|
الكرد السوريون والعلاقات الاستراتيجية (حزب الاتحاد الديمقراطي pyd نموذجاً) الحلقة الأولى
صالح بوزان
الحوار المتمدن-العدد: 6130 - 2019 / 1 / 30 - 01:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مقدمة أريد في البداية أرسم الفضاء الاستراتيجي المتشابك الذي انحصر فيه كرد سوريا عامة وحزب الاتحاد الديمقراطي خاصة. بمعنى آخر ما هي الخيارات التي كانت مفتوحة لهذا الحزب؟ سيجبرنا هذا البحث أن نعود للماضي قليلاً. عندما قامت الثورة السورية عام 2011 كانت شعارات المتظاهرين إجراء اصلاحات في النظام لكي يتنفس الشعب بعض الحرية والكرامة. رفض النظام السوري الاصلاحات وقمع المتظاهرين بقسوة. تدخلت قوى من خارج المتظاهرين مثل الاخوان المسلمين والسلفيين والمعارضين المهزومين السابقين والعلمانيين المتلونين لتغيير شعارات الثورة واتجاهها، فتحول الشعار إلى اسقاط النظام. ومن ثم تدخلت قوى اقليمية ولا سيما قطر وسعودية وتركيا وحولت ثورة الشعب إلى ثورة سلفية مسلحة مرتبطة بهذه الجهات. استُكمل التدخل من قبل الدول الغربية ولا سيما أمريكا. وجاء التدخل الروسي الدبلوماسي في البداية لصالح النظام على صعيد الأمم المتحدة ومن ثم بقوة عسكرية على الأرض عام 2015. ولم تعد هناك ثورة للسوريين وإنما صراع دموي على الساحة السورية تجسد مصالح الأطراف المحلية بعيداً عن مفهوم الوطن والمواطنة، ومصالح الدول الاقليمية والعالمية الكبرى. وهكذا بدأت الحرب الأهلية في سوريا وحدث ما حدث حتى الآن. كان لا بد للكرد ولا سيما لحزب الاتحاد الديمقراطي أن يرسم خياراته الاستراتيجية والتكتيكية مع مجموعة قوى فاعلة على الأرض السورية. فهناك النظام السوري، والمعارضة السورية في الداخل والخارج. وهناك تركيا وقطر والسعودية وايران. كما هناك أمريكا وأوروبا. وأخيراً روسيا. كان رسم استراتيجية كردية عبر هذا التشابك من المصالح من أعقد الأمور. فجميع هذه الأطراف أقوى من الكرد ولا تريد التحالف معهم، وليس بإمكان الكرد مواجهة أي طرف لوحدهم. العلاقة مع النظام والمعارضة السوريين نعلم أن النظام السوري قائم على خلفية أيديولوجيا حزب البعث. وبالتالي لا يعترف بهوية أي أقلية قومية لا في سوريا ولا في العالم العربي. عمل ويعمل على صهر القوميات في القومية العربية "ذات الرسالة الخالدة". تفاجأ النظام السوري بالثورة السورية، وشعر بالخطر الذي يداهمه من قبل المعارضة المسلحة المدعومة من الدول الاقليمية والدولية. أدرك أن ليس بإمكانه الحفاظ على سلطته على خارطة سوريا كلها. فاضطر أن يتراجع عن مساحات واسعة من الأراضي السورية لكي يدعم بقاءه في المحافظات الرئيسية مثل دمشق وحلب وحمص وحماه والساحل. اتخذ قراره بالتخلي عن الشمال السوري، لأنه غير قادر على البقاء فيه، إضافة إلى حاجته لإعادة مركزة قواه المسلحة. خطط أن يسلم الشمال إلى قوة ما بشرط ألا تحاربه مع المعارضة، إضافة إلى حماية آبار النفط والغاز ولعدم وقوعها بأيدي كتائب المعارضة المسلحة، زد على ذلك أن تقف هذه القوة ضد تركيا التي تعمل لتنصيب الاخوان المسلمين على سوريا. كان النظام السوري على قناعة أن الكرد لا يريدون الانفصال عن سوريا، رغم اتهامه لهم بالانفصاليين خلال قرن من الزمن. فكل ما يريدونه مجرد بعض الحقوق القومية ضمن سوريا. ولم يكن من أجندة الكرد يوماً تغيير نظام الحكم. بادر النظام السوري أولاً بحل مشكلة الكرد الذين جُردوا