أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزة رستناوي - تجليات عشتار في مجموعة الدائرة للشاعر عايد سعيد سراج














المزيد.....

تجليات عشتار في مجموعة الدائرة للشاعر عايد سعيد سراج


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 1527 - 2006 / 4 / 21 - 09:42
المحور: الادب والفن
    


تجليات عشتار في مجموعة ( الدائرة )
للشاعر عايد سعيد سراج

الدائرة رمز للكمال الأزلي ، و الاستغناء عن العالم ، فهي الأفعى التي تعضُّ على ذيلها , و تستدير على نفسها , فالدائرة هي عشتار العذراء , و هي الخميرة الأولى للخلق , أي (نمو) حسب أسطورة التكوين البابلي .
/ الربة عشتار ... أفعى تتزين بصنجات
تتمرّى بغيوم مفضضة ... تتثاءب
تغسل حلمتها بالوبر
و حشيش الروح /
عشتار العذراء = الأفعى
نلاحظ في الوصف السابق , غياب الأخر, فهي الحاضر الوحيد ,و الفعل الوحيد أيضاً , من خلال استخدام الفعل المضارع ( تتزين – تتمرى – تتثاءب – تغسل )
و هي إن كانت (الدائرة = العماء الأول ) , إلا أنها تقترن بالفعل و الإغراء , فالأفعال السابقة تقوم بها الأنثى لإظهار مفاتنها , مما يعني أنه قد تم الانقسام في هذه الدائرة بحركة داخلية و خرج منها الإله الذكر و هو الذي سيقوم بشن الحرب على العماء حيث يقوم " مردوك" الإله الشباب بقتلها و شطر جسدها إلى قسمين : السماء في الأعلى و الأرض في الأسفل .
/ يصدح مهماز الربِّ – قدماه جروان ينبحان – نورانيتان يداه من العقيق و النوارس يلعب بالنرد و النوم – مدن تهتز من نباحه /
هذا الإله المتمرّد يدخل في صراعٍ على امتداد القصيدة مع الربة عشتار.
إن الشاعر( الضمير أنا)ينحاز بشكل مطاق نحو عشتار الأم الأولى قديماً و الحبيبة الآن يقول : / يا وجهها عن سحابة – ترتحلين في دمي – حسنك المنثور في المجرات الطريدة /
فحسن الحبيبة موزع و منثور الآن في الكون بعد أن كان سابقاً جسد الكون , و نستطيع أن تتكلم عن علاقة مازوخية بين الأنا والحبيبة , يمكن إيضاحها كما يلي
(دم الشاعر = السماء = السكون )
(وجه الحبيبة = السحابة = الحركة )
يصدمنا الشاعر بافتتاحية القصيدة " الدائرة " فيقول :
/تنامين نامي
فكلّي أفاعٍٍٍ و كلّي مطر/
فحضورنا مرتبط بالأنثى حتى و لو كانت في حالة النوم .
النص الذي بين يدينا فيه من الغموض و الستر, أكثر مما فيه من الوضوح و الكشف , و يتجلى هذا الغموض على مستويين : على مستوى التراكيب و الصور من خلال الانزياحات المدهشة كقوله السابق/ فكلي أفاعٍ و كلي مطر/
و على مستوى البنية و هو ما أحاول كشفه في هذه القراءة .
يقول الشاعر / الدائرة أم النبع
تصغر ..... تجفل منها دائرة
و في عمق الدائرة
دائرة أخرى /
للدائرة مركز و إن وجود المركز هو الذي يعطي للدائرة عميق الدلالة من خلال الارتباط المساري الثابت للزمان و المكان بالمركز.
يعبر العقل الغربي عن الصفر بدائرة فارغة أي العودة إلى البدء , أما العقل العربي فيعبر عن الدائرة بالصفر أي النقطة .
في عمق الدائرة توجد دائرة أخرى فالشاعر أميل إلى لوجهة النظر الأولى هنا .
و لكن ما علاقة الدائرة بالنبع ؟

إن الكائنات الحية كلها, تعتمد على النبع في عيشها, و ترتبط به بصلة عضوية لا وجود لها خارجه, كما أن الكائنات تسير على محيط الدائرة في صله مع المركز الذي يجسد وجهة النظر التي تجعل الدائرة تساوي النقطة .
إن الرفض و السخط على الحياة التي شادها الإنسان على الأرض هو شعور مسيطر من خلال الأشخاص و التواريخ المسرودة في (الدائرة) فالشاعر يتساءل هل كان مسيلمة عقيماً؟
إن الإجابة التي نستحضرها هي لا
فالبشر المعاصرين هم أحفاد مسيلمة النبي الكاذب و المزيف .
الغرب يقابل الشيطان في النص فنقرأ
/ سجوداً للأوزون ....و لكوكبنا الأرضي
وتدار على قرني ثور في إسطبل
يخور به صاروخ نووي أقعده الثور ./
فهنا يندمج الخطاب الشعري المباشر في السياق الإجمالي للقصيدة ,لكنه يصنع شيئاًً من الخلخلة في بناء القصيدة .
قصيدة الدائرة تطرح العديد من الأسئلة الوجودية, و لكن الشاعر يلجأ إلى التقريرية بشكل كبير فهو عندما يطرح التساؤل علينا . نستطيع استحضار الإجابة في السياق العام للقصيدة .
يقول الشاعر مركزاً على دور الكلمة / للكلمات ذيول كالمبرد
و لها ألسنة , أفواه براكين
و لها حد يفصل بين الله و سيف القاتل /
فالكلمة هي الوحي المجسد بصفته المادية وهي الرسالة بين الإله و البشر .
وعندما يساء تفسيرها تنهال علينا الخطايا .....
و ما أكثر ما حدث ذلك في تاريخنا و حاضرنا

___________________________________________________________
الدائرة – مجموعة شعرية
للشاعر : عايد سعيد سراج
الرقة – إصدار خاص



#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل جوكندا عربية إسلامية
- ملكوت الزبالة الوطنية
- عندما يضرب المثقفون الطبول - دبكة حماة
- الديمقراطية و الإحتلال الوطني
- من هنا طريق غير المسلمين
- قصائد وطنية
- شهداء البسوس : من الزير سالم إلى جبران تويني
- الحوار المتمدن فضاء تنويري
- هولاكو...سيدة الرمال
- مشاغل سيدة الرمال
- عتبات سيدة الرمال
- مجتمعات بني إسرائيل
- تابوت لماري
- الحيوية الإسلامية و البحث عن إمام
- لماذا أنا مواطن على مذهب السلوكيين
- المستوطنون
- نحو لاهوت اسلامي جديد-الخروج من القوقعه-
- .سوريا:بين الديمقراطية و نظرية الفصوص
- بين ثقافة الوعظ و صدمة الواقع
- نظرية الحب والإتحاد في التصوف الاسلامي


المزيد.....




- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزة رستناوي - تجليات عشتار في مجموعة الدائرة للشاعر عايد سعيد سراج