أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان عبد الرزاق - وارسو: مؤتمر للسلام أم للحرب















المزيد.....


وارسو: مؤتمر للسلام أم للحرب


مروان عبد الرزاق
كاتب

(Marwan)


الحوار المتمدن-العدد: 6147 - 2019 / 2 / 16 - 17:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الذكرى الأربعين للثورة الإيرانية، والتي سيطر عليها الآيات الخمينية، بعد أن قضوا على كل المشاركين في الثورة، ورفع راية تصدير الثورة إلى المناطق المجاورة، في سوريا، ولبنان، والعراق، واليمن، وأصبح ينادي بسيطرته على العواصم الأربعة، وجعل شعبه ينادي من الجوع والقهر، والقتل، وقد انحصرت مصاريفه في البرنامج النووي، ودعم الميليشيات التابعة له.
ومازالت أمريكا بعد انسحابها من الملف النووي، تمارس أقسى العقوبات على إيران، ومستخدمة أساليب جديدة لحصار إيران، ومنها عقد المؤتمر في وارسو باسم "مؤتمر وارسو لمستقبل السلام والأمن في الشرق الأوسط"، بحيث نصبت نفسها مدافعة عن السلام والأمن.
وكان حضور المؤتمر هزيلاً. سبعون دولة حضرت، لكن لم تحضر أوروبا بوزراء خارجيتها، ولا رئاسة الاتحاد الأوروبي، واقتصر الحضور على الباقين، مع عشر دول من العرب المؤيدين لأمريكا، دون أن يعارض أحد اللهجة العنيفة التي وصف بها "بومبيو" النظام الإيراني. والذين أجمعوا على خطر إيران.
ووصف "بومبيو" إيران ودورها التخريبي عالمياً وفي الشرق الأوسط وخاصة في العراق وسوريا واليمن، وأنها "وباء الشرق الأوسط"، و"انه علينا رفض آية الله روحاني، وقاسم سليماني ومالهم الذي يضخونه" و "لا سلام في الشرق الأوسط بدون مواجهة إيران" و"نحن بحاجة إلى شراكة دولية، وعقوبات دولية ضد إيران"، وإن العقوبات مستمرة حتى تنصاع إيران إلى المجتمع الدولي.
إذن الحاجة إلى تجمع دولي لفرض الحصار الأمني والعسكري والاقتصادي على إيران هو المطلوب، وفي غياب أوروبا عن الساحة، والتي ترفض عزل إيران عن الساحة، ومازالت متمسكة بالملف النووي، والتي دعاها نائب الرئيس، مايكل بنس "لضرورة الخروج من الملف النووي الإيراني"، ومشاركة أوروبا في حربها ضد إيران. والغياب الأوروبي هو أحد الأسباب لدعوة أمريكا لتجمع عالمي من هذا النوع، كي تتم التغطية على القرار الأوروبي.
إذن هي الدعوة إلى الحرب ضد إيران. وليست دعوة للسلام في الشرق الأوسط. ودائما تختبئ أمريكا خلف عبارات السلام والحرية والديمقراطية، وهي تمارس أبشع أنواع الحروب. إنها دعوة للحرب بأدوات غير ادواتها، وبجنود ليسوا جنودها. ومن الذي سيحارب؟ هل كافياً لإسرائيل أن تظل تضرب النقاط الإيرانية في سوريا بدون أية فائدة، والميليشيات الطائفية متغلغلة في كل البقاع بما فيها الجيش النظامي. وفي الوقت الذي تعلن فيه أمريكا انسحابها من سوريا وستمتلئ من بعده الميليشيات الإيرانية وميليشيات النظام. اذن لا فائدة من إسرائيل في حربها ضد إيران في سوريا. وفي العراق لا يمكن للقوات الامريكية أن تضرب الميليشيات الإيرانية، والتي تم وصفها بالإرهابية، والسلطة السياسية الإيرانية، وتفجر العراق من جديد. وفي لبنان حزب الله بوضع مريح ومنتشر في سوريا حماية للنظام. ولم يبقى سوى اليمن ومشكلة الحوثيين، وضعف الاتحاد والجيش الوطني على سحق الحوثيين. وكلما تقدموا قليلا تأتيهم الأوامر بالتوقف، كما حصل في الفترة الأخيرة عندما تم توقيف الاتحاد عن القتال في الحديدة، وتم جر الأطراف جميعها إلى ستوكهولم في لعبة لن تنتهي بسهولة، وكلها ستكون لصالح الحوثيين، وإعادة تجميع قواهم من جديد، مثلما حصل تماما مع المفاوضات مع النظام السوري، والتي امتدت لأربع سنوات دون ان تفضي إلى الانتقال السياسي والذي كان النظام يرفضه نهائيا، إلى ان تم إنقاذه وانتصاره عن طريق التدخل الروسي.
