أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مشعل يسار - حول تباين مواقف الشيوعيين من البرجوازية المعادية للاستعمار














المزيد.....


حول تباين مواقف الشيوعيين من البرجوازية المعادية للاستعمار


مشعل يسار
كاتب وباحث ومترجم وشاعر

(M.yammine)


الحوار المتمدن-العدد: 6134 - 2019 / 2 / 3 - 21:24
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


يتذكر الكثير من الشيوعيين اليوم بمرارة وعداوة ما قامت به من أعمال تنكيل واغتيال للشيوعيين الأنظمة البرجوازية، ليس فقط تلك العميلة لأميركا وإسرائيل، بل تلك التي كانوا يسمونها هم أنفسهم بالأنظمة التقدمية والتي تسمي نفسها اليوم بأنظمة الممانعة، ومن بينها من يقف فعلا في وجه المد الأميركي والصهيوني في المنطقة كالنظامين السوري والإيراني.
لقد كان الشيوعيون دوماً - منذ البيان الشيوعي - مكسر عصا لكل القوى البرجوازية. وكابلان التي حاولت اغتيال زعيم البلاشفة لينين كانت هي أيضا من حزب الاشتراكيين الثوريين المعتبرين من البرجوازية الصغيرة.
وبالفعل مثلما اغتالت استخبارات عبد الناصر الأمين العام للحزب الشيوعي فرج الحلو وأذابت جثته بالأسيد واغتالت وسجنت وعذبت شيوعيين في مصر، بل حتى أوصل قادة مصر الشيوعيين إلى حل حزبهم رغم أن يدهم كانت ممدودة لنيل معونة الاتحاد السوفياتي في عهد خروشوف ونظريته حول التطور اللارأسمالي، كذلك فعل البعثيون العراقيون لا سيما صدام حسين عندما اغتالوا قادة الحزب الشيوعي العراقي وقتلوا وهجروا مئات الألوف من الشيوعيين العراقيين، وأيضا فعل حكم البعث السوري حين سجن قسما من الشيوعيين السوريين ممن لم يتعاونوا معه وحين اتُهم بأنه كان له ضلع في اغتيال العديد من الشخصيات اليسارية ومن الشيوعيين.
إن عداء قسم من الشيوعيين اليوم للنظام السوري ولحليفه الإيراني اشتد بنتيجة اعتبارهم إياهما عن قناعة شبه كاملة وراء اغتيال العديد من الشخصيات السياسية اللبنانية، لا سيما خلال الحرب الأهلية، سواء منها البرجوازية كرئيس الوزراء رفيق الحريري وأنصاره محمد شطح ووسام الحسن وسمير قصير وغيرهم أو اليسارية والشيوعية اللبنانية أمثال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي كمال جنبلاط والأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي. علماً أن هؤلاء المناضلين اليساريين والشيوعيين لم يكونوا عملاء لا للصهاينة ولا لأميركا كي يستحقوا هذا المصير.
ليس مستبعداً أن يكون نظام الاسد والنظام الايراني في شخص جماعته في لبنان أو جهات فيهما اغتالت شيوعيين الى جانب اغتيال إسرائيل لقسم منهم أيضا. فجنبلاط الذي اغتيل بين حاجزين عسكريين سوريين يعتبر كثيرون أن للمسؤولين السوريين ضلعاً في اغتياله كونه تجاوز مع الحركة الوطنية مصلحة النظام السوري آنذاك في الهيمنة على لبنان ضمن التوازنات الاقليمية القائمة، لا سيما في ظل اختلافه مع عرفات السعودي الاسترزاق والهوى. وحكمت الامين ورفاقه في المقاومة الوطنية اغتاله الطيران الصهيوني المجرم كعادته. وربما لم تكن المقاومة الاسلامية بعيدة هي الاخرى عن بعض الاغتيالات بحق الشيوعيين بغية ازاحتهم وإحلال نفسها محلهم في مقاومة اسرائيل ارضاء لمصالح ايرانية في تأمين نفوذ اوسع لإيران يستند الى تأييد شيعي. اما الاغتيالات التي بدأت باغتيال الحريري فقراءتي السياسية واشدد فقط السياسية لها تشير الى انها من صنع اميركي اسرائيلي بما في ذلك اغتيال الرفيق جورج حاوي. فسوريا كانت "تريد السترة" في مرحلة الهروب هرولةً من لبنان اثر اغتيال الحريري واستغلال الاميركيين له، مع جناح البرجوازية اللبنانية الذي يدين للغرب والذي عانى الامرين من نصح اميركا له في عام ١٩٧٦ بان مرجعه هو الآن السوريون ولكنه قبِل ذلك على مضض، بغية طرد السوريين من لبنان. هكذا قرر المخرج الاميركي بعد ١١ ايلول 2001 واعتزامه احتلال الشرق الاوسط مباشرة وتسيير سياساته من دون وسيط.
حسب قراءتي ان الاميركيين في تلك المرحلة راحوا يقتلون أو يحاولون قتل عملائهم بناء على قائمة معدّة مسبقاً ليتهموا سوريا وحزب الله وكل من لا يسير في ركاب سياستهم، يساريا كان أم إسلامياً أم قومياً لا فرق. إنهم لاعبو شطرنج من الدرجة الأولى هؤلاء الأميركان المتصهينون. والتضحية بالبياذق من أجل النصر النهائي أمر معروف في هذه اللعبة. وبجيزينسكي لم يوارب واعتبر الشرق الاوسط كله لوحة شطرنج أميركية. والمتعاملون مع الاميركيين حتى كبيرهم لم ولن يكونوا سوى بياذق في اللعبة يضحى بهم لمصلحة اللاعب الأكبر. ولم يكن اغتيال الرفيق حاوي برأيي إلا لاتهام سوريا باغتياله وتكريس قسمة الشيوعيين ايضا بعد ان قُسِّم الجميع بين ٨ و١٤ آذار. وإن اللعبة نفسها لُعِبت مع شيوعيي اوكرانيا.
على الرغم من هذا التاريخ الملتبس للبرجوازية المعادية للاستعمار ولإسرائيل حيال اليسار والشيوعيين خاصة، ومن عدم امتلاك القرائن الكافية لتبرئة نظامي سوريا وإيران وحلفائهما في لبنان من إرتكاباتهم بحقهم..
فإن هناك فرقاً بين موقفين أحدهما يستميت في إبراز هذا الصراع مع الحلفاء الموضوعيين واستذكار عدائهم الطبقي المتأصل فيهم، والتخويف من مشاريع إيرانية كـ"ولاية الفقيه" وغيرها على حساب التركيز على الأعداء الأكيدين أميركا وإسرائيل والرجعية العربية الباحثة عن دور لها في مشروع الشرق الأوسط الكبير، وهم من نعتبرهم وجهة الصراع الاساسي التي ينبغي حاليا التركيز عليها. فتناقضاتنا التناحرية احياناً مع من هم معنا في خندق واحد ضد اميركا والصهيونية ينبغي ان نحاول قدر الامكان تلطيفها أو التنطح لدرئها من خلال التسلح بتأييد طبقاتنا الكادحة ورد العملة بمثلها للمتجنّين. وإلا فإننا سوف نفقد البوصلة الصحيحة ونقع في مشابه لفخ بريمر في العراق مثلا أي الترحيب بالاجتياح الأميركي لينقذنا من قادتنا "الطغاة" مثلما انقذ الشعبَ العراقي من جور صدّام.



