أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - السورية سمر عموري والجمال الشعري














المزيد.....

السورية سمر عموري والجمال الشعري


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6132 - 2019 / 2 / 1 - 00:42
المحور: الادب والفن
    


السورية سمر عموري والجمال الشعري
بقلم: شاكر فريد حسن
هي لا تكتب الشعر فحسب، بل ترسم بالكلمات ما يجيش في نفسها وصدرها من مشاعر واحاسيس، فتنهمر روحها بالهمس الدافىء، وتسيل حروفها كماء الجداول بانسيابية، فتعانق الوجدان وتتغلغل الى القلوب دون استئذان.
إنها شاعرة الياسمين الدمشقي، والبوح الشفيف، والحس المرهف، الصديقة الشاعرة السورية المغتربة سمر عموري، التي جذبتني واستوقفتني نصوصها الوجدانية السردية، ذات الخيال الواسع المجنح، والصور الشعرية والفنية الخلًابة، والمفردات المتوهجة والانزياحات الشجية العذبة.
هي نصوص تجيء على شكل خواطر وومضات شعرية ذات أبعاد معنوية وشكلية رفيعة المستوى، موسيقاها حالمة، وشفافيتها مطلقة، مذهلة في كلماتها وفكرها وأسلوبها السلس الرقراق في بيانه وايجازه، فلنسمعها تقول في هذا النص:
يالهذا الحنين
يقتلنا السكون
أما لهذا الفجر من رشفة قبلة
ومقعد عناق!!
تحاصرنا فوضى العطر
نركض في شوارع الذاكرة
ووجهنا الهارب بين رماد الدخان وأفخاخ الصيادين!!
أما من فلاحة تعد للصباح خبزآ وللطيور لحنآ وأكواخ؟
طفلة المدينة وحيدة تلملم الندى عن ثغر البتول!!
اطفالها الجياع يبكون صدر الوقت
وقد اسقط العيد حمالة الأراجيح!!
..
ايها الناسج قصائدك بفحيم شَعري
تعالَ وميض حلم في نيسان
احببني بكذبة بيضاء
في الثانيه إلا نبضة
نشرب صوتنا
ونطعم للعصافير لساننا الصغير
وتتقاذف السناجب البلوط
لتوحدنا رتابة المطر!!
..
اهرع الى شفتيك
نقبل رأس العام
يبكيني حزن البراءة حين شق منديل عطري!!
لازالت الفراشات تفتش عن شذاها
والنوارس تقتات شِعري!!
...
خرافي العينين
لن تهرم ذات قبل
شفاه البيلسان
حين تعانق جذور السنديان
فللعشاق مدفأة قلوب
حي على الحب
بمأذنة الدروب
نفترش للصلاة
نغتسل من الذنوب
ونقيم عرسآ للقمر
دمشقيون حين
نرقص نسقط
الزمرد والياقوت
ننحر العطر
نصبغ يد الطريق بشقائق النعمان
فشوارع الغربة
ألوانها جاحدة!!
سمر عموري تخاطب الوجدان، تحاكي الحب والوطن والروح الانسانية والمراة والطبيعة بكل ما تمثله من جمال وصفاء ونقاء.
هي شاعرة رومانسية، تأملية، تتميز بالانسياب الشفاف والبراعة في صياغة الجملة الشعرية في لحظتها، تختزن وعيًا متقدمًا باللغة الشعرية وعمقًا في الطرح والمضمون المشرع على اسئلة الحياة والوجود وقيمة الشعر نفسه بوصفه ملاذًا ومتنفسًا، وفعل كينونة.
سمر عموري تتدفق لوعة وشوقًا وحرقة، تتصف بعذوبة المضامين وصفاء السياق، مستندة على دقة التصوير، ورقة التعبير، وانسيابية لغتها الوجدانية المترعة بالاستعارات ودلالاتها الايحائية المجازية، ولنقرأ هذا النموذج من نصوصها:
لن أطعم أقماحي للعصافير،،،
وادع صدرك
يبحر وحيدا
مذ فك أزراره هو مرساتي
وطني ومرفئي الأخير
دع الروح تهيم
تحلق بفضاءات القصيد
تمهل
راقصني
اعقد قران شفاهي
اسكب بكؤؤس
الهوى نبيذ الشعر
وخمر القوافي
فك ضفائري
لاتعلق خوفك
على أغصان البلابل
شاركها تغريدها
لا تختبئ مني
في بيت مهترئ
سقفه مثقوب
قصيدتي ماطرة
تغرقك حنين
لاترحل فجرا
قدخبأت نور القمر ليطوقك
بمشرط شوق ينزفني
رغم انف جلدي
بعطرك الممزوج برائحة الطين.
ليتسكع بثنايا الوتين
كآخر شهقة
أتغلغل برئتيك منفاي الصغير
ضمني أشتاقك
بكل آن وحين
لأمتطي صهوة العشق
على زندك تغفو القوافي
يؤجج تحت الرماد براكين
راقصني
ولتحبو أصابعك
على خصري كقصيدة
أنجبتني للتو
على صفحة لجين.
سمر عموري تنتمي إلى الوضوح والمتانة والزخم والجمال الشعري، تجربتها الابداعية مفعمة باسلوب ندي شفاف مختلف ومغاير، خاص برؤيتها الانتقائية لمشاعر انسانية ناضجة وبخطاب نصي سردي وحلم شعري يتسم بحنان فياض ولواعج شجون.
تحية للصديقة الشاعرة سمر عموري، ولها مني باقات ملونة من الفراشات بعبق الياسمين والبنفسج، متمنيًا لها مزيدًا من العطاء والابداع والتألق.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معزوفة على اوتار الحب
- نمر مرقس أقوى من النسيان
- مشاعر وخفقات قلب
- تكريم الأديب فتحي فوراني في عسفيا
- عن آية مصاروة شهيدة العلم
- ترانيم فخرية مصري شاعرة واعدة بخطوات واثقة
- إلى معين بسيسو في ضريحه
- - سُعود الأسَديّ، سيّد اللغتين - للكاتب والباحث العراقي صالح ...
- الأديبة سعاد قرمان ٩٢ عامًا من النشاط والابداع
- محاضرة للدكتور احمد اغبارية في المكتبة العامة ابن زيدون حول- ...
- - جرح الياسمين - مجموعة قصصية جديدة للكاتبة ابنة عكا، عايدة ...
- هدايا شاهين .. صوت شعري قادم من الكرمل يفيض رقة
- تعويذة حب الى الشام
- صدور عدد كانون الثاني من مجلة - الاصلاح -
- المكتبة العامة ابن زيدون في أم الفحم .. عطاء مستمر ونشاط متو ...
- من الورد الى الورد يعود
- من يوميات عاشق
- مؤسسة -أنصار الضاد - .. نشاط مبارك
- أمسية شعرية في المغار بمشاركة الشاعرة ابتسام أبو واصل محاميد ...
- حليمة دواس ضعيف .. شاعرة الأحزان


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - السورية سمر عموري والجمال الشعري