أم هل العرب سيقاتلون إيران؟ وهم ليسوا أكثر من بيادق تدفع المال للاتحادات الامريكية. أم أن هناك حلفاً سرياً يتم تشكيله بين دول الخليج وإسرائيل، على أن تدفع دول الخليج التكلفة الإسرائيلية؟ والصحيح أن نتنياهو تصافح مع الوزراء العرب، وخاصة مع الوزير العماني، وهو يشعر بالفرح لوقوفه متضامنا مع الوزراء العرب ضد إيران، وبالتعبير الأمريكي إنهم "يكسرون الخبز معاً" على مائدة واحدة، تجعلنا نحن العرب نشعر بالخزي والعار لمثل هذه اللقاءات، في الوقت مازالت فيه أمريكا تجعل القضية الفلسطينية في وضع منهار بما فيها اتفاقات أوسلو، وكذلك انقطعت فيه كل المساعدات عن الاونروا ومنظمة التحرير، وتم الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتم نقل السفارة اليها.
المهم في الأمر لم تتوضح في المؤتمر دعوة إلى السلاح. والدعوة كانت لتبني الخطة الامريكية في الحصار السياسي والأمني والاقتصادي لإيران. مع استمرار الدعم للتحالف السعودي ضد الحوثيين، وايقافه في الوقت المناسب. ومن غير المرجح أن تُضرب إيران مباشرة لأن المنطقة ستشتعل بالكامل، إنما ضرب ميليشيات إيران الحوثية في اليمن، وستبقى إيران في سوريا والعراق ولبنان. وخاصة حين خرجت إيران وروسيا منتصرين في قمة سوتشي المنعقدة في نفس التوقيت برئاسة الرؤساء الثلاث، حيث تم رفض إقامة تركيا للمنطقة الآمنة في الشمال السوري، ومحاسبتها على التقصير في قتل المجموعات الإرهابية في ادلب، والتي يتم التحضير لمهاجمتها من قبل الروس والنظام الذي يقوم بالقصف اليومي ضدها.
إن أمريكا هي وراء الإرهاب منذ نشأته في السعودية مع بن لادن. ومع الاحتلال الأمريكي للعراق، واسقاط صدام حسين، وتأسيسها لنظام طائفي بديل، وحل الجيش والمؤسسات التي كانت قائمة، هو الذي أسس للميليشيات الطائفية الشيعية والسنية في العراق والتي امتدت الى كل البقاع. وانشاء حزب الله في لبنان، وتمدده في سوريا، وانتشار الميليشيات الإيرانية في سوريا تم بمعرفة أمريكية دون أي اعتراض. وكان تدخلها في بلدان الربيع العربي ضد الثورات الطامحة للحرية والعدالة. حيث رفضت دعم الجيش الحر منذ بداية تشكله، ومنعت عنه كافة أنواع الأسلحة الحديثة، وشاركت السيسي في انقلابه على الديمقراطية، رغم عيوب مرسي وجماعته الاخوانية، وممارسات الحوثيين وانقلابهم المقيت تم بمعرفتها، ولم تتدخل لصالح الثورة الليبية. وبقيت بعيدة عن تونس لأنها تسير بشكل هادئ وبحضانة فرنسية. والآن تأتي لتحشد ضد إيران وميليشياتها. انها تريد أن تبقى البلدان في الشرق الأوسط في حالة قتال دائم وهي تدير الحروب، وتبيع الأسلحة والمعدات العسكرية للجميع.
إن خطاب بومبيو أمام الجميع، كمن يتحدث مع الأطفال، دون أن يرد عليه أحد ولو بإحساس نقدي بسيط. وهو يبتكر المشكلة ويبحث عن ردود الفعل تجاهها، ويطرح الحل بضرورة تجمع دولي للحل. انها سياسة الالهاء للشعوب وقادتهم. مثل قراره بالانسحاب السريع من سوريا وكل الآخرين ينتظرون ذلك، والقرار لم ينفذ بعد.
وليس صحيحا وصف الرئيس الإيراني للمؤتمر بأنه "فارغ ومعدوم النتائج"، ووصف وزير خارجيته للمؤتمر بأنه "ولد ميتا"، رغم عدم وجود مقررات مادية عن المؤتمر. لكنه يشكل نقطة أولى أمريكية لكيفية التعامل مع الشرق الأوسط، والنتائج ستكون المزيد من القتل والدمار.
إن أكبر دولة في العالم، والتي فشلت في كل حروبها، في أفغانستان، والعراق مؤخراً، تضع برنامجاً جديداً لادارة الصراعات في الشرق الأوسط، ونحن العرب مازلنا بيادق صغيرة في اليد الامريكية.



