أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق الحاج - لاتفتيح..ولاتحميس..














المزيد.....

لاتفتيح..ولاتحميس..


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1526 - 2006 / 4 / 20 - 07:29
المحور: كتابات ساخرة
    


تحضرني نكتةعفوية.. فصائلية..مسيسة أطلقها أحد الاطباء ‏المحليين عندما وجد زميلا له مترددا في اجراء عملية جراحية ‏صغرى
‏"ماعندك حماس تعمل فتح في الجبهة..؟!! "‏

يبدو ان كل شيء بات مسيسا حتى النكتة..‏
كل شيء في هذا الوطن المنحوس مفصل بمعنى انه مقسم ‏بالمقاس على الفصائل العتيدة وكل فصيل بسم الله ماشاء الله
له يافطاته وراياته وجمهوره من خبراء التجميل المرتزقين ‏والمشجعين المطبلين تماما كفرق كرة القدم ..!!‏
كل فصيل يعتقد انه يمتلك الحقيقة حصريا ويجر الوطن الى حيث ‏يرى ويشتهي
وكثيرا مانشاهد مشادات فصائلية ساخنة في الحارة أو في ‏السيارة أو في العمل أو في المياتم ودون احترام لجلال الموت..!!‏
فهذا تنتفخ أوداجه ليقنعنا بعبقرية وابوةالزعيم الملهم وذاك يعظ ‏ويعد الراغبين بجنان النعيم ويتوعد الممتنعين بجهنم وبئس ‏المصير.‏

الفصيل "ا" يكفر من هم خارج مظلته والفصيل "ب"ينفر من أعمال ‏الفصيل "ج" بينما الفصيل "د" يخون الفصائل جميعا ويشكك في ‏نسبها في حين ان الفصيل "س" الذي لم يتجاوز أنصاره جوزين ‏وفرد لا زال وبعد سنين طويلة من النضال في الفنادق ينظر علينا ‏بمقولات المد الشعبي وطوفان الثورة..!!‏

في هذا الجو المشحون بتسيس الضرورات من الراتب الشهري ‏الى كيس الطحين الى الخضروات.. يشعر المواطن العادي با ‏لخوف من القادم والبلبلة الى درجة التتييس..ويحلو لاصحاب ‏النكتة اللاذعة..المقارنة بين سنوات التفتيح وأسابيع التحميس ‏فقدسمعت أحدهم يعلق من طفره وقلة حيلته فيقول : "حرامي ‏كان معيشنا أحسن من واعظ يجوعنا.."‏

سنوات فتح العشر كانت تعج بهيمنة أبوية خانقة وأبناء مختلفين ‏لا يتفقون الا على نهب المال العام والفساد والانفلات والاحادية ‏ومع ذلك كانوا يوفرون للمواطن بالكاد راتبا آخر الشهر يسد ‏الرمق.‏
بينما في اسابيع حماس العشر تقشف الولاة وزهدوا في متاع ‏الحياة في ظل الحصار ..فبوش واولمرت من أمامنا وعرب ‏ومسلمي بيت الطاعة من خلفنا حيث يتكامل غياب الدعم من ‏الاخ والصديق ويتصاعد الغضب من امتناع نجدة الملهوفين ‏وبالتالي تبخر في المنتظر لراتب الشهر الذي عليه الاعتماد من ‏بعد الله لالاف الاسر..!!‏

المتفتحون..شامتون..يترقبون..يحاولون..ينتظرون
والمتحمسون..حائرون..غاضبون.. يتوعدون..ويصرون على حقهم ‏في الوزارة دون انتقاص مهما كانت النتائج ولن يقبلوا بأي حال أن ‏يكونوا طراطيرا
فكيف يشعرون بطعم الحكم بدون التحكم بالمعابر والتلفزيون ‏والاجهزة الامنية..!! حتى ولو فعلت اسرائيل مافعلت..!!‏

الامور كلها في غياب العقلاء تسوقنا الى كارثة وطنية محققة ‏مالم تحدث انفراجة يستحقها الغلابا من عند رب كريم .‏

