أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (2)














المزيد.....


افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (2)


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6144 - 2019 / 2 / 13 - 23:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لو عدنا قليلا الى ما قبل استيراد الفلسفة اليونانية الحقيقية و الواقع الذي فرض التامل و التمعن العقلاني فيما يخص جوهر الفلسفة و ثنايا و تلابيب تعقيداتها و كيفية العمل وفقها في التاريخ الاسلامي، اي ما حدث سياسيا و اجتماعيا فيما بعد وفاة محمد رسول الاسلام و بُرز الصراع السياسي وفقا للمصلحة الدنيوية بشكل واضح و جلي و ما احدث من الخلافات الداخلية بين المسلمين حول خليفة الرسول و ما وصلتنا من المؤلفات حول ذلك و التي سمي بقضية الامامة لحين اندلاع الحروب الاهلية الداخلية بين المسلمين انفسهم و انقسامهم على الجبهات السياسية المخالفة و غير المنسجمة مع بعضها ( انبثاق الخوارج، الشيعة، السنة، المعتزلة) و ما افرز من الافكار و المواضيع المهمة و الحساسة من حكم على المسلم الكافر او من هو مرتكب الخطيئة الكبرى الى موضوع القضاء و القدر مع الاسئلة المطروحة حول القضايا المعقدة الشائكة حسب الفقه و الحساب و القياس. و كان السبب الرئيسي لكل ذلك هو الاستناد على العقل موازيا النقل لاثبات الذات و رد المناوئين لهم من جميع الجوانب. بمعنى اخر، الفترة التي تم فيها صمت النصوص المقدسة امام العيديد من الاسئلة الدينية و غير الدينية، مما حدا بالمسلمين الى استنطاق النصوص كي ينتجو به الاجوبة ، اي الاجتهاد في العمل الديني، و الذي هو من حيث المصطلح عبارة عن استعمال العقل في فهم القرار و الحكم الذي ليس لدى النقل اية مقولة واضحة و صريحة حوله، هذه المواضيع التي تراكمت بمرور الوقت كانت نتيجة المنتجات الكثيرة و المنقولة او المستوردة وكان الى حدما اثر ازدياد الصراعات الداخلية و تطور المجتمعات بنسبة معينة. و يمكن تسمية هذا العصر بعصر الكتابة و يعتبر المرحلة الثانية من تنمية الفكر الاسلامي مقارنة مع المرحلة الاولى من الفكر المستند على اساس الايمان، اي مرحلة تجلي و سيطرة الخطاب القرئاني على المجتمع او بالاحرى على قبائل شبه الجزيرة العربية.
من هنا و بسبب توسع الصراعات الداخلية و امتزاج الاثنيات و الاجناس الدينية الاجنبية مع هذه البيئة و ازدياد الحوارات، ففرضت الفلسفة نفسها كضرورة ملحة للمشاركة في صورة و اطار الشكل اليوناني المعروف في الحضارة الاسلامية التي مهدت لها الارضية السياسية قبل الفلسفية. بمجيء الفلسفة الاسلامية فسحت الفرصة لعودة العقل ذاته الى الفكر الاجنبي و الامم البعيدة كما قال كندي؛ انه حاول ذلك كي يثري نفسه و يتمكن من التنقل من الحالة المحلية الى المستوى العالمي، لذلك، فان كان الفكر الاجنبي في البيئة الاسلامية مساعدا في ان يكون العقل الاسلامي اكثر نشاطا في ايجاد الاحوبة للقضايا الداخلية المحلية، و بسبب التعارف و الاندماج الفكرالمحلي مع الافكار الاجنبية، فاصبحت الارضية متوفرة للحل المناسب و الجديد لما طرح و واجه تلك الاسئلة و القضايا الفكرية الجديدة. في الوقت الذي كان كندي كاول فيلسوف اسلامي يدعم بشكل رئيسي ترجمة تلك المؤلفات و النتاجات ضمن رسالته الى المنصور الذي كان حاكما بين الاعوام ( 137 - 158 ه)، و حفزه كسلطة لدعم الترجمة ( بالاخص حكمة تلك الشعوب)، فانه كان يؤمن بها بشكل راسخ و يعتقد بانه يمكن بهذه الطريق ان ينجوا من المشاكل الفكرية، دون ان يدرك بان الفلسفة هي بذاتها حاملة للمشاكل و القضايا الفكرية الخاصة بها، و علاوة على ذلك عند خلو الفلسفة من هذه الاسئلة فانها تسقط كفلسفة و تفقد قيمتها .
