|
قراءة نسوية لنتائج الانتخابات التشريعية الثانية - فلسطين
مريم أبو دقة
القيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
الحوار المتمدن-العدد: 1527 - 2006 / 4 / 21 - 10:00
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الورقة مقدمة في مؤتمر طاقم شؤون المرأة بتاريخ 30/3/2006 في فندق "البيتش" بعنوان (قراءة نسوية لنتائج الانتخابات التشريعية الثانية) إن قراءة موضوعية لنتائج الانتخابات التشريعية الثانية بشقيها الذاتي والموضوعي من وجهة نظر نسوية ضرورة، وذلك لوضع اليد والملامسة الحقيقية لمواطن القوة والضعف ويمكن الحركة النسوية كذات في الكشف عن قدرتها في تجاوز تلك الصعوبات التي تواجهها، ولذلك تأتي أهمية هذا المؤتمر للوقفة العلمية الجادة أمام هذا العنوان لاستخلاص الدروس والعبر من النتائج المحصودة وعليها يمكن وضع استراتيجية عمل وطنية تستطيع بها الحركة النسوية السير إلى الأمام والحفاظ على الإنجازات الهامة التي حققتها الحركة النسوية وكان ثمنها غالي. بطبيعة الحال كانت المرأة الفلسطينية ومازالت جزءاً هاماً في مسيرة الكفاح بكل أشكاله وما حققته لم يكن منّة من أحد بل نتيجة تضحيات جسام ومعاناة حقيقية وشهداء وأسرى لذلك اقتضي الأمر ضرورة الحفاظ على المنجزات رغم أن ما وصلت إليه المرأة الفلسطينية لا يعكس حجم مشاركتها وتضحياتها إلا أنه من الضروري الحفاظ عليه ومراكمة هذا الإنجاز وتطويره للوصول به إلى نهاياته المرجوة والمطلوبة. وعندما نقرأ نتائج الانتخابات التشريعية الثانية نجد النتائج التالية: أ- نجاح 17 امرأة من أصل 66 مقعد مخصصة للقوائم الحزبية المختلفة وهذا نتيجة لما جاء في قانون الانتخابات من ضرورة تضمين نساء في القائمة بنسبة محددة 3، 5، 7، وبالتالي هذا النص أجبر جميع الأحزاب أن تلتزم بهذا الترتيب مع الإشارة بأن هذا العدد كان بالإمكان زيادته فيها. ب- تعاطت الأحزاب التي حققت مقاعد كبيرة بطريقة أفضل من نصوص القانون. ج- عدم إعطاء ترشيح النساء في الدوائر أهمية واضحة من قبل الأحزاب وخاصة الأحزاب التي حصدت أكبر المقاعد، حيث كان بمقدورها إنجاح نساء من خلال الدوائر (حماس) ولكنها للأسف لم تضمن قوائمها على الدوائر نساء. د- غالبية النساء الفائزات من الحزبين الكبيرين (نجاح 3 نساء من الأحزاب الأخرى، و14 امرأة من الحزبين الكبيرين) وكان بإمكان هذه اللوحة أن تتغير كلياً فيما لو تم اعتماد قانون التمثيل النسبي الكامل ورفع نسبة النساء في القوائم بحدها الأقصى 30%. ه- تدنى مستوى تمثيل النساء في المجلس التشريعي بالعموم 17 من 132، الأمر الذي سيعيق قدرتهن على التأثير الحاسم في السياسات التشريعية لخدمة حقوق النساء. و- سادت لدى الناخب العقلية الذكورية فيما يتعلق بالإدلاء بالأصوات على الدوائر، خاصة في ظل غياب الدعم الحزبي بشكله اللازم. ز- لعبت النساء دوراً حاسماً في نتيجة الانتخابات بوصفهن ناخبات، خاصة في ظل مشاركة غالبيتهن في العملية الانتخابية. ح- لم يكن هناك وحدة للحركة النسوية وإمكانيات لعمل فريق لدعم قائمة نساء والعمل لصالح النساء. ط- عدم وجود إمكانيات مالية وإعلامية لدعم النساء وإبرازهن في مواجهة التنافس الحاد الموجود للرجال. الأحزاب: 1) تصدر جميع قوائم الأحزاب رجال ولم يخرج أي حزب عن المألوف رغم أن هناك نساء في المستوى القيادي الأول في العديد من الأحزاب. 2) غالبية الأحزاب وضعت تمثيل النساء التزاماً بالقرار حسب الأماكن المحددة 3، 5، 7، باستثناء قوائم مستقلة وكان الاعتبار هو تحالف – أي ممثلين التحالفات – "فلسطين المستقلة مثلاً والبديل". 3) عدم تمييز النساء والمراهنة على فرص فوزهن في الترشيحات على الدوائر، وبرز ذلك في غزة على وجه الخصوص باستثناء فتح في غزة، وفتح والشعبية في الضفة. المؤسسات والمراكز النسوية: 1) كان لها دور بارز وحيوي في مجال توعية النساء وتثقيفهن بأهمية الانتخابات وتقديم الدعم القانوني والإداري للمرشحات. 2) كان لهم دور في المشاركة في حملات الضغط لتعديل القانون والأخذ بالتمييز الإيجابي. 3) يؤخذ عليها الطابع الحيادي في التعبئة وترك توجيه النساء للاتجاه المحدد الذي تطمح إليه الحركة النسوية الديمقراطية. الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية: 1) رغم دور الاتحاد ومشاركته المحدودة في الجهد المبذول للانتخابات إلا أنه غاب عن التعبئة العامة بشكلها الجماعي وعدم تقديم خدمات للنساء. 2) أسهم في حملات الضغط (الحملة الوطنية وغيرها) لتغيير القانون والمطالبة بالكوتا النسوية. الجمهور: 1) أثبت الجمهور إقباله على مراكز الاقتراع (مليون وعشرين ألف مقترع من أصل مليون وثلاثمائة ألف). 2) عكست أصوات الجمهور توجههم لتغيير السلطة السابقة بناء على السياسات الخاطئة. الخلاصة: النتيجة للنجاح الأغلب لنساء اللون الواحد وهذا ما كان ليكون لولا نضالات الحركة النسوية الوطنية منذ عام 1917 حتى عصرنا الراهن، ومن المفيد الإشارة إلى أن هذا التيار انحصر تمثيله وهذا يعتبر نكسة في عمل الأحزاب والنساء في هذا الاتجاه، ولا يجوز أن يشطب هذا الملف الهام والذي لعبت فيه النساء دوراً أكثر من هام في الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة. لذلك من الضروري توحيد الطاقات ورسم السياسات الوطنية من جميع القوى الديمقراطية والوطنية لتجاوز هذه الثغرة والنهوض بدور الحركة النسوية.
#مريم_أبو_دقة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.. مظاهرات تجتاح أمر
...
-
بعد أكثر من ربع قرن من الصمت... إدانة مسؤول سابق بجريمة اغتص
...
-
مسؤول أممي يحذر من -وباء عنف جنسي- ضد النساء في السودان
-
آخر تعديلات سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 وموعد صب معاشا
...
-
سجل NOW.. كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت بجمي
...
-
العدوى الجن-سية مش وصمة
-
معجزة علمية: أمومة متأخرة.. امرأة ستينية تضع مولودها الأول ف
...
-
الهند: بعد جريمة اغتصاب وقتل طبيبة.. النساء في مواجهة يومية
...
-
خارجية السودان: -الجنجويد- ترتكب انتهاكات جسيمة ضد النساء وا
...
-
تحذير أممي من عنف جنسي -وبائي- ضد النساء في السودان
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|