احمد حبيب السماوي
الحوار المتمدن-العدد: 6130 - 2019 / 1 / 30 - 16:36
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
مع اشتداد الحملات العسكرية المكثفة ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق وانحسار مناطق نفوذه وخسارته المدن التي سيطر عليها، رصد الباحثون في الشأن الجهادي تراجع اعداد اصدارات التنظيم، اذ ان هزيمة داعش العسكرية على الارض كان لها الأثر الفعال في انهيار ترسانته الإعلامية بكافة ادواتها، تلك الماكنة الإعلامية المؤثرة التي ابتدأت بقوة عام 2013 ومثلت أحد أهم أذرع التنظيم التي ساهمت في كسب عقول الشباب المسلم وتلاعبت بأحلامهم وخلقت في اذهانهم صورة مزيفة لدولة الإسلام والتي من خلالها جذبت الاف الشباب منهم الى ارض الخلافة.
تعتبر الإصدارات المرئية التي كان ينتجها التنظيم من أبرز أدواته الاعلامية وأكثرها تأثيراً وكانت تصدر بأفكار مختلفة، فمنها ما كانت تنقل عملياته العسكرية ومنها التي تتحدث عن القصاص وإقامة الحدود وتصور أبشع صور العنف والقتل بكافة اشكاله ومنها ما يصور حياة الناس في ارض الخلافة، فكل هذه الإصدارات كان خلفها دعما ماديا قوياً وفرق محترفة من منتجين ومصورين صنعت محتوى بمواصفات الاعمال السينمائية العالمية وبكثافة إنتاجية عالية حتى بلغ إنتاجهم في شهر ديسمبر عام 2015 لوحده أكثر من (42) اصدار مرئي.
الانهيار الحاصل في انتاجهم الإعلامي لم يكن مفاجئا فقد ابتدأ الانخفاض بالنسبة للإصدارات المرئية بشكل تدريجي في اعدادها ونوعياتها، فمن خلال احصائية أجريت واستندت على معلومات في أرشيف موقع (اخبار المسلمين) التابع للتنظيم والذي يعتبر من المواقع المهمة التي تنقل الإصدارات المرئية والصوتية والمقروءة نجد ما يلي:
1.عام 2015 بلغ انتاجهم (290) اصدار
2.عام 2016 بلغ انتاجهم (221) اصدار
3.عام 2017 بلغ انتاجهم (117) اصدار
4.عام 2018 بلغ انتاجهم (45) اصدار
الموقع المذكور ارشف اعماله مع بداية عام 2015 وحتى الان، مع الاخذ بعين الاعتبار ان التنظيم قد بدأ انتاجه الإعلامي منذ عام 2013 ولكنها غير متوفرة في الموقع المشار اليه.
انحسار التأثير الإعلامي بدأ مكشوفاً، من خلال سلوكيات التنظيم، حيث بدا واضحا انه يحتضر وفي النفس الأخير، على الأقل في سوريا والعراق، لهذا نجد ان التنظيم بدأ يركز في دعايته الإعلامية لولايات أخرى مثل ليبيا وأفغانستان والصومال ويدعو الى الهجرة اليها واعادة احياء دولته وقد تجسد ذلك في اخر ثلاث إصدارات للتنظيم تم انتاجها من قبل المكاتب الإعلامية لولاية الصومال وولاية غرب افريقيا وولاية اليمن.
[email protected]
#احمد_حبيب_السماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