|
الياحوريات في اليوم السابع
جميل السلحوت
روائي
(Jamil Salhut)
الحوار المتمدن-العدد: 6146 - 2019 / 2 / 15 - 01:12
المحور:
الادب والفن
الياحوريات في اليوم السابع القدس: 14-2-2019 – ناقشت ندوة اليوم السابع في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس كتاب الياحوريات.. وهن 24 كاتبة ناشئة تم تدريبهن على كتابة الخواطر، جمعها مدربهن الروائي محمد هاني ابو زياد بين غلافي كتاب حمل عنوان "تكلمت الياحورية"، صدر الكتاب الذي قدمه محمد موسى عويسات عن مؤسسة إلياحور الثقافية للنشر والتوزيع، وصمم غلافه صالح أكرم. بدأ النقاش ديمة جمعة السمان التي أشادت بالكتاب مع أنّها أبدت بعض الملاحظات عليه. وقال الدكتور عزالدين أبو ميزر: لن أتكلم في الأسماء فهي كثيرة، ولا في النصوص فهي بعدد أصحابها، وسأتكلم بشكل عام وموجز وإلا سأخرج بكتاب يفوق كتاب الياحوريات في عدد الصفحات. لست أدري ألأنني كبرت وجاوزت الثمانين من عمري، وبدا الضعف يتسلل إليّ شيئا فشيئا، وخاصة إلى وسيلتيّ للقراءة عينيّ، فانني أكره الخط الصغير، وحقيقة أكرهه من صغري، فأنا إنسان أعشق الحرف الجميل والكلمة الرائعة بحروفها وأجلّها، وأحب أن أراها أمام عينيّ جلية وافية واضحة، أستمتع بجمالها وأتلذذ بتفاصيلها. خط الكتاب صغير ومتعب وعندما تريد الكتابة بأمانة وصدق، يجب أن تقرأ وتتمعن فيما تقرأ، وهنا لا نتكلم عن نص واحد ولا عن كاتب واحد، وإنما نتكلم عن اسماء كثيرة ونصوص بعدد الأسماء. فمن صاحب المقدمة إلى المدرّب الذي درّب وأشرف وأرشد إلى المواهب اليافعة والأيدي الطرية، التي حملت فئوسا أثقل منها؛ لتحفر في أرض صلبة يابسة عطشى إلى الماء، فكانت أشبه بمن يحفر في صخر ولا يغرف من بحر كما قيل في المثل. فمقدمة بن عويس الجميل هي في مستوى راق يليق به وبعلمه، حرفا وأسلوبا ومتانة سبك وسرد، وكعادته في الكتابة فهو يكتب لفئة يجب أن تكون في مستوى من الفهم والمعرفة؛ لتستفيد مما يكتب، فهو لا يكتب للعامة من الناس، وهو أستاذ جليل وعلى جانب كبير من العلم لا يستهان به أبدا، ويحسب له ألف حساب. وكانّي بالمدرّب الذي أشرف على هذه المواهب غلبت عليه النزعة البوليسية، أثّر فيهن وأرهبهن بأوامره العسكريّة؛ فلجأت هذه المواهب اليانعة إلى الشدّة والقسوة والتعقيد واختصار الجمل، فجاءت وكأنها أوامر عسكرية من ضباط إلى جنود في كتيبة أو فرقة. فالنصوص فيها من التأنق والتكلف والتعقيد وأحيانا القسوة وعدم السلاسة في الأسلوب في أغلبها، فأنا لا أقرأ لابنة الثلاثة عشر ربيعا، أو يزيد قليلا أو كثيرا، وإنما لطفلة كبرت قبل أوانها، وكأنها حقنت بهرمونات على طريقة تسمين الخراف، وكان المهم لصاحبة النص أن تأتي بالكلمة الجزلة الرصينة حتى ولو كان وقعها على الأذن صارخا وقويا، ولم تعتمد السهولة والليونة والانسياب في السرد والأسلوب والإحساس، وكأن الواحدة منهن كانت تكتب لمدربها والمشرف عليها؛ لتنال رضاه أولا قبل رضى نفسها، وتنفذ إرشاداته بحذافيرها؛ لتنجح في الامتحان، وتنشر ما كتبت، ويظهر اسمها في سجل الكاتبين. وأنا أجزم قاطعا أن أغلب هذه المواهب لديها ما تقوله مستقبلا عندما تترك لوحدها وعلى سجيّتها تختار ما تشاء، وبالأسلوب والإحساس والنّفس الذي تشاء، فستكتب بأسلوب آخر سلس وبحروف تتراقص فرحا، وستبدو الكلمات على الورق وكأنها العصافير والفراشات تغني وترفرف، فيشعر القاريء أنه في روضة غنّاء تملؤها الورود