المضحك في هذه اللوحة السوداوية الكاريكاتورية ان هناك صراعا ‏صامتا أحيانا ومعلنا أحيانا أخرى بين رموزتفتيح ورموزتحميس ‏وزارات ومؤسسات السلطة
ولعل مادار ويدور في وزارة شئون المرأة من اشتباك نسائي ‏خالص بين الوزيرة المتحمسة ووكيل الوزارة المتفتحة يعبر أبلغ ‏تعبير عن هذا الصراع
فالوزيرة تدهن الوزارة بسرعة بطلاء أخضر وببساطة تحولها الى ‏مقر اجتماعات لخليةنشيطة من حركة حماس ‏
والوكيل تستميت في المحافظة على لون الوزارة الاصفر و على ‏موروث ومكتسبات فتح فيها‏

أما في وزارة الثقافة فان الوزير الجديد حماه الله ورعاه بدأ بأهم ‏أولويات الثقافة في رأيهوهو تحويل الوزارة الى مركز للوعظ ‏والارشاد لهداية الموظفات السافرات واقناعهن بارتداء الحجاب .‏
في حين أن اهتمامات سابقيه من الوزراء كانت تشمل الحرص ‏على المظاهر الكاذبة والانفاق الباذخ على التفاهات وبدلات ‏السفر لكتبة المهرجانات ..وتذكروا كل شيء الا هموم الكتاب ‏والمثقفين..!!‏

لا أدري كيف أطمئن الى العهد الجديد
ورئيس المجلس التشريعي الحالي على ذمة الصحف المحلية ‏يطلب من رئيس السلطة أن يصرف له سيارة مصفحة..!!‏

وكأننا لم نستبدل الا أسماء باسماء ويافطات بيافطات
يافرحتي..‏

ان على وزراء ومسئولي حماس أن يتعلموا جيدا مما سبق وألا ‏يكرروا الأخطاء التي ارتكبها سابقوهم حيث أوقفوا تاريخ الوطن ‏عند نقطة انطلاقهم واستباحوا ما استباحوا فابتعدوا عن الناس ‏وابتعد الناس عنهم .‏


بل وأعتقد ان وزراء حماس يخطئون خطأ افدح وأخطر من أخطاء ‏مرحلة التفتيح كلها ان هم غلبوا الانتماء للحركة على الانتماء ‏للوطن
وهم يتوجب عليهم أن ينظروا الى هموم ومتطلبات المواطن أكثر ‏من طموحات ومصالح الحركة الضيقة..!!‏
فهم الان لايمثلون حركة بل يمثلون وطنا وبالتالي فالولاء لله ثم ‏الامانة والوطن .‏

انني أخشى ان تكون حماس وفتح بالنظر الى تاريخ وممارسات ‏الحركتين وجهان لعملة واحدة هي الانانية والتفرد وتهميش الآخر ‏متمنيا من كل قلبي ألا أكون مصيبا في هواجسي..‏
فالمقروص من الثعبان يخاف من الحبل..!!‏

وأستطيع القول ان هنا وهناك صوتا وطنيا شريفا لايرقى اليه ‏شك بات يتنامى في الشارع الفلسطيني وينادي عاليا
لا للتحميس..‏
ولا للتفتيح..‏
ونعم للتوحيد والتجميع تحت علم لطالما قبلناه بالدم في ‏النكبات والانتفاضات..وكم غنينا تحت ظله للشهداء " بالاخضر ‏كفناه ..بالاسود كفناه ..بالاحمر كفناه.. "‏



#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة بالألوان..مع هنية..!!
- ساخرا..لازلت بيننا
- أمريكا..مرت من هنا
- خمسة شوربة..!!
- انفلونزا اسلامكو أراب..!!
- ياعم هنية..الحالة صومالية..!!
- أكثر زعرنة.. وأقل حكمة..!!
- الحرب الآن..!!
- كل عام وأنت ..امرأة !!
- ..!!هل نحن حقا.. مسلمون
- محكمة..آخر زمن..!!
- وجهان للتطرف..!!
- الطاسة ضايعة..!!
- مجرد حلم..!!
- ..!!غاضبون ولكن
- قراءة في منتهى البراءة....!!
- اللهم لا حسد..!!
- لطفا..لم نصوت لأحد..!!
- دموع في عيون وقحة..!!
- فانتازيا ممكنة..!!


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق الحاج - لاتفتيح..ولاتحميس..