أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ريهام عودة - لا يوجد صفقة قرن مع الفلسطينيين بل مع العرب














المزيد.....

لا يوجد صفقة قرن مع الفلسطينيين بل مع العرب


ريهام عودة

الحوار المتمدن-العدد: 6146 - 2019 / 2 / 15 - 14:58
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كثيرا ما اكتظت وسائل الإعلام العربية و الفلسطينية ، بأخبار متواردة حول خطة السلام الأمريكية المقترحة لإنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي ، و التي تناولتها وسائل الإعلام العربية و الفلسطينية تحت مصطلح "صفقة القرن"، وتهافت المحللون السياسيون لمحاولة الكشف عن بنودها الرئيسية و خباياها وموعد إعلانها، ولكن كل ذلك كان بدون جدوى ، حيث باءت معظم محاولاتهم بالفشل، فإدارة ترامب لم تصرح رسميا ، و لا مرة عن وجود ما يدعى ب "صفقة القرن" ، بل إن مصطلح "صفقة القرن" هو اختراع إعلامي، تم نسبه للرئيس الأمريكي ترامب لأنه معروف برجل الصفقات، كونه كان بالسابق وقبل توليه منصب الرئاسة الأمريكية ، رجل أعمال كبير ، ومؤلف كتابه المشهور "فن الصفقة".

لذا رسميا، و على صعيد الإدارة الأمريكية ، لم نسمع هذا المصطلح، بل كل ما نسمعه كان يدور حول محاولة تطوير خطة سلام أمريكية مقترحة من قبل صهر الرئيس الأمريكي كوشنر، ومساعده غرينبلات.
و يمكننا القول ، أن هذه المحاولة الأمريكية لتطوير خطة سلام بين الفلسطينيين و الإسرائيليين، لا تختلف كثيراً عن المحاولات السابقة لإدارة كل من الرئيسيين الأمريكيين كلنتون و أوباما ، و لكن بسبب غموض خطة سلام إدارة ترامب ، و بسبب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس ، تم تضخيم تلك الخطة الأمريكية و إعطائها حجما أكبر من حجمها الحقيقي.

فهل فعلا وقع الفلسطينيين في فخ المصطلحات المبالغ بها ، وتم تضخيم المحاولات الأمريكية لاعداد خطة سلام بين الفلسطينيين و الإسرائيليين ، و تم إطلاق مصطلحات سياسية صاخبة لا تمت بصلة للواقع؟

هل يوجد فعلا صفقة قرن تريد أن تفرضها ادارة ترامب على الفلسطينيين ؟ و إن وجدت هل تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية فرض تلك الصفقة بالقوة على الفلسطينيين ، أم أن الموضوع هو مجرد زوبعه في فنجان قهوة ؟

للرد على تلك التساؤلات ، أعتقد أن ما تسعى إليه الولايات المتحدة الأمريكية بالواقع، هو صفقة سلام كبرى، لكن ليس بالضرورة بين الفلسطينيين و الإسرائيليين ، بل الاحتمال الأكبر أن تكون تلك الصفقة ، بين إسرائيل و بعض الدول العربية و بالأخص الخليجية ،وذلك لما له من أهمية إستراتيجية كبيرة في السياسة الخارجية الأمريكية ، حيث باتت الولايات المتحدة الأمريكية تستغل العداء المشتعل بين إيران و الدول الخليجية الكبيرة من أجل إقحام إسرائيل في العلاقات السياسية و الأمنية العربية، تحت مبرر بأن إسرائيل لديها عدو مشترك بينها و بين العرب ، ألا وهو إيران.
كل تلك العلاقات المتوترة بين العرب و الإيرانيين، جعلت الولايات المتحدة تستغل الغضب العربي من إيران، من أجل الترويج لسلام بارد بين بعض الدول العربية و إسرائيل، تحت شعار "عدو عدوي هو صديقي".

لذا يمكننا القول، نعم هناك صفقة قرن أمريكية، و لكن ليس بالضرورة أن يكون المقصود بها فرض حل سياسي على الفلسطينيين، بل هي صفقة عربية – إسرائيلية لمحاربة النفوذ الإيراني في المنطقة.

