أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - إضاءة على نصّ الشاعرة : نيسان سليم رافت ... نص غير مكتمل . بقلم : كريم عبدالله .. بغداد – العراق .. 2/8 / 2019 .















المزيد.....

إضاءة على نصّ الشاعرة : نيسان سليم رافت ... نص غير مكتمل . بقلم : كريم عبدالله .. بغداد – العراق .. 2/8 / 2019 .


كريم عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 6139 - 2019 / 2 / 8 - 23:46
المحور: الادب والفن
    


إضاءة على نصّ الشاعرة : نيسان سليم رافت ... نص غير مكتمل .
بقلم : كريم عبدالله .. بغداد – العراق .. 2/8 / 2019 .
حينما يكون الشعر قريباً منّا فحتماً سيكون الأفضل بعدما يتغشانا بسحابة من النشوة الماطرة والعذوبة المترقرقة , وربما المواضيع العادية ستكون أحبّ الأشياء الينا اذا استطاع الشاعر ان يسخّر اللغة ويفجّر طاقاتها ويستخدم أدواته بصورة صحيحة . يبقى الشاعر المخلوق العجيب والمثير والغريب والمشاكس مادام يتمتع بخيال وحرّية تمنحة فرصة الخلق والأكتشاف . فالشاعر بمقدوره أن يبثّ السحر في نسيجه الشعري ويمسك بالمتلقي ويجعله ماخوذا بما يحسّ ويستشعر بسلسلة الأنغام والتوترات التي تبعث من المفردات البسيطة , ويضفي عليها مسحة سحرية تجعل النصّ متوهّجاً كما في هذا النصّ للشاعرة : نيسان سليم رافت .
اننا نقف مأخوذين بعالم زاخر بالعذابات والقلق والتهكم المرير والألم الفظيع والأكتئاب والأنتظار اللامجدي والغربة الطويلة والخراب والأمل المنتظر أشعر بأنقباضة متكررة فأنا إمرأة مملة هكذا .. لقد عشت الوحدة والعزلة والحب .. لا أحد يفهم لماذا أنا أعيش، لأجل ماذا أحلم، لا أحد يستمع لأنين الوحدة في صدري، ولا لعواء الذئب المجروح، ولا أحد يرى دخان سيجارة العجوز المتعب في داخلي .. ويغلقون أذانهم عن نبرة الحزن في حديثي جميع من أخبرتهم عن خوفي من الموت .. أشعر بآلام الحيض لكن في قلبي .. جلّ ما اريده هو التخلص من وباء الغربة . وكأنّ الشاعرة في هذا النصّ الذي لم يكتمل تعيش في صحراء مترمية الأطراف , أو تسكن حلف قضبان الزمن لاخلاص وفكاك من جبروته . استطاعت الشاعرة بلغتها هذه ان ترسم لنا صورة جليّة عن واقع تافه وأن تضفي عليه رفيف الشعر بعدما استطاعت تسخير مفرداتها وشحنها بطاقات شعورية .. / حتى تعلمت أن أكتب نصي هذا بكلمات أبعد ما تكون عن الكلمات .. سألتقي بكَ يومًا، بصدفة مدبرة، لتخبرني عن علاقتك الزوجية المملة، عن المرأة التي تزوجتها بعد أن قلت لي بأنك لا تستطيع الإلتزام، ستخبرني بأنك شاهدت معها الأفلام التي كنا قد اتفقنا على مشاهدتها سويًا، بأنك سافرت معها للعديد من البلدان، لكنك لم تشعر باللذة والحماس الذي كنت تحلم به .. لقد استطاعت الشاعرة هنا أن تشدّنا الى عالمها المستقبلي بهذه الانتقالات الممزوجة بالألم المرّ والأمل الالمفقود , هي حالة يمارسها الأنسان / الشاعر / كتعويض لما فقده في حياتها الواقعية , فيهرب الى أحلامه التي يفصّلها كيفما يريد , ويحاول ان يتحرر من الواقع المؤلم والبائس .. عندما تكون الخسارة فادحة يكون وقعها أمرّ وأوجع في النفس الانسانية النقيّة المحبة للخير والسلام والحبّ , لقد حاولت الشاعرة ببوحها الممضّ ان تبرز لنا العالم الداخلي للأنثى بتصويرها الخلجات الداخلية والهموم اليومية الذاتية وقراءة الواقع بعين الحقيقة وإبراز الملامح القبيحة له عسى أن يخفف من شدّة الغربة ووحشة الوحدة , لقد بدأ النصّ من الهرم ثم بدأ يتلاشي شيئا فشيئا ليتركنا في حيرة من أمرنا سنلتقي حتمًا وسأذكرك بنصي هذا لأراك حزينًا فأجد بذلك حجة لعناقك وبعدها سأعاود الرحيل، لربما ستحب أطلاق لحيتك لمرة واحدة .. يبقى النصّ مفتحا على جميع الاحتمالات والتأويلات لانه لم ينتهي بعد فمازال هناك متسع من الوقت وحتى يكتمل النص سأنتظر حتى يزهر النارنج في عودتك .. ويبقى الحبّ الصادق هو من يثير في النفس المشاعر القوية ويمنح الشاعر فضاء شاسعا من خلاله ان يبوح لنا ما يثير ويقلق ويجعلنا نتفاعل بصدق معه ونقف الى جانبه في محنته .