#مروان_عبد_الرزاق (هاشتاغ)       Marwan#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صعود الجهادية التكفيرية
- هل النظام السوري طائفي؟
- صراع المتشابهات في سوريا(الجزء الثاني)
- صراع المتشابهات في سوريا)الجزء الاول)
- لن اتهم احدا
- بين وثائق القاهرة وخطة الخبراء للانتقال السياسي في سوريا
- ملاحظات اولية:رسالة من مثقفين سوريين للجمعية العامة
- ملاحظات اولية حول مسار الثورة السورية-لماذا لم تنتصر الثورة؟
- العراق, سوريا. إلى أين؟
- الثورة السورية والسلم الاهلي
- هروب المثقف من الثورة السورية
- مؤتمر جنيف(2) والسلام المفقود في سوريا
- الثورة السورية-غياب السياسة
- الانقلاب العسكري في مصر وعودة النظام السابق
- من أحاديث الثورة السورية(1) طبيعة الثورة– العسكرة والاسلام- ...
- هل يمكن تفادي الحرب الأهلية القادمة في سوريا
- مسقبل الثورة السورية
- آفاق الثورة السورية
- عودة السياسة الى المجتمع السوري والحوار الوطني
- ربيع الحرية العربي(2)-محاولة للفهم


المزيد.....




- مكتب نتنياهو يتهم -حماس- بممارسة -الحرب النفسية- بشأن الرهائ ...
- بيت لاهيا.. صناعة الخبز فوق الأنقاض
- لبنان.. مطالب بالضغط على إسرائيل
- تركيا وروسيا.. توسيع التعاون في الطاقة
- الجزائر.. أزمة تبذير الخبز بالشهر الكريم
- تونس.. عادات أصيلة في رمضان المبارك
- ترامب: المحتال جو بايدن أدخلنا في فوضى كبيرة مع روسيا
- روته: انضمام أوكرانيا إلى حلف -الناتو- لم يعد قيد الدراسة
- لوكاشينكو: بوتين تلقى اتصالا من أوكرانيا
- مصر.. اكتشاف مقبرة ملكية من عصر الانتقال الثاني


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان عبد الرزاق - وارسو: مؤتمر للسلام أم للحرب