من هويتهم منذ ستينيات القرن الماضي بهدف التقرب منهم. في المحصلة لم يجد سوى حزب الاتحاد الديمقراطي للتنازل له عن الشمال السوري لكونه الحزب الأقوى والأكثر جماهيرية ولا يمكن أن يتفق مع تركيا. كان النظام السوري يدرك أن الأحزاب الكردية الأخرى لا تستطيع القيام بهذه المهمة لبنيتها الاجتماعية والفكرية والسياسية الضعيفة ولعزلتها الجماهيرية، إلى جانب عدم وجود قيادات بارزة فيها ذات إرادة قوية تستطيع العمل في ظروف الصراع الجاري على الأرض. هناك ناحية أخرى أخذ النظام بالحسبان، وهي أن الأحزاب الكردية الأخرى تميل إلى المعارضة وتنسق معها، إضافة إلى ارتباطها بالسيد مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان العراق الذي لديه علاقة شبه تحالفية مع تركيا. وهكذا تمت الصفقة بين حزب الاتحاد الديمقراطي والنظام السوري دون الاتفاق على استراتيجيات مستقبلية والتوقيع على وثائق ما. فكلا الطرفين لم يريدا الارتباط بوثائق تكبلهم في المستقبل. من الطبيعي أن يُطرح سؤال: ما هي الفوائد والخسائر التي حصل عليها حزب الاتحاد الديمقراطي في هذا الاتفاق مع الحكومة السورية؟ لم يكن باستطاعة هذا الحزب الحصول على السلاح للدفاع عن المناطق الكردية، وليست لديه الأموال لشرائها، كما أنه غير قادر للوصول إلى أسواق السلاح السوداء لكونه محاصر في دائرة ضيقة من أعدائه الذين لا يرغبون أن تكون هناك قوة كردية فاعلة على الأرض في سوريا. وبالتالي استفاد من الاتفاق للحصول على السلاح الأولي والذخيرة سراً من النظام، وسلح بها نواة قواته العسكرية. وثانياً فقد وفرت له هذه المساحات الواسعة مع ساكنيها الكرد تعزيز قواته العسكرية بالمقاتلين. وثالثاً حرية التحرك بين النظام والمعارضة على ضوء المصلحة الكردية. سمى حزب الاتحاد الديمقراطي هذه الاستراتيجية بالخط الثالث. ارتكز هذا الخط الثالث على ثلاث ركائز أساسية. الركيزة الأولى تأييد اصلاح النظام أو تغييره على ضوء التطورات على الأرض. الركيزة الثانية عدم الدخول مع النظام ضد كتائب المعارضة المسلحة. والركيزة الثالثة عدم الاندماج مع المعارضة في قتال النظام. لم ينظر حزب pyd إلى النظام السوري من خلال رؤية المعارضة له، كما لم ينظر إلى المعارضة من خلال رؤية النظام لها. وما حدث من تغييرات في مواقفه لاحقاً ارتبط بموقف هذين الطرفين تجاهه وتجاه القضية الكردية السورية. هناك مسألة أثارتها بعض الأحزاب والكتاب الكرد حول بقاء بعض جيوب النظام في القامشلي. من المؤكد أن حزب pyd كان قادراً على الغاء هذه الجيوب والاستلاء على مطار قامشلي. لكنه لم يفعل ذلك لعدة أسباب. السبب الأول عدم فتح معركة مع النظام كما أشرنا سابقاً، والثاني أن بقاء النظام في القامشلي والحسكة أمّن للموظفين في المناطق الكردية رواتبهم من دمشق في الوقت الذي لم تكن الادارة الذاتية قادرة على تأمين هذه الرواتب. والثالث الحصول على الأدوية والكتب المدرسية من دمشق واستمرار عمل المدارس والجامعات. والرابع أن مطار قامشلي هو الوسيلة الوحيدة للمواطنين السفر إلى دمشق من أجل المعالجة وتأمين الوثائق اللازمة لشؤونهم المدنية الخاصة. سعى حزب الاتحاد الديمقراطي في البداية التقرب من المعارضة السورية في شخصية المجلس الوطني السوري. لكن الطرفان أدركا أنه لا يمكن بناء شراكة لأسباب عدة. فالمعارضة السورية لها توجه اسلامي اخواني وبالتالي التنازل لها لصالح الأيدولوجية