#مشعل_يسار (هاشتاغ)       M.yammine#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -وداعاً، أمريكا، لقد كنت رائعة-: الحرب الأهلية تبدأ في الولا ...
- حظر كتب صولجينيتصين في الصين الشعبية تحت طائلة المسؤولية عن ...
- -نقاط على الحروف-!!!!
- في ذكرى ميلاد الثوري الصيني ماو تسي تونغ
- عندما تفتقدون المال اللازم للعيش الكريم كلوا -حرية وديموقراط ...
- فرنسا: التعبئة ضد سلطة الاحتكار الرأسمالي وعنفه الطبقي!
- الشهادة الوصية للمؤرخ السوفياتي والروسي الكبير فيكتور زمسكوف
- الصهارة بدأت تغلي
- ليست الرأسمالية هي من هزم الشيوعية في الاتحاد السوفييتي، بل ...
- هل -الدولة المدنية- هي الحل؟
- ضد الحرب! ضد تأجيج هستيريا الحرب! ضد الامبريالية والإمبريالي ...
- رسالة إلى شعوب بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا
- -الآن نعود إلى نقطة الصفر في كل ما حققه جيشنا في سوريا-
- في مقابلة مع أناتولي واسرمان: ستالين بريء الذمة من القمع-
- روسيا ليست لا العراق ولا ليبيا، ولا سورية ولا أوكرانيا
- كارثة كيميروفو: الرأسمالية تقتل
- -الذكرى السنوية ال100 لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى: المثل ...
- في ذكرى فيكتور أنبيلوف Viktor Anpilov*
- لنعلن سنة 2018 -سنة ماركس-!
- -سيريزا- روسيا تدعم رأس المال!


المزيد.....




- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- ارتفاع تأييد اليسار الألماني بفضل حضوره القوي على الإنترنت ق ...
- جيلاني الهمامي: إعادة كتابة الجغرافيا
- حزب النهج الديمقراطي العمالي ينحني إجلالا لشهداء حركة 20 فبر ...
- تعليم: بلاغ مشترك حول اللقاء مع وزير التربية الوطنية للنقابا ...
- الحرب في أوكرانيا: دفاع مشروع على أمن روسيا وتسريع لسيرورة ب ...
- وفد تركي في كردستان العراق: أوجلان يعمل على حل -ديمقراطي- لل ...
- تركيا: اعتقال 282 شخصًا بينهم صحفيون وسياسيون للاشتباه بارتب ...
- الفصائل الفلسطينية تنعى القيادي في كتائب القسام محمد شاهين
- الفصائل الفلسطينية تنعى القيادي في -كتائب القسام- محمد شاهين ...


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي
- نظرية التبادل البيئي غير المتكافئ: ديالكتيك ماركس-أودوم..بقل ... / بندر نوري
- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مشعل يسار - حول تباين مواقف الشيوعيين من البرجوازية المعادية للاستعمار