أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الصغير - الطاغية الذي ظهر عارياً














المزيد.....


الطاغية الذي ظهر عارياً


جاسم الصغير

الحوار المتمدن-العدد: 1526 - 2006 / 4 / 20 - 09:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في التاريخ الانساني عبر مسيرته الطويلة الكثير من العبر والدروس في مسيرة الشعوب عبر مقارعتها الحكام المستبدين الذين ارهقوا الشعوب لأستبدادهم وكون ان الطغاة الذين أرهقوا هذه الامة بحماقاتهم لم يكتفوا بذلك بل لقد قادهم غرورهم الى ابتكار كل ما يدخل في فضاء الغرائبيات وما يسمى بنظريات الادب بـ الفنطازيا او اللا معقول من المعروف ان الطغاة وبعدما يستتب لهم بسط سيطرتهم واستبداهم على الشعب فيستيقظ في عقلهم الباطن كل نزعة غريبة لاشباع نوازع الحرمان وما شكله ذلك من عقد نفسية في نفسية المستبد التي حرموا منها في طفولتهم البائسة ( ولمناسبة الكثير من الطغاة يتميزون بطفولة بائسة مثل هتلر وستالين وصدام) كتعويض عن تلك الفترات البائسة في حياتهم الشخصية وفي حكاية عن احد الطغاة الذي اذاق شعبه الهوان انه وبعدما استتب له السيطرة وبعدما اكل كل انواع الطعام الفاخر وشرب ممن كل شيء حلو مذاقه وبعدما شبع من هذا الامر وبعدما اتخذ له اكثر ثلاث آلاف جارية اراد هذا الطاغية ان يجرب امرا آخرا لم يجربه احد قبله كيف لا وهو يعتقد انه نصف اله فاراد ان تفصل له بدلة من قماش لم يلبسه احد من قبل يلبسها في عيد استحواذه على السلطة وللذكرى العشرين فاراد مفاجئة الأمة بهذا العمل الذي صورها له عقله الباطن المليء بالعقد النفسية حيث انتشر الخبر في كافة ارجاء البلد لكي يسمع الخياطون الماهرون كي يأتوا ويعرضون خدماتهم وهنا سمع الخبر اثنين من الخياطين الماهرين من اهل البلدة الذين فروا الى بلاد مجاورة من بطشه وأوهماه انهم من البلاد المجاورة الذين قرفوا من مهازل هذا الحاكم ونزواته الغريبة فاتفقا ان يعملان مقلب بهذا الطاغية النزق ليكون عبرة لغيره من الطغاة فاتيا الى هذا الحاكم وعرضا عليه خدماته وان يعملوا له بدلة تكون حديث المجتمعات ويضرب به المثل في ذلك فاقتنع بذلك بعدما راى بعض اعمالهم التي اعجب بها ولكنهم طلبوا طلبا واحدا ان وافق يعملون له تلك البدلة فقال لهم ما هو هذا الطلب فقالوا له ان لا يسألهم عن أي شيء اثناء عملهم الى ان ينتهيا من عملهم وان تدخل يتوقفون عن عملهم هذا فاقتنع بعدما راى براعتهم في الاعمال التي عرضوها له كنماذج من اعمالهم وهكذا تابعوا عملهم يوميا في اخذ مقاساته وهو سعيد بذلك تيمنا باليوم الموعود لكي يرى تلك البدلة فكان ياتي يوما وهم يرون عليه الاقمشة الوهمية وقياسها على جسمه لانه في الحقيقة لا توجد اقمشة حقيقية يجربونها عليه بل اوهماه بذلك وتابعت يوميا تلك الاعمال الى ان اقترب يوم احتفاله بعيد استيلاءه على السلطة فاخبرهم ان يعجلوا بعملهم كي يلبس البدلة امام الشعب وبعد ايام اخبروه انهم انتهوا من عملهم فاراد تجربة البدلة عليه فالبسوها له وهو عاري فقال لهم ما رايكم فقالوا له انها جميلة جدا فبتسم وهو يتبختر من شدة عظمة افكاره كما يعتقد وهكذا اقترب يوم احتفاله بعيد استيلاءه على السلطة وما ان جاء هذا اليوم اجتمع الناس تحت ضغط اجهزة الطاغية البوليسية وبوحشيتهم المعهودة فجمعوا الناس وهم يهتفون بحياة الطاغية من شدة الخوف والذعر وفي هذه اللحظة ظهر الطاغية من شرفة القصر وهي عالية جدا كرمز لاستعلائه عن الجماهير ببدلته الوهمية التي يعتقد انها موجودة على جسمه وانه قد لبسها وبعدما ملئت الأجهزة الأمنية والإعلامية بدعاية صاخبة حول مفاجئة الامبراطور امام الشعب فرآه الناس على هذه الصورة وهم يقولون ويهتفون كم هي رائعة تلك البدلة ويكررون قول ذلك وبحماس مفتعل خوفا من بطشه ان لم يفعوا ذلك وهللوا لعبقريته وهنا في غفلة من الزمن كانت احدى النساء قد اتت بطفلها معها والمعروف عن الاطفال انهم يتحدثون دون احساس بالزمن او المكان لبراءتهم وهذا الطفل قد راى هذا الطاغية على صورته هذه فلم يتمالك نفسه وصاح بصوت عالي:
- انظروا انه عاري.. انه عاري
- وهنا صمتت الجموع وهم رأوه عاري لكنهم لم يجرؤا على قول هذا لكن صوت الطفل كسر حاجز الخوف وبعدها فضح هذا الطاغية نتيجة لتهور هذا الحاكم النزق والذي استبد بالناس وحياتهم وقادته حماقته الى ان يقع بسوء اعماله فصوروا له عقله الباطن انه ليس كباقي الناس وهو افضل منهم فسقط بسوء اعماله فظهر لهم عاريا لانه اصلا عاري من كل نزعة انسانية لهذا ظهر على حقيقته وعلى كل الحكام المستبدين الذين ظلموا شعوبهم ان يعيدوا النظر بسلوكياتهم وان يستفيدوا من عبر الماضي لان الشعوب تستحق ان تعامل بكرامة ومن لا يفقه ذلك تقوده حماقته كما قادت حماقات الطاغية العاري الى احتقاره من قبل الشعب.