ان كان دعم الخلافة العباسية لعملية الترجمة حدث سياسي من اساسه، وكان الهدف الرئيسي هو بناء الخطاب الفكري الموحد و القوي الذي يفرض على الجميع التجمع حوله، و لكن سرعان ما تحول هذا التفلسف الفكري الاسلامي الى السبب العميق و المؤثر لهذه الخلافات. وكما قلنا فان الطبيعة الاعتيادية لاي عقل يريد ان يتفهم الحياة و الدنيا عن طريق الفلسفة، اي طبيعة الاختلاف و وجود الفهم غير المنسجم مع البعض، و بهذه الاسباب و بالعوامل الاخرى فاننا نعلم بان الترجمة و ظهور الفلسفة في الحضارة الاسلامية كان له التاثير اللامحدود و المستمر على الفكر الاسلامي بشكل عام، و حتى على اولئك الذين كانوا منذ بداية العملية مناوئين للفلسفة و و ترجمة تلك المؤلفات، و يسميهم الكندي في تلك الرسالة بتجار الدين.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (1)
- من عاش مخادعا مات متسكعا
- هل النخبة السائدة انصفت المهمشة؟
- ايهما المتهم الدين ام العلم ؟
- هل الكلام مع الغيب ممكن ؟
- فرصة سانحة لليسار الكوردستاني لا تعوض
- انعدام المعارضة الحقيقية في العراق و كوردستان ايضا
- متى نصل الى نقطة نعمل فيها بقدر ما نتتقد؟
- لماذا ترجمتُ كتاب الشخصية المحمدية الى اللغة الكوردية؟ ( 5 )
- لماذا ترجمتُ كتاب الشخصية المحمدية الى اللغة الكوردية؟(4)
- لماذا ترجمتُ كتاب الشخصية المحمدية الى اللغة الكوردية؟ (3)
- لماذا ترجمت كتاب الشخصية المحمدية الى اللغة الكوردية؟ (2)
- لماذا ترجمتُ كتاب الشخصية المحمدية الى اللغة الكوردية ؟
- زيارة لها اهداف تكتيكية فقط دون الحلول المطلوبة
- هل تصلح الديموقراطية للمجتمع الكوردستاني ؟
- لم تعد هناك محاولات للبحث عن الحقيقة !!
- متغيرات و ثوابت المجتمع الكوردستاني تحت الضغوطات المتنوعة
- حقا اثبتت تركيا انها دولة القانون كما تفهمها!!
- هل اليساري مدان في كوردستان؟
- اوشكت نهاية عصر المناصفة في كوردستان


المزيد.....




- بعد تصريحاته عن -التهجير-.. الملك عبدالله سيلتقي ترامب بواشن ...
- جورجيا: احتجاجات في تبليسي بعد تشديد العقوبات على عرقلة الطر ...
- بدل نقل الأسماك.. تحقيق يفضح تهريب بقايا النمور المهددة بالا ...
- الكبد الدهني.. خضار وفاكهة تساعد في العلاج والوقاية من الإصا ...
- تحديد هوية المسؤول عن جريمة سودجا
- غزة.. إسرائيل تخلف معدات عسكرية مدمرة
- بيان من الرئيس السوري أحمد الشرع بعد لقائه ولي العهد السعود ...
- أسير إسرائيلي أمريكي محرر يوجه رسالة شكر إلى مقاتلين في -الق ...
- النيابة الإسرائيلية تفتح تحقيقا جنائيا ضد سارة نتنياهو في أع ...
- خامنئي: الشعب الإيراني لديه الشجاعة ليقول -الموت لأمريكا-


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (2)