أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صالح الشقباوي - الثلج يحاصنا والوحدة تؤنسنا














المزيد.....

الثلج يحاصنا والوحدة تؤنسنا


صالح الشقباوي

الحوار المتمدن-العدد: 6143 - 2019 / 2 / 12 - 13:38
المحور: كتابات ساخرة
    


لم يكن اليوم كبقية ايام الاسبوع ، بل كان يوما يغرد خارج سربه، فقد اعلنت الارصاد الجوية ، بان هذا اليوم سيشهد عاصفة ثلجية فوق سماء عمان .
علمت ذلك من اخي وصديقي ابو علاء ..الذي اصر ان يستقبلني في المطار ، متحديا كل رغبات الطبيعة ، وكاسرا لكل حدود اللامعقول الممتثل امامه.
دخلنا بعد اربع ساعات ونصف من الطيران المتواصل ، اجواء الاردن العريق بتراثه وحضارته ..وتاريخه ..وبدأت الطائرة تستعد للهبوط من فوق مدينة العقبة المتلألة بأضوائها كأنها درة جمعت فسيفساء الظل الصامت الذي ينتظر حلول الثلج والبرد والصقيع..فوق اجوائها الملبدة بجسيمات الماء المتبخر من سطح ماء خليجها ..
لحظات تطلب المضيفة التي رافقتنا في رحلتنا عن ضرورة ربط احزمتنا والاستعداد للهبوط في مطار الملكة علياء..الذي استقبل ضيفا اخرا سبقنا في الهبوط ليغطي بجسده الابيض معظم معالمه ، ذلك الضيف خفيف الظل والتلازم... كان هطوله ككرم الطائي يجود بجسده قبل روحه وينشر رذاذاته بتواصل وسرعة وكثافة ادخلت الرعب والخوف في قلوبنا التي سكنت الى الله خائفة على مصيرها وكيف سينتهي ذلك المشهد المرعب ..بفصله الاخير ..خاصة وان الرعب زاد في قلوبنا الراجفة بعد ان شاهدنا كيف ان كابتن الطائرة يغير من حجم اضوائه..ويزيد منها ويؤشر بالاحمر القوي لكي تضح الرؤية امامه ولكي يرى المدرج ويحدد ابعاده ومعالمه بعد ان نجح الثلج في كسو جسده بالابيض الرحال..الابيض المتطاير كانه الزئبق في عرس القمر ليلة بدره...
نعم حطت الطائرة بسلام وهدوء رائع ..اثبت فيها الكابتن قائد الرحلة انه قادر على القيادة والسيطرة على كل الظروف..
المستجدة ..الظروف المناخية الصعبة...فهو جزائري ينتمي لشعب انتصر على المستحيل...
نزلنا على عجل ..وختم الجواز من شاب شرطي انيق بلباسه وهندامه..يعكس مستوى عال من التنظيم ولخلق والوعي داخل منظومة جهازه..
اخذت حقائبي مودعا اخر ..مشهد من مشاهد الخوف ..لادخل في مخرجات ومشهد رعب جديد بعد ان انطلقت واخي ابن عمي ابو علاء ..بسيارته عبر شارع الميه ..بعد ان طاردنا الثلج من كل صوب وحوب بسرعة هطول اجبرتنا على ايقاظ هواجس الخوف من اي طارئ مستجد قد يحدث للسيارة التي تقاوم كل ارادات الثلج وتنتصر عليها من خلال سيرها وسط اجواء ومناخات غير طبيعية ..الى الاما م لتقصر المسافت البعيدة جدا بين عمان والزرقاء التي كانت وجهتنا ، فما كان مني الا ان احاول ان انسي رفيق رحلتي القليل من الهم ..وان اطلق العنان للمداعبة والنكتة لننسى معا حلكة الظلام التي تحيط بنا دون حدود واتجاه والتي سرقت وضوح الرؤيا واوصلتها لدرجة الصفر ...مما جعلني اطلب من اخي ابو علاء ان اعينه بالسياقة لكنه اعتذر بادب ورغبة اصرار على الانتصار والاستمرار بالمسير وسط هذه الظروف المخيفه والطاغية بفرض شروطها علينا وعلى السيارة التي كانت هواجس خوفي من توقف محركها امام ثقل شروط الواقع..والاستسلام لرغباته الصارمة ..شرطا لتنامي الهواجس ..لكن دوما كنت الجأ في قلبي وروحي الى الله ..وقدرته ..والتوكل عليه ..وهنا اعليت من وتيرة دعائي واستجارتي بالله القادر ..ووصلنا واياه بخير وسلامة ..وحمدنا الله واشعلت سيجارة ..كنت قد تركتها من سنين .



#صالح_الشقباوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكلوجية الذات والهوية الفلسطينية ٤
- نتنياهو ..ابو مازن ..يوشع بن نون
- د.رمزي خوري رجل في وطن ..ووطن لشعب
- علاقة الجسد بالروح
- سفيرنا الفلسطيني في عمان ..عطا خيري صباح الخير
- الجزائر قائدة المستقبل العربي
- للجزائر في قلوبنا محبة
- القضية الفلسطينية بين التشيؤ والتكوين
- الصهيونية و فلسطين
- فتح...ثورة نصر ودولة
- الاستلاب الصهيوني للمكان
- هل هناك فرق بين الصهيونية واليهودية
- اشكالية التواصل في القضية الفلسطينية المعاصرة
- فتح بين الكينونة والزمن
- لماذا استمرت اليهودية عبر التاريخ
- الى الرئيس ابو مازن
- ماذا بقي من فتح
- الصهيونية فلسطين اسرائيل
- ماذا يحدث في فرنسا
- التاريخ الشقباوي محكيا


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صالح الشقباوي - الثلج يحاصنا والوحدة تؤنسنا