#جاسم_الصغير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الساسة العرب وضمور الالتزام الاخلاقي
- تاريخ السلطة في العالم العربي غياب الفكر الاستراتيجي وهزائم ...
- المثقف والسياسي بين تبعية العلاقة وضرورة التفاعلية
- ذهنية السلطة في العالم العربي واطرها التقليدية
- الجمعية الوطنية القادمة ،مهام وطنية منتظرة ومظاهر سياسية ينب ...
- الاضطراب السياسي في الوضع السياسي العراقي
- النظم الشوفينية السمات والملامح والسياسات الشوفينية
- هل انزوى الأدب المعاصر بعيداً عن الاحتجاج والتمرد والتعبئة ؟
- الدستورية نزعة حضارية وصمام امان للمجتمع وصلته بالدولة
- الاعلام العربي … الواقع والتحديات؟
- شعبنا العراقي ليس مختبر تجارب لاستراتيجياتكم أيها السادة
- المجتمع العراقي المعاصر والارهاب ثقافة دخيلة ونزعة غيبة
- العملية السياسية والمخاض الدستوري ونصف الكأس المملوء
- شعراء مدح الحاكم تقليد ارجو ان ينتهي
- الحياة البرلمانية الدستورية ممارسة حضارية
- الهوية العراقية بين الضرورة الوطنيةوالتجاذبات مع الهويات الف ...
- الديمقراطية- الدولةإنعدام التبلور الموضوعي الداخلي وضعف التأ ...
- ....هل عرفنا نظام الدولة حقاًخارج الاطر المككيافيلية
- ديمقراطية ومؤسسات.. أم.. تكتلات ومراكز قوى
- أحزمة البؤس والديمقراطيةعلاقة تفاعل ام تنافر


المزيد.....




- إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل ...
- ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
- حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
- عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا ...
- ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
- أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
- تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
- مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس ...
- العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
- ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الصغير - الطاغية الذي ظهر عارياً