|
سياسة العنصرية غب اسرائيل = استشهاد المزيد من الطلاب العرب في الخارج
تميم منصور
الحوار المتمدن-العدد: 6143 - 2019 / 2 / 12 - 19:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سياسة العنصرية في إسرائيل = استشهاد المزيد من الطلاب العرب في الخارج تميم منصور ان أكثر ما يقلق القوى اليمنية في اسرائيل ، تزايد عدد الاكاديميين من المواطنين العرب في الداخل الفلسطيني ، والسبب واضح ومعروف ، ويعتبر جزءاً لا يتجزأ من الايديولوجية الصهيونية التي تمكنت من احراز الانتصار تلو الانتصار في تحقيق مخططتها في اقامة دولة كولونيالية على حساب الشعب الفلسطيني ، فقد سلبت ارضه وسيادته وتحاول مصادرة ثقافته وتاريخه ، لم يأت هذا الانتصار من فراغ ، فقد كانت مخططات الحركة الصهيونية ولا زالت مدعومة بأهم قوتي دفع وهما العلم والمال ، فقد وجد الشعب الفلسطيني في سنوات الانتداب وقبله نفسه يواجه غزو بشري ومدعوماً بالعلم والمال وهذا ما فعله الرجل الأبيض عندما غزا القارة الامريكية الشمالية والجنوبية ، والقارة الافريقية ، وقارة آسيا ، فالفارق الذهني والمالي تغلب على الفوارق التي تواجدت لدى الشعوب التي استعمرت وقهرت وأهمها الفرق العددي . بسبب انتصار الرجل الأبيض تغيرت الخرائط الجغرافية والسياسية والطوبغرافية لعدة شعوب في العالم ، خاصة في الامريكيتين ، وفي استراليا وفي الشرق الأوسط ، ولولا نضال الشعوب الامريكية ، من العرب في مصر وشمال افريقيا وجنوب افريقيا والسودان وانغولا وموزنبيق لازدادت القارة الافريقية سودا في لونها وحكمها السياسي ولاقيمت بها أكثر من إسرائيل واحدة من أهم المتغييرات في الشرق الأوسط ، حرمان غالبية الشعب الفلسطيني من وطنه ومن اقامة دولته المستقلة ، وقد نجحت الحركة الصهيونية من تشبثت هذا الشعب وسبب هذا التشبث باستمرار الصراعات الفلسطينية الفلسطينية. سواء كان الامر داخل العديد من مخيمات اللاجئين ، مثل مخيم عين الحلوة وغيره وهناك في الأراضي المحتلة ، الضفة الغربية وقطاع غزة . والغريب ان هذه الصراع أنه يزداد حدة كل يوم ، رغم تواجد طبقة من المثقفين والاكاديميين الفلسطينيين ، ان وجود هذه الطبقة لم يمنع الصراعات والانقسامات ، ولم يمنع تكديس الساحة الفلسطينية في كل مكان بعشرات من الاحزاب والفصائل ، وبسبب هذه التعددية غير الطبيعية ، يستمر نزيف الانقسام ، وهذا ما انتظرته الحركة الصهيونية ، انشغال الفلسطينيين ببعضهم البعض ، كي تتمكن من اختراق صفوفهم . وهناك من يعتبر هذه الانقسامات والصراعات استمراراً للانقسامات والصراعات التي دارت بين الفلسطينيين في فترة الانتداب ، فقد أدت هذه الانقسامات الى فشل ثورة البراق عام 1929 ، وأدت الى فشل وانهاء الاضراب عام 1936 ، فقد حدثت انقسامات وانشقاقات داخل صفوف الطبقة العمالية ، وانقسامات داخل القيادات الفلسطينية ، لأن هذه القيادة لم توفر البدائل لإضراب العمال المستمر ، ولم توفر الأسواق لمنتوجات المزارعين وبعض الصناعات المحلية . وعندما اشتعلت الثورة بعد الاضراب ، بسبب رفض القيادة الفلسطينية لاقتراحات لجنة بيل الانجليزية استمرت الانقسامات فلم يكن للثورة قيادة مشتركة ، كان كل فصيل يعمل لوحده ، فحدثت تجاوزات كثيرة ، افقدت الثورة هيبتها وشعبيتها ، مما ساعد الانجليز على اختراقها ووقفها الى درجة ان بعض الاحزاب الفلسطينية كانت تقاتل الثوار ، وكانت تمنع وصول الأسلحة من شرق الاردن ومن سوريا ولبنان . نتيجة هذا الانقسام توقفت الثورة دون أن تحقق أي هدف من أهدافها ، وقد تكرر هذا الفشل في حرب 1948 التي انتهت بالنكبة وبتحقيق أحلام الصهيونية . لم ينته دور الحركة الصهيونية بانتهاء النكبة فقد أخذت تعمل على عدة جبهات ، أهمها جبهة الداخل بنقل أكبر عدد من المهاجرين اليهود وغير اليهود لتهويدهم كي تصبح اسرئيل امرأ واقعاً . فوق أرض فلسطين ، كما وضعت القيادة التي تولت الحكم في اسرائيل منهاجاً خاصاً للتعامل مع المواطنين الفلسطينيين الذين تركهم القادة والزعماء العرب مع جيوشهم رهينة بأيدي العصابات الصهيونية ، وعلى الرغم من أن اسرائيل الدولة والحكومة لم تلتزم بأي اتفاق من اتفاقات الهدنة الخاصة بالعرب الذين تشبثوا بارضهم ، خاصة مع الاردن ، الا أن الأنظمة العربية لم تهتم بهذه الشريحة ولم يقلقها