|
حفيدات رائدات تحرر المرأة في منظقتنا ، يودعن الحجاب.
أحمد كعودي
الحوار المتمدن-العدد: 6140 - 2019 / 2 / 9 - 04:26
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
تصدرت ظاهرة خلع الحجاب هذه اﻷيام معظم الصحف الورقية ووسائل التواصل الاجتماعي المصرية ، بالرغم من الجدل القديم/ الحديث؛ القائم بين المحافظين و الحداثين حول الظاهرة وأبعادها الثقافية و الإجتماعية والسياسية ،ذلك أن الظاهرة باتت موضوع اهتمام الإعلامين والباحثين الاجتماعين ،ليس فقد في مصر،حيث خلعت مجموعة من الشابات الحجاب أثناء انعقاد معرض القاهرة الدولي للكناب ، مابين 22 يناير و4 فبراير 2019 الأمر الذي اعتبره المحافظون مروق و تحد ، لتقاليد لمجتمع ، واعتبره الحداثيون خطوة في الطريق الصحيح للانعتاق والتحرر ، من براثن الفكر الذكوري الإخواني والوهابي ،في علاقة بما سلف ذكرت الصحف المصرية أن 13 فنانة مصرية ودعن "منادل الرأس " ، بعد أن اعتزلن الفن لمدة قد تطول وتقصر، ولكن ما يثير المحللين والباحثين هو انشارظاهرة خلع الحجاب ، في معظم العواصم العربيةا ، وتمددت" موضة " التحرر ، لتصل إلى أكبر دولة انغلاقا في العالم السعودية ، إذ في تموز /يوليو2017 ، السعودية الملقبة "بخلود موديل" ؛ ، أخذت صورا وهي سافرة الوجه ،وبتنورة قصيرة متجولة في إحدى شوارع المملكة قبل أن تعتقل من طرف الشرطة الدينية :"هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "؛ كما أن مواطنتها ذات 18سنة ، رهف محمد القنون ، جاهرت بتغبر عقيدتها بعد تنديدها بسوء معاملة أهلها لها ، وبعد رحلة ماراطونية من المعاناة ، مابين الكويت وتايلاند والمفوضية السامية لشوؤن اللاجئين ، منحتها كندا حق اللجوء السياسي ،استقبلها رئيس الوزاء استقبال النجوم الكبار ؛ في تصريحاتها لواسائل الإعلام ظهرت رهف متحدية المجتمع الوهابي الذكوري المنغلق ، في ذات السياق اشتعلت الصحف والفضاء اﻷزرق في الشهر الماضي بصور للنائبة البرلمانية المغربية، ماء العين عن حزب العدالة والتنمية (اﻹخواني)،بلباس عصري وبدون حجاب تجول في شوارع باريس بالرغم من نفيها لذلك واعتبار ، أمين الحزب السابق؛ بنكيران أن اﻷمر يدخل في إطار الحرية الشخصية لها . ويكاد إجماع الباحثين الاجتماعين على أن ما يفسر نزع نساء الطبقة المتوسطة للحجا ب ترجع أسبابه إلى عوامل أساسية أهمها : 1- عودة تبني النخب النسائية ،الأفكار الليبرالية واليسارية لرائد ات ورواد تحرير المرأة ؛مطلع القرن العشرين وحتى نهاية الستينات من نفس القرن العشرين ويمكن ذكر بعض الرائدات والرواد ،كهدى عشراوي ( أول مصرية نزعت الحجاب )وقاسم أمين وسعد زغلول في عهده قاد حزب الأمة ،مظاهرة نسائية ؛ ضد الحجاب ،و في الشام / (سوريا ،لبنان ،العراق ...)ظهرت المناضلة اليسارية نازك العابد (1887-1959) ،الملقبة ب"جان دارك " الشرق مؤسسسة أول "جمعية للنساء العاملات " ومجلة " نور الفيحاء " عام 1920 وهي، مجلة أدبية اجتماعية متخصصة في شوؤن المرأة ، كما أنشات السيدة نازك في ذات الوقت "جمعية مكافحة البغاء " في تحد للفرنسين لاستغلالهم للنساء الفقيرات ...، وجمعت في ذات الوقت ما بين حمل السلاح والقلم ، تزعمت مظاهرة طالبت من خلالها الاحتلال الفرنسي بالرحيل ، والحرية والاستقلال ، في الجزائر برزت طليعة المر أة المتحررة الأديبة والمناضلة ،زهور ونيسي(1937) ، تلميذة عبد الحميد باديس اهتمت بإصلاح شوؤن المر أة والدعوة الى الاصلاح ومحاربة الا ستعمار والجهل والتخلف. ترجمت عملية تحرير المرأة وخروجها إلى الميدان ، كل هؤلاء نزعن البرقع والحجاب للتفرغ لبناء الإنسان ، والرفع من مكانة النساء ... 