أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (3)














المزيد.....


افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (3)


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6145 - 2019 / 2 / 14 - 11:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كان للترجمة دور هام و تاثير على الجميع، فتاثير المؤلفات الفكرية الفلسفية التي تُرجمت لم يكن على المهتمين بها او من ترجمها فقط و انما على المناوئين لها ايضا، فاعتبروها كفرا فوقعوا بشكل غير مباشر تحت تاثيرها. بمعنى اخر، فمن لم تكن له علاقة و تواصل مع الفلسفة فان الفلسفة بذاتها اتصلت به. من جهة اخرى، مثلما كان تاثير الفلسفة بشكل مباشر و غير مباشر فانها من حيث الزمن امتد و الى الابد, حسب ما كانت عليه المرحلة التي نفذت فيها عملية الترجمة و ظهور الفكر الفلسفي فكانت متزامنا مع تدشين حجر الاساس للفلسفة و ظهور كافة العلوم الاسلامية الاخرى، لذا لم يكن ظهور الفلسفة حدثا تكون له العلاقة المتلاصقة مع عصر و مرحلة معينة او تُختزل تاثيراتها بشكل ايجابي على الذين كانوا متواصلين معها و متشاركين لها فقط و انما كانت ملامحها شمولية و واسعة و مؤثرة على الجميع و كانت ابعاد الفلسفة اليونانية من خلال الترجمة كاهم عنصرالذي فرضت نفسها و لها التاثير المباشر على هذه الحضارة و الثقافة العامة للمجتمع.
كان التوجه الفلسفي للعقل الاسلامي قمة نشاط ذلك العقل و عظيم الاهتمام و التفسير للدين و الحياة، و واجه مبكرا الخطاب النقلي و الديني الجمودي باسناد و دعم السلطة الاسلامية، و في النهاية و بعد صراع مرير كانت نتيجته اسقاط هذه العقلانية الفلسفية، و سيطرت العقلية المحلية في شكلها الارثوذوكسي, بداية كانت بطابعها الجنبلي و من ثم الاشعري في القرن الثالث في المرحلة الثانية للخلافة العباسية وبعد ان توفر له حينئذ دعم السلطة السائدة . اي، هذا ما ادى الى اختلال في الامر و بدلا من الانفتاح على الفكر الانساني و ترجمة المؤلفات الاجنبية و الحوارات العقلانية و تعددية المذاهب، اصبحت الفتاوى و التكفير و التبديع و التحريم اللغة الثقافية المسيطرة على المجتمع الاسلامي. و بهذا الشكل يمكن ان نعتقد بان ظهور الفكر الفلسي لم تكن عملية فكرية عقلانية مجردة في الحضابرة الاسلامية. انها لم تكن شيئا من نتاج النخبة الثقافية في عصرهم و لم تكن حدثا ثقافيا فقط و انما و بالدرجة الاولى كانت عملية سياسية و من ضرورات السلطة العباسية في مرحلتها الاولى، و كان هذا من اجل بناء الخطاب السياسي العام الشمولي و القوي الذي كان الهدف منه ان يتمكن جمع الجميع حوله داخليا و يمحي التشرذم و ايضا يتمكن من الناحية الفكرية على المستوى الخارجي مواجهة المناوئين له. و هذا لا يعني ابدا تهميش دور النخبة من اهل الكلام الاسلامي في هذه العملية او الرغبة الشخصية للخليفة مامون للعلم و الفكر الجديد في البيئة الاسلامية مثلا، و كانت هذه العملية اكبر من الرغبة و نية و الارادة الصفية اللاتاريخية. مثلما كما سارت الامورعلى العكس، فان سيطرة الخطاب الارثوذوكسي الاسلامي في بدايته و بشكله الحنبلي في عصر المتوكل وما اصر على منعه لاي نوع من النشاطات الفلسفية و الكلامية او بشكلها الاشعري الى ان نصل الى الامام الغزالي و كتابه الشهير في تكفير الفلاسفة.