والأزهار، تفوح منها أطيب العطور، لا في غابة كثيفة وأدغال موحشة تطغى عليها القسوة والشدة، تتعثّر في طرقاتها وتخاف أن تتوه في مجاهلها. ولا أريد أن أظلم المدرّب الذي ارتآى هذا الأسلوب في التدريب، ولكنني كطبيب لا يمكنني أن أعالج جميع المرضى بنفس العلاج، فقد ينفع مع البعض ويضر في البعض الآخر، وهناك عندنا مقولة أخرى: ليس هناك مرض وإنّما هناك مرضى. وأخيرا فإنني اتلمس الكثير في هذه المواهب عندما تبعد عنها العصا الثقيلة والرّهبة، وسيخرج منها الكثير الكثير من الابداع والعطاء. وقالت هدى عثمان أبو غوش: هنّ "إلياحوريات" القلم الدافئ من مدن مختلفة، مدن تزينها جداروحاجز، وأخرى مكبّلة بقيود الظلم،عطشى لأنفاس الحريّة، هنّ من بيت لحم، بيت جالا والقدس والخليل، وهنّ من الأردن، وأعمارهنّ ما بين الخامسة عشر حتى الثامنة والعشرين. اجتمعت الأقلام معا بمساعدة ورعاية مؤسسة إلياحور لصاحبها الكاتب محمد هاني أبو زيّاد، الذي واظب واهتم من إجل تعزيز الكتاب والحركة الثقافية لدى هذا الجيل الصغير، بعيدا عن الهواتف الذكيّة والألعاب المدمّرة، وشبكات التواصل التي أصبحت كالرّوح عند البعض، ونلاحظ هنا غياب أقلام الذّكور الّذين لم يشاركوا. في هذا الكتاب، نجد مختلف الخواطر حيث قسّم الكاتب هذا الكتاب إلى ثلاثة أقسام، الأوّل خواطر تتعلّق بالقدس، وقد أطلق عليها "خاطرة إلياحوريّة"، والقسم الثاني خواطر عن الوطن، أمّا القسم الثالث فهي "خاطرة تحفيزية". وتكلمت إلياحوريات عن إيلياء، القدس ذات الجمال، فوصفن علاقتهنّ الوجدانيّة تجاه هذه المدينة المقدسّة، وأكدّن على حبّها، مجّدنها وتحدثن عن الأمان والغربة في الوطن، علاقة الأطفال في مواجهتم للعدو ، ركّزن بأقلامهنّ على الثبات في الوطن وعدم الهجرة، وطرحن تساؤلات حول من ينقذ الوطن، تحدثن عن مفاهيم الثورة والقضيّة التي تتصل بالفكر والإبداع وليس بالسلاح وحده. تقول "لين عسّاف"في خاطرة لها بعنوان لا تهجر: الأوطان كحضن أمي وكل بحار العالم وفلسطين لا تهجر". والأقلام لا تنسى مفاتيح العودة وحكايا الجدّات عنها، ففي خاطرة لبتول الشيخ "إلى أحدهم الذي نام طويلا" تؤكد على ذاكرة العودة التي لا تنسى، وتعبّر عن مشاعر الفقد وغربة الروح. جاءت الخواطر، كتفريغ نفسي، وكتعبير عن الوطن أو الحالات الاجتماعية والإنسانيّة الصعبة التي يواجهونها. كما ونجد من خلال الخواطر رسائل إنسانيّة مؤثرة تهدف إلى التعبير ونقل المبادئ الإنسانيّة للآخرين. ونجد بعض الخواطر التّي تحث على مواجهة الصعوبات والعقبات التي يواجها الإنسان من خلال التصميم والإرادة، وعدم الرضوخ للفشل بل المحاولة عدة مرّات. جاءت اللغة بسيطة وسهلة، وتكللت بالوصف، التساؤلات، التعجب، النهي، والمناداة وجميل لو يناقش هذا الكتاب في المدارس، خاصة المرحلة الإعداديّة لتشجيع الطلاب على الكتابة والتفريغ النفسي. وقالت هدى خوجا: مقدّمة إلياحوريات تبيّن المقصود في إيلياء اسم المدينة المقدّسة، والتّركيب المزجي مع الحور العين في الجنّة. الجمع بين مكان في الأرض القدس ومكان في السّماء هو الجنّة. اشتمل الكتاب على ثلاثة فصول الفصل الأوّل: خاطرة إلياحوريّة. الفصل الثّاني : خاطرة عن الوطن. الفصل الثّالث:خاطرة تحفيزيّة. خطّت النّصوص بأقلام الإلياحوريات؛ بمحبّة مغروسة بالنّفوس والعقول. من خلال المدرسة البوليسيّة مع تدريبات الكاتب محمد هاني أبو زيّاد. وخطّت من خلال طالبات الكتابة الإبداعيّة. الكاتبات أربع وعشرون فتاة في ريعان الشباب والإبداع.