أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - ايزيس ومدينة الرياح١














المزيد.....

ايزيس ومدينة الرياح١


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 6142 - 2019 / 2 / 11 - 18:18
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لااتذكر متى تركت بيتى ؟ ربما من شهر من عام لم يعد وقتى يحتسب ..رحل البيت مع من عاشوا فيه يوما وصرت بذلك البناء الضيق استمع الى الاصوات تدخل من نوافذى الخشبية الضيقة..اعيش وسط حارتى الجديدة لااحد فيها يعرف ايزيس بل ينادى المعلمة بتلك البناية القديمة اقدم بيوت الحارة ..هنا فى طابقى الثانى اراقب انطفاء الاضواء ليلا وانا من تخاف الظلام ..الليلة الماضية عادت الغارات الى هنا من جديد لكن لم اركض مثل الجميع الى المخبأ ..ايزيس لاتريد البقاء منذ ان اغلق بيت هيدرا الوعد الذى قطعته لم تستطع ان تحققه ..اشتم رائحة البخور مختلطة بالحيوانات المجهدة وصاحبها طيلة اليوم ..تضرر صدرى كثيرا لم اعد افتح نافذتى قدرالمستطاع ..زالت حديقتى كلما عبرت الميدان تطلعت من خلفى الاسوار لبيت جدى وابى وهناك حيث كانت تجلس امى وهنا حيث ولدت وعشت بين حديقتى التى جفت من قله الاهتمام ..لم اصدق انه بعد سنوات سياتى من ضلع هيدرا من ارضا بعيدة لياخذ بيتاويصيرخرابا لم اصدق ان ايزيس تعيش بعيدا عن بيت هيدرا وحيدة قلت ان صاحب الميراث طامع ولكنه اثبت نسبه كان ابن هيدرا التائه من زمن وزوجته عزيزة كان ولد انجب ولدا لم ينسى ان هذا البيت بيته ايضا ..اصبحت القاهرة خانقة تعدت المليون ولكن الفتيات المتعلمات لميزدن بالقدر الكافى لكل هؤلاء ..رحل من رحل وعدت لمدرستى بعد الثورة ..فقدت ايمانى بحزب الوفد وجدوى الحديث فى الصحف ماتت ملكة سعد وبلسم عبد الملك .رحلت فاطمة من بعد الثورة ولم تعد هناك الكثير تغير مرت سنوات لاحظت خصلتى البيضاء الاولى ثم الثانية لم يتبقى لى سوى مدرستى والفتيات .لم يعد الطريق الذى عرفته من قبل اراقب عربات الترام المجهدةمثل كل شىء فى القاهرة الان .اثار الحرب على كل وجه .اراقب مسز سارة وهى تضرب الحارة الضيقة بسياراتها فيات لميكن يملكها سوى ندرة من المصريين جوار الاجانب بها بينما عربات الكارو تغزوالحارة من الجانبين وصياح بائعى الخضروات لاينتهى ..لم تكن قادمة لايزيس التى عرفتها من قبل بل لعجوز متهالكة خائفةمن الحرب مثلها برغم انها فى القاهرة وليست فى لندن ..فى اخر زيارة لها ابلغتها انها خائفة الاتصالاتقد قطعت مع لندن ولايمكنها التواصل مع اخيها البرت وزوجته منذ سنوات عندما قررت سارة القدوم الى الشرق واستكشافه لم تبارح القاهرة وقررت العيش فيها هناك فى مكتب ملكة اسعد تعرفت عليها كنت اغار من سارة هى تسير رافعة الراس ربما حققن نحن بعض الشىء فلم تعد النساء تغطى وجوهها بعد ان رفعت هدى هانم شعراوى ومن معهن غطاء الوجه ولكن نزع غطاء الوجه وحده لايكفى ..اتهمتنى فاطمة بالجبن لانى لم اكن واحدة منهن لم اشارك فى تظاهرات النساء برغم انها كانت مأمنة جيدا لاازال احمل خوف امى..
كنت اغار من نبوية موسى واراقب تقدمها فى عملها ومقالاتها فقداصبحت ناظرة المدرسة بينما تقدمت انا كمعلمة فى السن الكل يتحدث عنها ويتابع ما تكتبه لها الكثير من الاعداء فى نظارة المعارف اعرف فهى فى النهاية امراة لكنها واصلت كتابة كل شىء كل ما يحدث معها..فكرت الان كيف تراقبنى امى فى الاعلى ايزيس التى اضاعت كل شىء وتركت البيت خرابا ..متى اخرج متى ؟!
تراقبنى من الاعلى لاتزال ايزيس كما هى ساخبرها عن رحيلى الى لندن اعرف اننى صديقتها الوحيدة ومارجريت الان كليهما ستغضب منى لكن لايمكننى البقاء هنا ولندن تتعرض ربما للقصف الان وامى وحيدة وربما اخى وزوجته وطفليه محاصريين الان ستصرخ ايزيس بوجههى وتتهمنى بالجنون وتردد كيف ستسافريين والخطوط الاتصالات مقطوعة بينا ..سأجد طريقى ..منذ ان دخلت الحارة علمت ان ايزيس تعانى الخوف اكثر ..كثيرمن النساء يتحررن الان لكن هى لاتزال قابعة فى ملابس الملعمة فحسبولا تريد الخروج فى اخر زيارة لها جلبت لها اسطوانة جديدة لانسة ام كلثوم اخبرتها انها ستحب صوتها كثيرا كما فعلت انا فلديها صوت قوى وكلمات شاعرة منذ ذلك الحين وهى تطالبنى بمزيدا من الاسطوانات احضرت كل ما وجدت لها ..قلت لها ان هناك صوتا اخر وجدته لاجلها اسمهااسمهان انها ليست من مصر بل يرددون انها اميرة من جبل الدرز هى تغنى برغم عادات اهل الجبل فهمت ما اريدقوله ادارت الجرامافون من جديد لنسمعها ونحن نرتشف قهوتنا ..مارجريت ايضا احبت صوتها



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اطوف بين الارواح..سوزوران
- اخذت روحا اخرى..سوزوران
- خروج ماريا..مارجريت
- تحتضنى لاتخش من المرض..امل
- تطاردنى ضحكاتها..اوليفيا
- رحلت بالصغيرة..مارجريت
- ام من جديد..امل
- عين اخرى..ذكريات..امل
- لاانتمى لاحد..سوزوران
- خطية المدينة..مارجريت
- قتلت غريمتى..اوليفيا
- رحلت الروح.. سوزوران
- سأتبع الاشارات حتى النهاية..مارجريت
- اراها من جديد..امل
- القمة هى العدالة .. مارجريت
- هدنة..امل
- العالم لايحمل شفقة..اوليفيا
- اشرار بدرجات متفاوتة..سوزوران
- علمتنى الصغيرة الامومة..مارجريت
- مثل الهواء العابر..سوزوران


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - ايزيس ومدينة الرياح١