حنان بديع
كاتبة وشاعرة
(Hanan Badih)
الحوار المتمدن-العدد: 6147 - 2019 / 2 / 16 - 00:03
المحور:
الادب والفن
الحب حياة ، الحب مشاعر ، الحب لعنة ، الحب لعبة ، الحب نعمة ، الحب نقمة. الحب في اللغة واحد لكنه في قاموس علم النفس زاخر بالمعاني ... معانٍ تتحدد وتختلف من هوى لآخر ، فقد تعني أعشقك أو أعبدك أو أقتلك أو أستغلك أو أسلبك أو أعطيك أو أشتهيك وغالبا أحبك تعني أن تكون لي وحدي كما هو شائع .. الجميع يقولها ويعبر عنها بل ويعكس ذاته من خلالها ، فالوضيع يحب بوضاعة والعظيم يحب بعظمة والمتطرف يحب بتطرف وعنف والجاهل يحب بجهل وقلة خبرة والرجل يحب بشهامة والأنثى تحب بأمومة وانتماء.
لا توجد كلمة تعددت معانيها وتناقضت وتنوعت لدى قواميس البشر كما الحب ولا توجد حالة وجدانية تغيرت وتلونت عبر الأزمان والعصور كما الحب، من عصر روميو وجوليت إلى عصر الفيس بوك.
في عيد الحب لا أكترث بمظاهره بقدر ما أنكب على تفكيكه وتحليله وتصنيفه هربا ربما من صقيع فقدانه علني أفهمه وأحدد موقعه ما بين الحقيقه والوهم . هل قلت الحقيقة والوهم؟، لا تكرهوني أيها العشاق .. فالحب كما هو أجمل ما قد يحدث لإنسان، هو أيضا أسوأ ما قد يحدث له! أيكون الحب كما القيم والأخلاق يختلف من مجتمع لآخر ومن ثقافة لأخرى وبالتالي من شخصية لأخرى ومن وجدان لآخر؟.
عندما نعيش الحب نعيشه بكل صدق، وعندما نتجاوزه زماناً ندعي أنه كان مجرد رغبة أو كذبة أو في أحسن أحوالنا نسميه (تجربة) ! الكل صادق في كلمة (أحبك) حين يقولها حتى يصل غايته أو لا يفعل ثم ينسى أو يتناسى ، لكنه على الضفة الأخرى أكثر عمقاً وصدقاً وعنفواناً وربما تحول إلى قضية أو حلم يطارده مدى العمر!.
لهذه العاطفة مدد من الزمان والدوام يقاس بقدر سلامة الفطرة ونقاء القلب أوتطرف الشخصية في عاطفتها. الحب يا سادة أكبر حقيقة بلا جدال، بسببه تقوم الحروب وتحدث الجرائم وتخلد القصص ويأتي الأطفال الرائعون. والحب أيضا وهم بلا جدال ، بسببه يكتب الشعراء ويبدع الفنانون ويضيع العمر وينتحر المراهقون. وما بين الحقيقة والوهم يبقى الجواب مغلفاً بسؤاله: من أنت؟، فالإجابة تحدد أين نقف من الحب بفلسفاته وأسراره وما معناه في قاموسنا الخاص ..
أنا شخصيا مع (بلزاك) الذي يعتقد بأن الحب " امرأة ورجل وحرمان" .. لكني أعفيكم هذا العام من الأخذ بثرثرتي العشقية ولتحتفلوا بحضوره ما شئتم قبل أن يتبخر .
#حنان_بديع (هاشتاغ)
Hanan_Badih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