أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمود طرشوبي - القلق صديقي














المزيد.....


القلق صديقي


محمود طرشوبي

الحوار المتمدن-العدد: 6146 - 2019 / 2 / 15 - 11:54
المحور: كتابات ساخرة
    


لم تعاملني بلادي علي إني كائن بشري حتي أطبق علي حياتنا قوانين البشر

 

و لم تعاملني كحيوان كي أطبق قانون الغابة.
و لكن عاملتني كا لاشيء ، فوجودي و العدم سواء ، تعلمت أم جهلت ، مرضت أم شفيت ، عشت أم مت ، لا يهم كثيراً ، عشت في كوخ أو عشت في الشارع ، أملك مصدر للمال أو لا أملك ، مقومات الحياة موجودة أم مفقودة ، عشت مجرد رقم في دفاتر المواليد ، و في انتظار رقم في دفتر الوفيات .

في ذات يوم صحوت من نومي و نظرت في سقف حجرتي و تذكرت موعد عملي و زحمة الطريق فقمت من نومي مسرعاً ، اتخبط في الطريق إلي الحمام , ووصلت لأكتشف المياة مقطوعة . أبحث عن مياة سريعاً ، وجدت ماء أخيراً ، توضأت سريعًا و صليت ، في عجلة من أمري ارتديت ما وجدته  سهلاً أمامي ، و بسرعة مشيت إلي حيث أركب الميكروباص الأول ، و بالطبع زحمة المدرسة جعلت من الوجود شيء للركوب آمر في غاية الصعوبة ، و انحشرت في النهاية في سيارة اطلق عليها (التمنيه) .- ما باليد حيلة- و في الطريق بدأ القلق يتسرب إلي كل ما نظرت إلي الساعة و الشارع يزدحم كل ما نقترب من الميادين ، ثم ينطلق فاشعر بالراحة ثم يزدحم فأشعر بالقلق ، إلي أن وصلت شعرت إني فقدتي كل السكريات المتبقية في جسدي منذ وجبة الغداء في اليوم السابق ، و أختلط ألابيض بالاسود في عقلي عندما نظرت إلي طابور طويل ، المفروض أن أقف فيه حتي أجد فرصة لركوب الميكروباص الثاني ، و عندما أيقنت أنه لا محالة من ألإنتظار و نظرت في ساعتي و عرفت إن التأخير حادث استسلمت لأمري ووقفت ، و القلق يذهب و يعود كل ما أتي ميكروباص فربما يكون حظي في الركوب ، و تمر الثواني اشد عليا ضيقاً من الدقائق و كلما انتظرت اكثر امتلكني القلق اكثر حتي صرت مع القلق صديق ، و جاءت السيارة و ركبت ، و عندما وضعت رأسي علي الزجاج و بدأ التفكير يتملكني ، إنه في كل يوم مع إشراقة الشمس أجد نفسي محاطاً بكم من القل في كل شيء ، فالسيارة المخصصة للمدرسة هل تأخرت ، هل ساذهب أنا بدلاُ منها ، هل في مياة  ؟ أم لأ؟ هل اجهز ملابسي من الليل خوفاً من انقطاع الكهرباء في الصباح ؟ و طوال الليل اصحو في قلق أنظر إلي الساعة و أنام خوفاً من التأخير . و في الطريق قلق من الزحمة ومن وجود المواصلات ، و أدخل إلي عملي  في قلق من مزاج المدير اليوم ، و احاول التركيز منادياً علي عامل البوفيه – أريد قهوة_ يدخل المدير ، يسألني عن التأخير ثم الشغل ، و اجيب متعللاً بالزحمة و بكثرة العمل و ينظر إلي نظرة لا تريحني ، فأظل في قلق ماذا سبفعل ؟ و في وسط القلق أنسي أن اتصل بالسواق الخاص بسيارة المدرسة ، للتأكد من موعده ، و في أثناء القلق نسيت أن افطر ، و نسيت أن اتصل بأخي في مشكلته مع زوجته ماذا حدث ؟ و رن التليفون صديقي صوته يقلق إنه في تعب شديد و هو في المستشفي . ماذا أفعل أخي يريدني أن أذهب إليه ، و الذهاب إلي المستشفي صعب ، و ضرب التليفون الملعون ثانياً صارخاً البنت بتتقيء بسرعة تعال نروح إلي الدكتور ، لا اعرف كيف نزلت من عملي و من قلقي نسيت أن استئذان ، و كيف وصلت إلي البيت و أذهب الي الدكتور الواقع في الحي البعيد عنا ، و رجعت إلي البيت ، و تذكرت عملي هل اتصل بالمدير هل هل هل ، قطع التليفون فكري بصرخة أخي تعال سوف أطلق هذه الست ألان أو اقتلها , نزلت مسرعاً ، و في حدوث فرملة من السائق انتبهت ، كل هذا دار في رأسي و انا في طريق إلي عملي ووصلت بفضل الله لأجد المدير واقف علي باب الشركة معلناً خصم اليوم من كل موظف حضر متأخر في هذا اليوم ، فأعلنت متحدياً (لف وأرجع تاني)  
كان هذا من بعض القلق الذي نعيشه يومياً ، كل منا بشكل آخر مع ظروف آخري ، و تأكدت كل يوم إنه القاسم المشترك بيننا جميعاً، حتي صار القلق هو الصديق الذي لا يفارقنا ، و كان العجيب إن الذي يشعر بإقتراب الموت يقول لأولاده ( أنا خايف أموت و أنا قلقان عليكم ، كان نفسي أطمئن عليكم قبل ما اموت

 

تعالوا نبحث جميعاً عن الإطمئنان ، و من وجده قبل الموت يعطيه للأخر .



 

اسفً لقلقك متي سينتهي المقال



#محمود_طرشوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنظيم الموساد الارهابي
- خطاب أوباما الاخير في البيت الأبيض
- موت الحلم
- الإرهاب يحميكم أيها الحكام فاصنعوه
- دماء المسلمين تنعش شركات السلاح الأمريكية
- روسيا و الغرب الانجلو امريكي يضربون ثورة الشام عن قوس واحدة
- الصورة في الصحافة :خبر بدون نص
- الحرب علي الإرهاب : كذبه أمريكية
- القمة العربية : زفرة العربي الحزين
- هل ننتظر موجه ثانية من الربيع العربي !!!
- ملوك تحت التاج البريطاني
- من وراء استقاله هيجل : الاسد أم تنظيم الدولة
- رواية من التاريخ : الداعشية الأوربية أشد إيلاماً
- رسالة إلي أهل الفيس بوك و أقرانه
- كلمات قصيرة في وفاة ابو متعب
- قطر :كأس العالم و دموع الندم
- لمن تفتح قلبك
- جنازة لايجب أن تحضرها !
- بكاء علي أمة المليار
- أنا إرهابي


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمود طرشوبي - القلق صديقي