الاسلامية يتناقض مع مفاهيمه من ناحية. وسيؤدي إلى خسارة الشارع الكردي من ناحية ثانية. أما المجلس الوطني السوري فقد رأى قبول طرف مختلف معه عقائدياً في قيادة مؤسسة المعارضة وهو يحمل توجه علماني وقومي كردي سيضعف النزعة الاسلامية للتغيير في سوريا، وسيعرقل بناء دولة اسلامية توليتارية دينياً وقومياً عربياً. بحثت المعارضة الاخوانية عن بديل كردي آخر بهدف توسيع تقسيم الصف الكردي الذي كان مقسماً أصلاً. وبالتالي اختار الطرف الأضعف للقضاء على الطرف الأقوى. أما حزب pyd فقد توجه للتحالف مع هيئة التنسيق كمعارضة داخلية لا تطالب بإسقاط النظام السوري. ما ميز هذا التحالف أن pyd كان هو الأقوى، بينما الطرف الثاني مجرد شخصيات لها تاريخ سياسي. الخطوة الأولى التي سعت إليها المعارضة السورية بزعامة الاخوان المسلمين هي نزع المناطق الكردية من حزب الاتحاد الديمقراطي عسكرياً بهدف اضعافه واضعاف الدور الكردي عامة في سيرورة التغيير في سوريا. وثانياً لاستخدام المناطق الكردية كقاعدة للانطلاق منها ضد النظام، وثالثاً الحصول على موارد هذه المناطق من النفط والغاز والحبوب لتمويل كتائبها المسلحة. وهكذا بدأ هجوم ما سمي بالجيش الحر على المناطق الكردية والدخول في معارك مع وحدات حماية الشعب. وكان المبرر المعلن أن pyd يقف مع النظام السوري، وأنه يحمل أجندة غير سورية لأنه تابع للحزب العمال الكردستاني pkk. لا شك أن دخول الجيش الحر في معارك ضد وحدات حماية الشعب لا ينحصر في الأسباب السابقة فقط. بل هناك العامل الفكري والسياسي الذي لا يمكن أن يجمع الطرفين كما سبقت الاشارة. ففي الوقت الذي وقع بعض الأحزاب الكردية والشخصيات السياسية والكتاب الكرد في الفخ الاخواني، فإن حزب Pyd لم يقع فيه، مما زاد من تآمر وحقد المجلس الوطني السوري والائتلاف المعارض لاحقاً عليه وعلى وحدات حماية الشعب. وللحقيقة، لم يحمل جيش الحرد في بدايات تشكله طابعاً إسلامياً ظاهراً. كان تصرفه مع المواطنين أفضل من تصرف حواجز وحدات حماية الشعب. كان أفراد الأخيرة يتصرفون مثل حواجز النظام السوري في التفتيش وطلب الهويات. وكانت بعض سلوكياتهم في التفتيش مفتعلة، الغرض منها اظهار هيبتهم على الناس. لكن الوضع تغير بعد أن اتخذ الجيش الحر الطابع الاسلامي وتحكم الاخوان المسلمين به. فدخل في قتال مباشر ضد الوحدات الكردية. وبات قادة هذا الجيش وأفراده يتدخلون في شؤون المواطنين الخاصة، يسألونهم عن الصلاة والركعات والاستيلاء على ممتلكات المواطنين في المناطق التي يسيطرون عليها. الأهم من ذلك ظهور العداء الأيديولوجي والسياسي تجاه الكرد. ساعد كل ذلك على انحياز الكرد إلى جانب حزب Pyd وقواته المسلحة دون النظر إلى ممارساته وأخطائه. تغيرت بنية المعارضة السياسية والفكرية مع الأيام، وانتقلت كتائبها إلى ممارسة الاستبداد والقهر والاهانات الشخصية واتهام الكرد غير الموالين لها بالالحاد.