النصّ :
نص غير مكتمل
أشعر بأنقباضة متكررة فأنا إمرأة مملة هكذا قال لي أحدهم ذات مرة..
لا أحد يفهم تعلقي الشديد بفيروز وبغابرييل ماركيز وغسان كنفاني..
لقد عشت الوحدة والعزلة والحب مع غابرييل وأحببت حتى نسيت النوم مع فيروز وما زلت أسأل ذلك الأحمق عن حاله بكلمات باردة ..
ما زلت أرى أن قضايا الوطن تحملني المسؤولية
وما زلت أكره غادة السمّان وبهتان أعترافاتها برسائل الغرام ،
ربما أنت ستفهم ذلك مع الوقت.
لا أحد يفهم لماذا أنا أعيش، لأجل ماذا أحلم، لا أحد يستمع لأنين الوحدة في صدري، ولا لعواء الذئب المجروح، ولا أحد يرى دخان سيجارة العجوز المتعب في داخلي..
كلهم يرونني كاتبة وليس إمرأة لها عالم مكتظ بأسماء الجنود الذين لم يعرف عنهم إلا سجل دونت فيه تواريخ التحاقهم للقتال
ونساء بألوان كثيرة
يرون ما تكتبه يدي ويغضون أبصارهم عن إرتجافها، يسمعون ما يقوله لساني ويغلقون أذانهم عن نبرة الحزن في حديثي، لكن ربما ستسمعها أنت..
جميع من أخبرتهم أن الورق يتحدث معي لم يصدقوني لولا مشاعرهم القليلة لقالوا عني "مجنونة"، جميع من أخبرتهم عن خوفي من الموت لم يردوا بشيء
من الذي سيرى الحزن في ضحكة الوجه
لم ينتبه أحدًا
لا أحد يفهم لماذا يأتي على بالي أن أدخن سيجارة، إنها الوحيدة التي تقتل الدمع المالح في خواصر أوطاننا المسلوبة
في سياق الحديث عن السيجارة تذكرت أن وجودها أنساني أشياء كثيرة
ثلاث أغنيات، ومشوار واحدٍ لكنه طويل ورسالة لم أكمل ختامها رغم أنني أغلقتها ووضعت عليها طابعاً قديماً
وذكراه عندما أمسك بيدي لأول مرة وكيف بدء العالم يختفي، والضجيج يختفي وأنا أختنق، أجل بدأت أختنق لأني لم أكمل النص الأخير: .
وقتها شعرت بشيء يتحرك داخل أحشائي، ابتعدت عن نفسي للوهلة الأولى، لم أكن أعرف ماهو شعرت بحرارة تتولد تحت جلدي، وكأن جيوش من النمل تمشي على أطرافي، لم أكن أعرف
حتى تعلمت أن أكتب نصي هذا بكلمات أبعد ما تكون عن الكلمات، لم أعد أقوى على كتابة جملة كاملة، أشعر بآلام الحيض لكن في قلبي، كل الأشياء تخرج مدوية مني، تخرج عن سيطرتي، جلّ ما اريده هو التخلص من وباء الغربة مع انتهاء هذا النص.
ورغبة عارمة بتمزيق كل الأوراق، بمسح الكتابات وتمزيق هذا الخراب..
بدأ السواد يغطي المكان، ويغطيني، فقد أتى الليل ليعزيني، سأرتدي الخمار منذ اليوم، كي لا يرى أحدٌ بهتان ضحكتي، ولا حتى تجاعيد عيناي، وكي لا أراك بصورة واضحة ذات ألوان..
سألتقي بكَ يومًا، بصدفة مدبرة، لتخبرني عن علاقتك الزوجية المملة، عن المرأة التي تزوجتها بعد أن قلت لي بأنك لا تستطيع الإلتزام، ستخبرني بأنك شاهدت معها الأفلام التي كنا قد اتفقنا على مشاهدتها سويًا، بأنك سافرت معها للعديد من البلدان، لكنك لم تشعر باللذة والحماس الذي كنت تحلم به..
ستخبرني بأنها مثقفة لكنها من النوع الممل وأنها لا تجيد الرقص رغم أنك علمتها بعضه، فهي لا تملك روحًا راقصة، وهي طباخة ماهرة لكن لا طعم للحب في طعامها..
ستخبرني بأنك تقضي الليل بجانب امرأة لا تعرف المغازلة، فلا تقول لك بأن لحيتك جميلة، وشامتك هذه بنية وتلك سوداء، لا تقبلك في عينيك المتعبتين، ستخبرني بأنها تنزعج من يدك التي تتعرق عند الإمساك بيدها ولم تحبها كما أحببتها أنا، ولا تبدي إعجابها بكنزاتك الصوفية، وغبية لا تعرف معنى النقاط ولا الضباب بصورتك الشخصية في الهوية، بأنفك الذي تراه كبيرًا ..
سنلتقي حتمًا وسأذكرك بنصي هذا لأراك حزينًا فأجد بذلك حجة لعناقك وبعدها سأعاود الرحيل، لربما ستحب أطلاق لحيتك لمرة واحدة
وحتى يكتمل النص
سأنتظر حتى يزهر النارنج في عودتك



