أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - خلاصة الماركسية














المزيد.....

خلاصة الماركسية


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 6142 - 2019 / 2 / 11 - 16:18
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


خلاصة الماركسية


في تحية لإصدار العدد الأول للمجلة الأمريكية المتخصصة بالفكر الإشتراكي (Monthly Review) في مايو أيار 1949 كتب ألبرت آينشتاين مقالتها الإفتتاحية يقول .. " طالما أن هدف الإشتراكية هو تجاوز الحضارة الإنسانية القائمة على النهب التي عرفتها البشرية منذ بدء التاريخ حتى اليوم، وكذا تجاوز شرور الرأسمالية، وألا يحصل العامل على قيمة إنتاجه بل على الحد الأدنى من احتياجاته الحيوية، من أجل ذلك لا بد أن تقوم الإشتراكية .

وهكذا خلص آينشتاين مباشرة إلى خلاصة الماركسية وهي إلغاء تقسيم العمل وأي شكل من أشكال علاقات الإنتاج على خلاف ما يظنه عامة الشيوعيين من أن الإشتراكية نظام اجتماعي مستقر حيث تقوم على علاقات إنتاج ثابتة ومستقرة بينما افترضها ماركس فترة قصيرة يتم فيها استعداد المجتمع للدخول في الحياة الشيوعية المختلفة تماما عن "النظام" الإشتراكي، ولذلك كرر لينين تعريف الإشتراكية على أنها "محو الطبقات"، وأول إجراء يتخذ في هذا السبيل هو نفي أي علاقات للإنتاج وإنكار أية حقوق لمختلف الطبقات بما في ذلك طبقة البروليتاريا وهي الطبقة التي بيدها كل السلطة وهي بذات الوقت لا تعود بروليتاريا بالمعنى القاموسي للكلمة .

وهكذا تكون دمغة الإشتراكية المنفردة بل روحها هي نفي مختلف الحقوق لكل الطبقات في المجتمع بما فيها طبقة البروليتاريا حيث لا تعود طبقة مأجورة ترتب حقوقا لها بمقدار ما تنتج وما تعمل . هذا هو المنطلق الأساسي لكل حزب شيوعي في العالم مهما اختلفت الظروف المحيطة . حيث بدون إنكار الحقوق لا يمكن محو الطبقة أي طبقة ذات حقوق ثابتة ومعترف بها .

بالقياس مع هذه الحقيقة الماركسية واللينينية الثابتة فإن الأحزاب التي تسمي نفسها شيوعية كما في العراق وفي لبنان وفي مصر والأردن هي ليست شيوعية فقط بل معادية للشيوعية . جميع هذه الأحزاب تنطلق اليوم من المناداة باعتراف حقوق مختلف الطبقات في المجتمع . فهي تنادي بالديموقراطية البورجوازية التي تقوم كما هو معروف على حق البورجوازية في استغلال العمال . كما تنادي بالعدالة الإجتماعية والتي تعني العدل في توزيع الحقوق على جميع الطبقات في المجتمع وهو ما يثضمن الإعتراف بحقوق جميع الطبقات ومنها الطبقة البورجوازية .
مختلف خطابات هذه الأحزاب لم تعد تتطرق لعلاقات الإنتاج البورجوازية القائمة إلا لإصلاحها كيما تكون مقبولة على جميع الطبقات وتعمر أكثر بالتالي . إنقلبت هذه الأحزاب إلى أحزاب إصلاحية بالرغم من أن كارل ماركس ورفيقه إنجلز كانا قد سخرا من الإصلاحيين وقالا في البيان الشيوعي ..” hole-and-corner reformers of every imaginable kind...to secure the continued existence of bourgeois society “
وهو ما يعني "يتواجد إصلاحيون من ألوان لا تخطر في البال من أجل تأمين سلامة المجتمع البورجوازي" .
لم يكن يخطر في بال كل من ماركس وإنجلز أن الحزب الشيوعي وهو المخاطَب في البيان "المانيفستو"هو نفسه سيتحول إلى إصلاحيين تدور كل سياساته حول ديمومة المجتمع البورجوازي .
ليس لدينا أدنى شك في أن قادة الأحزاب الشيوعية القائمة يعلمون تمام العلم معنى الخيانة التي يمارسونها ويتمرغون في وحولها وما يؤكد ذلك هو تساؤلهم المستغرب بالقول .. " وماذا تريدوننا أن نعمل !؟ .. هل نقعد في البيت ساكتين !!؟ " .
جوابنا لهؤلاء الخونة هو .. نعم، أقعدوا في البيت ساكتين خير لكم من أن تنتقلوا إلى الجبهة المعادية للشيوعية . هذا بافتراض أن آفاق العمل الشيوعي قد سُدت تماماً، وأن التاريخ قد توقف نهائياً عند المجتمع البورجوازي .
نحن الذين نتسلح بالماركسية اللينينية ونقرأ التاريخ كما أرادنا ماركس أن نقرأ نؤكد لسائر الخونة الأفّاقين أن التاريخ لن يسارع قط عبر مختلف العصور كما يسارع اليوم في التقدم إلى حيث يجب أن يستقر إذ لم يسبق أبداً أن كان النظام القائم في العالم يعاني من تناقضات صعبة وخطيرة كما يعاني النظام العالمي القائم اليوم .
الشاهد الملك على قراءتنا هو أن الدولة الرأسمالية الوحيدة التي خلفتها الحرب العالمية الثانية وهي الولايات المتحدة هي اليوم أكبر مستورد في العالم للبضائع ورؤوس الأموال .
هكذا علمنا ماركس أن نقرأ التاريخ أيها الخونة الأفّاقون !!



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لستَ شيوعياً إن لم تحط بالرأسمالية
- كلمة في فنزويلا
- الشيوعيون المفلسون
- ستالين أكّد انهيار الإمبريالية في العام 52
- فؤاد النمري - كاتب ومفكر ماركسي بلشفي - في حوار مفتوح مع الق ...
- الحزب الإشتراكي المصري ليس اشتراكياً
- العثرة السادسة على الطريق إلى الشيوعية
- السترات الصفراء والرفيق بوعام الحسين
- العثرة الخامسة على الطريق إلى الشيوعية
- العثرة الرابعة على الطريق إلى الشيوعية
- العثرة الثالثة على الطريق إلى الشيوعية
- نداء إلى الشيوعيين !
- العثرة الثانية على الطريق إلى الشيوعية
- العثرة الأولى على الطريق إلى الشيوعية
- اليساريّون أفّاقون
- الحزب الشيوعي العراقي (2/2)
- الحزب الشيوعي العراقي (2/1)
- الحزب الشيوعي اللبناني
- أيتام الأفاقَين تروتسكي وخروشتشوف
- صمٌ بكمٌ ... ليسوا شيوعيين


المزيد.....




- هجوم جديد على الفقراء والعمال بزيادة أسعار الوقود والاشتراكي ...
- مكاسب الشغيلة المهددة، وتكتيك بيروقراطية المنظمات العمالية، ...
- في أجواء عائلية حميمية.. الجالية العراقية في فرنسا تحتفي بال ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 596
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ترفض “سفن الإباد ...
- لا لإرهاب الدولة: العدالة لأبناء مطروح
- فنلندا.. فوز الحزب الاشتراكي المعارض يبعثر أوراق الحكومة
- مبادرات نوعية في قطر لحماية البيئة ومكافحة تغير المناخ
- وقفات احتجاجية للمحامين غدًا.. احتجاجًا على زيادة رسوم التقا ...
- ذكرى تحرير السوفييت لفيننا من النازيين


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - خلاصة الماركسية