مصيرها ، خاصة النظام الاردني الذي وقع على الاتفاقية المذكورة لكن هذا لم يمنع عرب الداخل الفلسطيني من الانطلاق والتصدي لكل الممارسات العنصرية ، في كافة المجالات ، العمل والتعليم والمساواة وغيرها ، فحققوا انجازات كثيرة وحاولوا ولا زالوا يحاولون تجاوز كل العقبات . لم تترك المؤسسة الحاكمة ذريعة لإغلاق أبواب الجامعات في وجه الطلاب العرب إلا و استخدمتها ، لكن عشرات الآلاف من الطلاب العرب استطاعوا ايجاد طرقاً التفافية لدخول هذه الجامعات ، من هذه الطرق الدراسة في الجامعات الاجنبية ، لقد ارتادوا دولاً كثيرة من أجل تحقيق احلامهم بدراسة المواضيع التي يختارونها ، خاصة موضوع الطب والهندسة والصيدلة ومواضيع أخرى . هذا الجيش من الاكاديميين العرب الذين درسوا على نفقتهم الخاصة اذهل المؤسسة الحاكمة ، فقد ذهلت من عدد الأطباء والصيادلة والمهندسين وخبراء المختبرات والعلاج بطرق مختلفة ، لأنهم تولوا غالبية الملاكات الطبية وغيرها في المشافي ، لذلك بدأت بوضع العراقيل أمام الطلاب الجدد ، لكنهم سوف يتجاوزونها . لم يكن التعليم في الجامعات الاجنبية من قبل الطلاب العرب سهلاً ، فبالاضافة الى النفقات المضاعفة عن التعليم داخل المؤسسات الاكاديمية الاسرائيلية التي تحملها أولياء امور هؤلاء الطلاب ومعظمهم من محدودي الدخل ، بالاضافة الى ذلك وقعت حالات محزنة ومؤسفة ، فقد دفع عدد من الطلاب حياتهم ثمن غربتهم وداستهم، فقد قتل عدد من هؤلاء ، كان منهما شقيقان قتلاً في بلغاريا على يد عصابات المافيا وقتل طالب ثالث في ايطاليا نتيجة حدوث زلزال في المدينة التي كان يقيم فيها ، كما قتل وأصيب أكثر من طالب عربي واحد نتيجة حوادث الطرق وقعت في البلدان التي كانوا يدرسون بها ، أثنان منهما في الجامعة الامريكية في جنين . وطالب آخر قتل في رومانيا وطالب في بلغاريا وبالتأكيد ان هناك عدد من الضحايا لم نذكرهم . ولا يمكن ان ننسى آخر طالبتين من عرب الداخل الفلسطيني ، دفعا ثمن وجودهما في الخارج من اجل الدراسة وهمما المرحومة اية مصاروة والمرحومة سوار قبلاوي . هذا يؤكد بان فلسطيني الداخل يدفعون مهور وجودهم في الدولة الوحيدة في العالم التي لا زالت تنبع نظام الابرتهايد ، الطلاب العرب لا يعنون اي شيء بالنسبة لها ، في رأي ان الاجابة يجب ان نكون حاسمة من قبل القيادات العربية ورؤساء السلطات المحلية وهي الاسراع في اقامة جامعة عربية في احدى المدن العربية او في مكان آخر .
#تميم_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صراخ في فضاء الانتخابات
-
لكل حزب صهيوني جديد رقصة عنصرية
-
عندما كانت مصر قبلة العرب الوطنية والسياسية
-
القائمة المشتركة خيار استراتيجي وليس مزاج انتخابي
-
مقاهي بغداد للأدب والسياسة
-
مقاهي دمشق بين السياسة والفن
-
مقاهي القاهرة - منابر سياسية ومدارس أدب
-
في امتحان حيفا إما يُكرم الفلسطيني أو يهان
-
الميتادور نتنياهو يلوح للثور ترامب
-
مواسم أعراس التطبيع
-
أنا جاسوس إذن أنا موجود
-
مقاومة الاحتلال فرض عين وليس فرض كفاية
-
لسان محمد بن سلمان القصير في زمن لسان ترامب الطويل
-
سوق عكاظ في الأمم المتحدة
-
بين الاتحاد السوفياتي والاتحاد الروسي
-
هجرة الشوام إلى مصر
-
الى متى ستستمر القيادة الفلسطينية في سياسة الدهن والمدارة
-
روايات من ممارسات القهر القومي -2-
-
روايات من ممارسات القهر القومي
-
التضامن و السلاح الوحيد للتصدي لكل قوانين العنصرية
المزيد.....
-
قراءة الإعلام المصري لصورة السيسي في -جيروزاليم بوست- الإسرا
...
-
قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 119 مقذوفا في غضون 24 ساعة
...
-
وزير الخارجية الأمريكي ونظيره السعودي يناقشان مستقبل غزة وال
...
-
فوتشيتش يصف الاحتجاجات في صربيا بأنها محاولة لتدمير البلاد م
...
-
أنباء أولية عن سقوط قتلى في تحطم طائرة في فيلادلفيا الأمريكي
...
-
إعلام أوكراني: سماع دوي انفجارات في كييف ومقاطعتها
-
المبعوث الأمريكي الخاص: إنهاء الصراع في أوكرانيا يصب في مصلح
...
-
تاكر كارلسون: زيلينسكي باع أوكرانيا وتحول إلى خادم للغرب
-
-إم 23- تواصل زحفها شرق الكونغو الديمقراطية
-
6 قتلى بسقوط طائرة صغيرة في فيلادليفيا
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|