* التغيير الأهم الذي حدث في المعارضة السورية فكرياً هو تبني موقف اسلامي سني. وبذلك كشفوا عن هدفهم المركزي في مستقبل سوريا بإقامة نظام اسلامي. خلال سنوات الأزمة السورية غيرت المعارضة برامجها تجاه القضية الكردية. لو قارنا بين مرحلة المجلس الوطني السوري مع مرحلة الائتلاف نجد أن المعارضة سعت لتقزيم حقوق الشعب الكردي السوري. تحولت كتائبها المسلحة إلى عصابات تمارس نفس نهج شبيحة النظام في القتل والسرقة وإهانة الناس والسلبطة. خدم كل هذه التغيرات حزب Pyd في ترسيخ خطه الثالث بين الكرد. فانحاز الشعب الكردي السوري إلى جانب هذا الخط، وهو يلاحظ كيف يتلاعب قادة المعارضة في مؤتمراتهم بالمصطلحات السياسية تجاه حقوق الشعب الكردي بين تأييد وانكار والضبابية. كان هذا التلاعب بالمصطلحات مدروساً لجعل الكرد وقوداً في الصراع ضد النظام لكونهم أنشط كتلة سياسية وعسكرية في سوريا. ومن ناحية ثانية عدم تقديم أي وضوح في الوثائق حول نوعية الحقوق التي قد يحصل عليها الكرد بعد اسقاط النظام. تحدثوا عن الشعب الكردي مرة، ومرة عن الأقلية الكردية والحقوق الثقافية وأحياناً عن حق المواطنة فقط. رافق ذلك ظهور أبحاث من مراكز المعارضة البحثية أن سوريا عربية واسلامية شعباً وجغرافية، وأن الكرد مجرد مهاجرين مثل الجزائريين في فرنسا. لم يكن وقوف الشعب الكردي مع حزب Pyd مبني على الثقة المطلقة بشعاراته ومشاريعه، لكنه كان الحزب الكردي الوحيد على الساحة قادر على حماية هذا الشعب عسكرياً وتحقيق شيء ما من حقوقه. وبالمقابل ظهر المجلس الوطني الكردي مجرد تابع لإخوان المسلمين، وذراع للسيد مسعود البرزاني في صراعه مع حزب العمال الكردستاني على خلفية علاقاته مع الحكومة التركية. وعلى الرغم من كل ديماغوجية الشعارات للمجلس الوطني الكردي وأن حزب Pyd ليس حزباً كردياً ولا يحمل أهداف الشعب الكردي السوري لأنه لا يطالب بفدرالية كردية، فإنه لم يستطع بدوره فرض مبدأ الفدرالية الكردية على حلفائه في الائتلاف. كان يستخدم هذا المصطلح في الاعلام لمحاربة حزب Pyd فقط. حدث الانعطاف الكبير في مصير الشعب الكردي السوري وفي موقفه من المعارضة والنظام السوري والمجلس الوطني الكردي عند هجوم داعش على كوباني. لقد وضع هذا الهجوم الشعب الكردي السوري أمام خيار "ان يكون او لا يكون". أظهرت هذه المعركة الدامية حقيقة جميع الأطراف المحلية والاقليمية والدولية. لم يقدم النظام السوري يد العون لوحدات حماية الشعب، مما دل على عدم وجود أي اتفاق استراتيجي بينه وبين حزب Pyd. كما ظهر للعيان أن المعارضة السورية ومن ورائها الدولة التركية ترغبان في احتلال داعش لكوباني والقضاء على وحدات حماية الشعب. والأهم من كل ذلك وقوف قادة المجلس الوطني الكردي إلى جانب المعارضة وتركيا. اعتقد الجميع أن داعش سيحتل كوباني خلال اسبوع في أكثر الاحتمال. وبدأ أردوغان يعد الساعات. لكن المقاومة الباسلة لوحدات حماية الشعب والمرأة غيرت المعادلة. وفي النتيجة سقطت وطنية النظام السوري الذي كان يتهم الكرد دائماً بأنهم لا وطنيين وانفصاليين. فتبين أنه هو اللا وطني بعدم الدفاع عن مدينة سورية. أظهرت هذه المعركة أن حزب الاتحاد الديمقراطي مرتبط بالوجود الكردي وبالأرض أكثر من جميع الأحزاب الكردية الأخرى التي راقبت بقلب بارد استشهاد الكرد بالمئات وهم ينتظرون بفرح نهاية سلطة حزب الاتحاد الديمقراطي. قدمت وحدات حماية الشعب أمام كل مبنى في كوباني شهيد أو شهيدة. وأصبحت كوباني جزءاً من قلب كل كردي ليس في سوريا فقط، وإنما في عموم كردستان. وقف الشعب الكردي في سوريا وقفة واحدة مع مقاتليهم. واتضح للجميع، من الأعداء والأصدقاء، عن ماذا يقاتل الكردي حتى الموت. إنه لا يقاتل من أجل زعيم مقدس، ولا من أجل حزب يدعي الحقيقة المطلقة، ولا عن أفكار قومية ميتافيزيقية، ولا عن علم يقبله بعض الكرد في خلواتهم المريحة، وإنما يدافع عن تراب وطنه، عن