كل هذه لم تكن عملا او فعلا دينيا مجردا و لكن كان لها علاقة عميقة بضرورات و احتياجات السياسة و السلطة العباسية الى الخطاب الذي كانت الارادة الدنيوية و التاريخية مختفية وراءها. عندما نلتفت الى الفكر الاسلامي من المنظور التاريخي و الدنيوي، فان مقولة نيتشة تكون قائمة امامنا و هي تنطق قائلة ( الذي اصبح لديكم الهيا، فانه انساني دون اي حد). ما اُستقبل دينيا و اصبح مقدسا ضمن هذه الثقافة و طُرح سماويا، فان اكثريته دنيوي و انساني و ارضي. لذا العودة الى البدايات، اي الى العصر الذي ظهر فيه الخطاب الفقهي و العقائدي الديني ليس بشيء يمكن ان يدخل خانة رواية الحكايات و مجموعة من الحوادث التاريخية التي لم تكن لها علاقة بوقتنا الحاضر، ولكنها لها علاقة مباشرة و كحاجة و ضرورة علمية عقلية لرؤية الجانب اللاالهي لهذه الثقافة الانسانية.
و عليه يمكننا ان نؤكد على خمود و افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها كما هو عنوان الكتاب، و يمكن ان تؤخذ بنظر الاعتبار مجموعة من الملاحظات و منها؛ الهدف و المقصود بالفلسفة الاسلامية و باعتبارها جمع تلك الحوارات الفكرية المستندة على العقل كأرث للشعوب الاخرى و تجلت تحت تاثير الوعي التاريخي و كانت محاولة لكشف المعنى و الدلالات الجديدة للمسائل المهمة من خارج مقولات النصوص المقدسة و ثقافة هذه النصوص. سواء التي لها علاقة باللاهوت و الماوراء الطبيعة الاسلاموية او ما لها العلاقة بالمسائل الدنيوية الاخرى. ان كنا قد القينا الضوء على الفلسفة الاسلامية التي لها اساس يوناني و تطورت على ايدي المترجمين و الفلاسفة غير العرب في هذه الحضارة، و بالاخص الشعوب الايرانية، و لكننا في نفس الوقت ننوي ان نبين من هذه الطريق و ان كان بشكل مختصرجمع النشاطات الفكرية في البيئة الاسلامية كجزء غير منقطع عن النشطات الدنيوية، كي نرى بهذه الطريقة طبيعة و خصوصية و تطور هذا الفكر حتى عصر السقوط و الخمود و الافول.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (2)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (1)
- من عاش مخادعا مات متسكعا
- هل النخبة السائدة انصفت المهمشة؟
- ايهما المتهم الدين ام العلم ؟
- هل الكلام مع الغيب ممكن ؟
- فرصة سانحة لليسار الكوردستاني لا تعوض
- انعدام المعارضة الحقيقية في العراق و كوردستان ايضا
- متى نصل الى نقطة نعمل فيها بقدر ما نتتقد؟
- لماذا ترجمتُ كتاب الشخصية المحمدية الى اللغة الكوردية؟ ( 5 )
- لماذا ترجمتُ كتاب الشخصية المحمدية الى اللغة الكوردية؟(4)
- لماذا ترجمتُ كتاب الشخصية المحمدية الى اللغة الكوردية؟ (3)
- لماذا ترجمت كتاب الشخصية المحمدية الى اللغة الكوردية؟ (2)
- لماذا ترجمتُ كتاب الشخصية المحمدية الى اللغة الكوردية ؟
- زيارة لها اهداف تكتيكية فقط دون الحلول المطلوبة
- هل تصلح الديموقراطية للمجتمع الكوردستاني ؟
- لم تعد هناك محاولات للبحث عن الحقيقة !!
- متغيرات و ثوابت المجتمع الكوردستاني تحت الضغوطات المتنوعة
- حقا اثبتت تركيا انها دولة القانون كما تفهمها!!
- هل اليساري مدان في كوردستان؟


المزيد.....




- نجاة طيار بعد تحطم طائرته المقاتلة إف-35 في ألاسكا.. وقائده: ...
- مسؤول أمريكي يجري أول زيارة إلى غزة منذ 15 عامًا
- تنصيب أحمد الشرع رئيسا انتقاليا للجمهورية العربية السورية بش ...
- الجزائر.. تبون يلتقي باتروشيف
- إسرائيل تستعد للإفراج عن 110 أسرى فلسطينيين مقابل ثلاثة محتج ...
- كوريا الجنوبية: حريق في طائرة إيرباص قبل الإقلاع ونجاة الركا ...
- ماذا حدث في مهرجان -كومبه ميلا- الديني الهندوسي في الهند؟
- هل تهدد خطط ترامب حول قطاع غزة استقرار دول الجوار؟
- الشرع يلقي خطابا هاما ينتظره ملايين السوريين
- غرينلاد.. توجس أوروبي من نوايا واشنطن


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (3)