و أكبر دليل على ذلك هو مؤتمر وارسوا ، الذي تم عقده بشكل علني في بولندا خلال شهر فبراير 2019 ، بمشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتاياهو، و مشاركة علنية من قبل بعض وزراء خارجية ومسئولين رفيعين المستوى من اليمن و البحرين و الامارات و السعودية و سلطنة عمان.

أما بالنسبه للقضية الفلسطينية ، فللأسف ، لقد باتت قضية ثانوية في الشرق الأوسط في ظل استمرار الانقسام الفلسطيني ، و الصراع المشتعل باليمن، و توسع النفوذ الإيراني بسوريا و لبنان، ومحاولة تمكين العراق سياسيا و أمنيا لضمان عدم عودة داعش إليها.
كل تلك الأوضاع السياسية و الأمنية المضطربة بالشرق الأوسط ، جعلت القضية الفلسطينية بأن لا تكون من ضمن أولويات السياسة الخارجية الأمريكية، و أكبر دليل على ذلك قطع الولايات المتحدة الأمريكية معظم مساعداتها الإنسانية و الأمنية للشعب الفلسطيني و السلطة الفلسطينية، وعدم اكتراث إدارة ترامب بالرفض الفلسطيني المستمر للتفاوض مع إسرائيل حول خطة سلام جديدة حسب الشروط السياسية و الأمنية لإسرائيل.

إنه من الواضح جدا ، أن كلا من الولايات المتحدة الأمريكية و إسرائيل ، يعتقدان أن السلام العربي أهم بكثير من السلام الفلسطيني – الإسرائيلي ، على الأقل في هذه المرحلة الحرجة ، التي يتم خلالها إعادة رسم الخريطه السياسية للشرق الأوسط ، ومحاولة محاربة النفوذ الإيراني في المنطقة.

وعلى ما يبدوا ، أن كلا من ترامب و صديقه المقرب نتاياهو ، يعتقدان أن السلام الفلسطيني سيكون مجرد تحصيل حاصل لسلام عربي كبير، قد يتحقق خلال بضعة سنوات، عندما تضمن الولايات المتحدة الامريكية موافقة العرب الرسمية على التحالف بشكل علني مع إسرائيل من أجل محاولة إنهاء النفوذ الإيراني في المنطقة ، وعندما أيضاً ، يطرأ ربما بعض التغيرات في قائمة اللاعبين السياسيين الرئيسيين في الساحة السياسية الفلسطينية الحالية.



#ريهام_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكر السياسي الفلسطيني و قضية تحرير الإنسان!
- الرومانسية السياسية
- لماذا يموت الشعب الفلسطيني في سبيل القدس و لا يعيش من أجلها ...
- حماس الداهية: كيف نجحت في إدارة أزمات القطاع والصراع مع إسرا ...
- هل يحتاج العرب فعلا للسلاح النووي ؟
- السياسي والبحث عن معنى الحياة ...
- هل بدأت إسرائيل تقرع طبول الحرب على لبنان ؟
- كيف تصبح سياسي ناجحا دون أن تتعرض للخطر ؟
- كيف يضحي الفقراء بحياتهم لينعم الأثرياء بالحرية ؟
- القدس و كسر التابوهات لتصفية القضية الفلسطينية!
- ملف الانقسام الفلسطيني بين الماضي و المستقبل
- معادلة السلام الإسرائيلية الجديدة
- إلي وزارة الزراعة: فلتنقذوا حيوانات غزة من جهل المستهترين!
- توقعات مرحلة ما بعد الرئيس ...
- رسائل السلم و الحرب بين إسرائيل و حماس !
- ماذا سيحدث لو أعلن الرئيس عباس قطاع غزة كإقليم متمرد ؟
- الاعتبارات الأمنية الإسرائيلية في قضية الاستيطان
- سؤال يحتاج لإجابة: لماذا لم نتحرر من الاحتلال بعد 68 عاما؟
- معبر قلنديا : معبر الذل ...
- هل تؤجل إسرائيل الاتفاق النهائي للسلام حتى عام 2050 ؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ريهام عودة - لا يوجد صفقة قرن مع الفلسطينيين بل مع العرب