2- في فترة حكم " اﻷنظمة الوطنية " ،في مصر وسوريا والعراق وليبيا ؛ تعزز دور المرأة في المجتمع ، ساهمت من خلاله المرأة في الكثير من ميادين الحياة العامة ، وقد لعب الجيل الثاني من رائدات تحرر المرأة ،كنوال السعداوي وفاطمة المرنيسي وغيرهن كثيرات بكتبهن و أبحاثهن العلمية ، دورا متميزا في تنوير الر أي العام العربي والإسلامي وتحسيسهما بقضايا النساء ، لكن الانحدار والتراجع عن المكتسبات الااجتماعية والحقوقية والثقافية التي حققته المراة ،في شمال إفريقيا والشرق الأ وسط بد أ بعد اتفاقية " كامب دافيد " المصرية مع العدو الصهيوني ، وذلك لمواجهة تركة المد القومي الناصري واليساري ،توج بتحالف،السادات مع تنظيم الجماعات الإسلامية وكانت الفرصة مناسبة للسعودية ، لتتغلغل في أوساط المجتمع المصري وفي غيره من المجتمعات العربية ؛ وتفرض نمط تفكيرها وعيشها مخترقة ، بذلك منظومة التربية والتكوين ، لتجهز على كل ما معرفي وعلمي ، وبالأخص في الدول التي تعيش على مساعداتها المالية ،ارتد ذلك على على لباس المر أة ونمط تفكيرها ، الحجاب المصري و اللباس السعودي / الوهابي أصبحا لهما حضور في مجتمعاتنا وتوسعت قاعدة المحجبات ، عمت موضة "وما يطلق عليه الزي الإ سلامي ، " المحتشم " المجتمعات ، حدث هذا بعد أن توارى دور المثقفين ،وانفصالهم عن المجتمع بسبب ،تهديدات الجماعات الإرهابية لهم ، في غياب أية حماية لهم اختاروا الانكفاء على ذاتهم ؛ في تلك الأثناء ، أصبح حديث "ا لأنتلجنسيا " ،عن "سعودة المجتمعات و "إخونجتها " انتشار الفكر السلفي والجماعات المتطرفة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا . 3- بعد أزمة الإسلام السياسي و السلفي/ الوهابي مطلع 2015 ؛ واندحاره وفشله في العراق وسوريا وتونس، تراجع نفوذ التحالف الوهابي اﻹخواني ، وتأثيرهما ، بعد ما نسب إليهما من تهم عن مسوؤليتهما على اﻹرهاب ،التي حصدت أرواح اﻷبرياء في مصر وجل اﻷقطار العربية ؛ كما ان شعوب المنطقة أدركت ، في مجملها ، خطورة الجماعات الإسلامية بشقيها السياسي والعسكري ، في تدمير اﻷوطان لخدمة أ جندة الغرب الاستعماري بعد أن فقدوا الثقة ، في كل ما هو سياسي متخف ، بعباءة "إسلاموية " ،وهذا ما يفسر في نظرنا بداية التمرد علي الهوية السياسية ذات الطابع اﻹسلامي ، لأن النساء هن الأكثر تضررا من الفكر الظلامي البدائي ، البداية انطلقت من مصر . وفي طريقها غلى التعميم . بدأت نخبة من النساء في المجال الثقافي ، وباﻷخص الإعلامي والفني في مصر ، بخلع ما يطلق عليه الحجاب متحدية شيوخ الوهابية والاخوانية...وهذه الصحوة مما لا شك فيه ستكون لها تداعيات في كامل المنطقة ،ولنا أن نتسائل عن بعد هذه المبادرة النسائية ، وإن كانت تبدو بسيطة ولكن عميقة في دلالتها ومضمونها ، هل هي قناعة وخطوة لتحرير المرأة من البنى الذكورية التي تكبل مؤهلاتها ، أم حالات عابرة و منعزلة ، لهواجس نساء البورجوازية الصغرى ؟ وما دور" الأنتليجنسيا اليسارية " في نشر الوعي الثقافي لتقوم المرأة إلى جانب الرجل في تغير الدولة والمجتمع ؟. 10
#أحمد_كعودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل تقايض السعودية الرئيس البشيربإخمادها الحراك الاجتماعي في
...
-
-الطاعون الأسود-/ أوالإرهاب لا جغرافية له وجب استئصاله أيان
...
-
دواعي انسحاب القوات الأمريكية من الأراضي السورية.
-
ضربة الكونغريس الأمريكي للسلطة السعودية تربك حسابات ترامب في
...
-
قضية الإعلامي جمال خاشقجي ،أهي قضية ابتزاز وتصفية حسابات ؟
-
تصريحات ترامب المستفزة للنظام السعودي ورد خجول لمحمد بن سلما
...
-
محاولة فهم الغضب المغربي علي التصويت السعودي لصالح أمريكا لا
...
-
هل عودة الحراك الاجتماعي في الأردن إلى التحين لعام 2011؟.
-
ما بعد المسيرات وبيانات النديد بمجزرة غزة عشية ذكرى النكبة؟.
-
قمة الظهران تثمن ماقام به التحالف الامبريالي ضد سوريا.
-
ولي العهد السعودي يجاهر بالتطبيع مع إسرائيل.
-
ليلة القبض على رجل الأعمال الأردني؟.
-
-سمعنا جعجة في إسطنبول ولم نر طحنا لفلسطين-ا؟.
-
هل ستواجه الصفعة الفلسطينية صفقة أمريكا ؟
-
الإيرانوفوبيا مبرر لصك السعودية التهم لغيرها.
-
ثابت ومتغير السياسةالسعودية.
-
أمريكا و ما بعد داعش
-
المشاريع الصهيو أمريكية تتهاوى في المنظقة العربية
المزيد.....
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
-
-مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
-
اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|