اختيار المواضيع موفقة والكتابة بأقلام نابضة ستحفل بمستقبل واعد. اتسمت بخيال واسع وكلمات جميلة تخدم الهدف من النّصوص.تكرر ذكر الياء إلياحور القدس الزّيتون الأخضرالأرض المقدّسة . جمال القدس والوطن اتّسم بغالبية النّصوص، بشكل جذّاب ومتناسق وموفق. أمّا لوحة الغلاف فكانت لحورية تدشن أحلامها في الفضاء، ولكن حبّذا لو تدثّرت بثوب من التّراث بتطريز وإبداع. وكتبت سوسن عابدين الحشيم: جمع الكاتب نصوصا نثرية وخواطر من فتيات معظمهن تحت سن العشرين من مختلف المناطق في فلسطين، كان موضوع النصوص وصف لإيليا حور وهي القدس، وخواطر تحفيزية للكتابة الابداعية، أطلق عليهنّ الكاتب بعد تدريبهنّ في فن الكتابك الإبداعية في مدرسته البوليسية بالإلياحوريات . هدفه كعهد والده في أن ترتفع منابر الثقافة والأدب عاليا. تغلب على معظم النصوص اللغة الوصفية وكثرة صيغة الأمر ، فعل المضارع مع لام الأمر ص ١٥ وصيغة الخطابة، نص للطالبة عائشة سلامة، أيا الياحور، أيا نفسي وروحي أنتِ السلام ومنك السلام واليك السلام، فلتفرحي ولتمرحي ولترقص روحك وتغني شفاهك، وليصفق قلبك فلتكوني أنت أميرة الأميرات، أميرة جنس حواء، إلياحور ، كما يطغى الخيال الواسع في وصف القدس ... اللغة سهلة وبسيطة تناسب فئة الشباب، الالتفات بالضمائر تحول من ضمير الى آخر .. مثل لكنني تعجبت من سكوتها، من ضمير المتكلم الى ضمير الغائب، التشخيص موجود بشكل واضح في معظم النصوص، تشخيص مدينة القدس والإسقاط عليها كل صفات الفتاة الجميلة الحسناء، نلاحظ أيضا الإكثار من الغزل حتى يوهم القارئ ان المتغزل بها فتاة حسناء، كنص بدرية الرجبي، إيلياء حور العين، اسمك يجمع بين أجمل اسمين أحدهما أطهر بقاع الأرض إيلياء وتعني القدسأ وحور العين أعلى مراتب الجمال ، إن سألوك من اين أنتِ ؟ قولي أنا حورية من تلك البلاد المباركة من أجمل بقاع الأرض، من القدس أنا، من أرض الأنبياء، من أرض الرباط والصمود من أرض أبناؤها يضحون بأنفسهم من أجل نصرة أقصاهم، من أرض تحكي جدرانها قصتها عبر السنين يا حوريتي أقسم أن ما يجري بعروقك دماء طاهرة رائحتها كالمسك والعنبر، كما تكثر فيها التشبيهات والاستعارات، ووضوح البيئة المقدسية، والنزعة الوطنية في معظم النصوص.
#جميل_السلحوت (هاشتاغ)
Jamil_Salhut#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بدون مؤاخذة- قبرنا أهلنا
-
رحيل الشّاعر خليل توما
-
بدون مؤاخذة- صديقي الشاعر
-
بدون مؤاخذة- استفحال الجريمة
-
بدون مؤاخذة- الدعاية الإنتخابية الإسرائيلية بالدّم العربي
-
ديوان -عيون القدس- والمدن الحزينة
-
بدون مؤاخذة-جمهورية العشائر ودولة القانون
-
أحد عشر كوكبا والمخزون الثّقافي
-
رواية -سفر مريم- وأحلام المستقبل
-
كسرة خبز وفلسفة الحياة
-
بدون مؤاخذة- عام فارط وعام جديد
-
بدون مؤاخذة- ليس دفاعا عن المحكمة الدستورية ولا عن فتح
-
الدّجاجة المذعورة وسيادة القانون
-
عثمان صالحية ينسف الفكر السّلفيّ
-
أمريكا وحربها الخاسرة في سوريا
-
بدون مؤاخذة- دلالات فشل المشروع الأمريكي في الجمعيّة العامّة
-
ابراهيم صبيح يرحل دون استئذان
-
قصة دقدوق لا تزعج أبوك في ندوة مقدسي
-
قصّة دقدوق والسجع على حساب اللغة
-
الأديب محمود شقير وسيرته الأدبيّة
المزيد.....
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|