#كريم_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمالُ صوت المرأة في السرديّة التعبيريّة بقلم : كريم عبدالله ...
- جمالُ صوت المرأة في السرديّة التعبيريّة بقلم : كريم عبدالله ...
- صالون أدبيات بغداد
- جمالُ صوت المرأة في السرديّة التعبيريّة بقلم : كريم عبدالله ...
- جمالُ صوت المرأة في السرديّة التعبيريّة الرسالية في السرد ال ...
- جمالُ صوت المرأة في السرديّة التعبيريّة بقلم : كريم عبدالله ...
- التوافق النثروشعري
- أُذُن الجوزاء .. بقلم : مرشدة جاويش / جمالُ صوت المرأة في ال ...
- جمالُ صوت المرأة في السرديّة التعبيريّة بقلم : كريم عبدالله ...
- قراءة ٌ في ( خجلُ الشفاهِ حبّاتُ رمّان ) ل كريم عبدالله بقلم ...
- جمالُ صوت المرأة في السرديّة التعبيريّة أولاً : التوافق النث ...
- لغة المرآيا والنصّ الفسيفسائي 1 - عصفور سومري...يعشعش في رحم ...
- غليان .. بقلم : خالدة أبوخليف/ سورية./ جمالُ صوت المرأة في ا ...
- الحركة الإبداعية في اللغةِ الحرّة عند الشاعرة : عزة سمهود : ...
- مدّ وجزر .. بقلم : سامية خليفة – لبنان .اللغة المتموجة / جما ...
- توغّلاتٌ في تراجيديا الأحلام المهرّبة للشاعرة والناقدة : خير ...
- هدى الصيني .. من سوريا / اللغة المتموجة / جمالُ صوت المرأة ف ...
- جمالُ صوت المرأة في السرديّة التعبيريّة / أولاً : - اللغة ال ...
- صابرحجازي يحاورالأديب والشاعر والناقد العراقي كريم عبد الله
- اللغة الهامسة في السرديّة التعبيريّة اضاءة على ديوان ( الحلم ...


المزيد.....




- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - إضاءة على نصّ الشاعرة : نيسان سليم رافت ... نص غير مكتمل . بقلم : كريم عبدالله .. بغداد – العراق .. 2/8 / 2019 .