امين العراقي
الحوار المتمدن-العدد: 6142 - 2019 / 2 / 11 - 23:15
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
الثورة مفتاح الفرج
امين العراقي
من اللازم هنا أن نتذكر كيف هبّ رؤساءُ أحزاب السلطة العراقية كلهم، مجنِدين كلَّ ما لديهم من صحف وإذاعات وفضائيات وحسينيات لينددوا بمحاكمة المواطن السعودي نمر النمر رحمه الله
ويطالبوا الحكومة والشعب العراقي والمسلمين في العالم كافة بإدانة إعدامه رغم أنهم يعلمون بأنه لم يتظاهر كما تظاهر العراقيون مطالبا بكهرباء وماء و حصة تموينية بل خرج، علنا وعلى شاشات التلفزيونات العربية والعالمية مبارزا ومبشرا ونذيرا وداعيا شيعةَ السعودية إلى الثورة المسلحة على الحكم وإقامة نظام جديد .
كما لم ينسَ أحدٌ بعدُ كيف كانوا يشتعلون غضبا على حكومة البحرين كلما واجهت متظاهرين يرمون على جنودها وشرطتها ومؤسساتها قنابل المولوتوف ويطالبون الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان العالمية بالتحرك لحقن دماء (المجاهدين) في البحرين وإدانة إجراءات الحكومة البحرينية الأمنية التي تشكل عدوانا سافرا على حقوق الإنسان.
ثم جاء الزمن الذي كشف لنا أن تلك الأحزاب المتدينة العراقية ذاتَها التي رفضت واستنكرت محاكمة نمر النمر وإعدامه ولطمت وناحت على حقوق الإنسان في البحرين ،
لم تسمح لمواطنين من طائفتها نفِدَ صبرُهم فخرجوا متظاهرين مسالمين لم يهتف واحدٌ منهم بقتل احد رموز الفساد في العراق ولا بقلب نظام الحكم الحالي وإقامة نظام جديد عادل ونزيه يُنصف المظلوم ويعمّر المهدوم.
بل هبوا جميعا بما لديهم من قوة ومن رباط الخيل وبالرصاص الحي والمصفحات وقضبان الخشب والحديد يقتلون ويسحلون ويغتالون ويعذبون باسم الوطن وأمنه وسلامة مواطنيه
والمصيبة أن جميع المتظاهرين لسوء حظ إيران ولحسن حظ هذا الوطن المحتل كانوا من أبناء المحافظات الشيعية
فقط لا غير
وقد ثبت أن أحدا من مواطنين مظلومين، مثلهم،
لم يتسلل إلى صفوفهم من أهل محافظات غرب الوطن وشماله.بمعنى آخر.
إن الطائفة المنتفضة هي التي مَنحت قادة هذه الأحزاب السلطة والمال والسلاح، ونصَّبتهم حكاما بأصواتها للدفاع عن حريتها وكرامتها وحقوقها فخانوا الأمانة.
وما فعله الجيش ومليشيات فلان وعلان من قتلٍ وسحلٍ واعتقال وتعذيب ودهس بالمصفحات سيظل متوهجا في ذاكرة العراقيين وعلى زمن مقبل طويل يذكرهم بأن العراق وطن محتل بكل ما تعنيه كلمة محتل والذين يحكمونه عبيدٌ وخدمٌ .
#امين_العراقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