أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - أحمد صبحي النبعوني - ثنائية السجن و الليل الطويل














المزيد.....


ثنائية السجن و الليل الطويل


أحمد صبحي النبعوني

الحوار المتمدن-العدد: 6131 - 2019 / 1 / 31 - 08:39
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    



ماذا لو حكم عليك السجن .. ؟ و بالعيش لسنوات في مكان لا تتاح لك فيه مساحة صغيرة من الزمان او المكان ليكون لك فيها خصوصية ما ، مكان لا تختار فيه الجليس ولا المأكل، ولا حتى الوجهة. تشعر أنك محاط بالمخبرين بالمخاطر والشكوك، وقلما تجد من يشعر بك، أو يربت على كتفك. وتعيش معزولا عن أهلك وأصدقائك.
هل تعلم أن للحزن مدة صلاحية ! ثم بعد ذلك لا تصبح صالحة للاستهلاك والحديث !
تصبح ثقيلة في العمق تعجز عن اجترارها او سحبها وتموت بها !
من الصعب التواجد في السجن ... حيث يكون النهار قصيرا جدا و الليل طويل .. لا تشعر كيف مضى النهار و حل الليل ..لكن ذاك الصباح لا يشرق ، عندما تستلقي على السرير و تبقى بمفردك .. تستدير الى جانب فتفكر بمن تحب .. وتستدير إلى الجانب الآخر فتفكر في آثامك و الندم و الخوف و الغضب و الشوق . عندما يحل الليل تهجم كلها عليك .كأنك لا تستطيع البقاء سالما حتى الصباح و خاصة إذا كان لديك احباء و من تشتاق له .
الحنين مع الحزن مثل قطرات الماء يحفرنا بهدوء ثم يبقى شاهدا في دواخلنا على كل اللحظات التي كانت رمادية .. ولا يتركنا الا ونحن جزء منه .. جزء من طقوسه الرتيبة ..
لماذا يربط لساننا في حالة الحزن و نتكلم ونثرثر كثيرا في الفرح !
هل لان الحزن فاجعة كبرى و اكبر من أن تصفه اللغة... والفرح أقرب الى سذاجة اللغة !
من يدخل إلى السجن يسجن معه من في الخارج أيضا من أهل و أحبة .. لكن اي منها سجين أكثر ؟ و أي منهما أسير اكثر ؟ لا يمكنك أن تفرق بينهما ، خاصة إذا كان لديه أولاد و عائلة .
أبن السجين يكبر بسرعة .. من اللقاء إلى الآخر ينظرالسجين إلى ولده ، إذ أن قامته طالت و صوته أزداد خشونة و نما . و ربما ازداد جمالا.. هو يكبر في الخارج بسرعة و يكبر معه شوقك له أكثر .
لاشيء يعيد إلى السجين طعم الحب في تفتقه واندهاشة اللحظة الدافئة .. لاشيء يعيد عليه زبدة الحياة في فورة الأفكار والأمنيات .. لاشيء يرد على السجين صوت التاريخ الذي يسردونه له كل مساء عن حكايات و حوادث مضت دون ان يسجل فيها حضورا .. مضت بدونه تماماً .. مضت بكل حمولتها وغادرته دون ان تمنحه حقه الطبيعي ان يكون فيها إنسانا !



#أحمد_صبحي_النبعوني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرائحة ... ذاكرة لا تموت
- الحياة تمنحك الكثير لكن !
- ما هكذا تحضن الراقصة يا استاذ
- هل يعود ثانية ؟
- سؤال في قلب غريب
- عامودة في ذاكرة المغترب
- نافذة الحب والجدار العالي
- ماتوا ومازالوا عبق الأصالة
- سلاسل الانتظار
- موت الغريب
- ماردين عاصمة ثقافية وعالمية
- حق المواطن أولا
- يومي الأول في المدرسة
- احدى مشكلات التربية والتعليم في سورية
- في المقهى
- حب مع محاكمة عاجلة
- ثلج الغريب
- الحوت ابتلع القمر
- الشمس وسن الغزال والسعادة
- طفولة الطين


المزيد.....




- -الأغذية العالمي- يعلن تعليق المساعدات لأكثر من مليون شخص في ...
- عودة شبح المجاعة بقطاع غزة مع استمرار إغلاق المعابر ومنع الم ...
- منظمة ايرانية تمنح جائزة لمقررة الأمم المتحدة لحقوق الانسان ...
- شبح المجاعة يهدد غزة وإغلاق المعابر يمنع المياه عن 90% من ال ...
- غزة: مؤشرات على عودة شبح المجاعة مع استمرار إغلاق المعابر وم ...
- الاحتلال: اعتقال أكثر من 100 فلسطيني خلال الأسبوع الماضي بال ...
- لازاريني: انهيار الأونروا سيحرم جيلا كاملا من الأطفال الفلسط ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتقال أكثر من 100 مطلوب في الضفة الغربية ...
- اليونيسف: 90% من سكان غزة لا يحصلون على المياه
- برنامج الأغذية العالمي: باكستان تواصل عرقلة دخول شاحنات المس ...


المزيد.....

- ١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران / جعفر الشمري
- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - أحمد صبحي النبعوني - ثنائية السجن و الليل الطويل