلت في طريقي إليك
في الموعد المحدد
في المكان المتفق
لم تستقبلني شرارات عينيك
رائحة دماء .. تنبعث من تحت الأرض
لافتات .. مختلفة الأحجام والألوان
بقايا حبر من شعارات مفخخة
"تحيا الثورة .. يسقط الرئيس"
تشكل مع قاذورات الشوارع
دوائر متموجة كثعابين الأمازون
حول عنق المجارير
وأتذكرك .. بسيف مسلول
كان بالأمس في قبضة داعشي
ينحر الجمال عن الأعناق
في مسيرات التهليل والتكبير
وما زلت .. في طريقي إليك
في أهوال الانتظار
أمسح زجاج المواقف
بفوط طفل .. يتيم الأبوين
والده .. ثائر ألتحق بخدمتك
ومات في ظروف غامضة
أمه .. كتبت رواية عشقك
وفي الفصل الأخير
كشفت القناع عن العاشق ..
وانتحرت في سرير طفلها
وأنا .. تدفعني المتاهات
من شارع إلى شارع
من هتاف إلى هتاف
من خيبة إلى خيبة
فأرتمي على لغم في فمي
قبل أن ينفجر ..
وتنفجر الحكاية من البداية إلى النهاية
١٥/٢/٢٠١٩
#روني_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