مستقبل شعبه، عن قبور أجداده، عن تاريخه، وعن تراثه الشعبي. لا شك لولا تدخل دول التحالف برئاسة أمريكا في المعركة لاحتل داعش كوباني، لما لديه من أسلحة حديثة وثقيلة وثقف وراءه الدولة التركية. ** قد يغوص أمثالي من الكتاب الكرد في صفحات التاريخ للبحث عن العناصر المكونة للقومية الكردية. لكن أبطال وحدات حماية الشعب قدموا لنا أكبر عنصر حي في تكوين القومية والشعور بالهوية، إنه امتزاج الدم بالأرض، وهذا ما فعلوه في عفرين لاحقاً. فهذا التلاحم الحميمي بين الدم والأرض ليس كلام اللغويين. بل هو خلق لإرث مقدس سيبقى في ذاكرة الأجيال عبر التاريخ. لقد وقف الاعلام العالمي مدهوشاً أمام بطولة المرأة الكردية التي حولت انوثتها إلى طاقة لتتزوج الوطن بعيداً عن لغة الساسة والزعماء والشعراء والكتاب. عندما اندحر داعش في كوباني ازداد الحقد العنصري الشوفيني لدى أطراف عدة ضد الشعب الكردي السوري وضد هذه القوة المقاتلة الفريدة التي ظهرت من بين صفوف هذا الشعب المظلوم. وهكذا ازداد التآمر على وحدات حماية الشعب والمرأة من قبل تركيا والمعارضة والنظام السوري، وللأسف ساهمت أحزاب المجلس الوطني الكردي في هذا التآمر أيضاً. ودخل قادته في مهاترات سياسية فارغة كما يمارس أطفال الكرد لعبة جرّي ÇIRÊ. بادرت المعارضة السورية باتهام هؤلاء الأبطال الكرد بـالكرد "السيئين" والمجلس الوطني الكردي بـالكرد "الجيدين". سموا وحدات حماية الشعب والمرأة بالمليشيات للتقزيم. اتهموها بالإلحاد، وأنهم جناح حزب العمال الكردستاني الموصوف بـ"حزب ارهابي" في تركيا والغرب. والأهم من ذلك كله، جن جنون أردوغان غيظاً. فقد أدرك هذا الاسلامي الأصولي والقومي الآتاتركي أن قرناً من الاضطهاد الوحشي ضد الشعب الكردي لم تطفئ شعلة النضال من أجل الحرية في قلبه، وأن حزب الاتحاد الديمقراطي أصبح العائق الأساسي أمام نزعته التوسعية في سوريا لتنصيب الاخوان المسلمين عليها وتحويلها إلى جزء من مشروعه العثماني الإسلامي. وهكذا بدأوا بالتآمر معاً على الادارة الذاتية وعلى وحدات حماية الشعب. وللأسف شاركه في ذلك كرد من هنا وهناك. ألا نستطيع القول اليوم أن خيار الخط الثالث الذي اتبعه حزب الاتحاد الديمقراطي كان الأصوب؟ ----- * عندما كنت في الوطن كان انتقادي شديداً لممارسات حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب. كتبت عن ذلك كما أبديت لقادة هذا الحزب رأيي بصراحة وأن عدم الوقوف مع الثورة خطأ استراتيجي. وأن وحدات حماية الشعب لن تكون قادرة على حماية الشعب الكردي لا من النظام ولا من الكتائب المعارضة المسلحة. بل انتقدت بحدة الرأي القائل أن أية جهة تعترف بحقوق الشعب الكردي سنتعامل معه بإيجابية . وبهذه المناسبة كتبت مقالاً انتقدت فيه موقف السيد مسعود البرزاني حين قال في تهنئته للمجلس الوطني الكردي عند تأسيسه أن على الكرد أن يتعاملوا مع أية جهة تعترف بحقوقهم. وذكرت في المقالة أن الديكتاتور الذي لا يعترف بحقوق شعبه لن يعترف بحقوق الكرد. واليوم لا أستطيع الجزم هل كان لدى حزب الاتحاد الديمقراطي تبصر للمستقبل في اختيارهم للخط الثالث أم أن الصدفة جاءت لصالحه. فموقفه اليوم تجاه القضية الكردية السورية وتجاه النظام السوري والمعارضة السورية هو الموقف الأصوب كردياً وسورياً. ** عٌلمنا فيما بعد أن البقية الباقية من وحدات حماية الشعب في كوباني اتخذت قراراها المصيري بالدفاع عن المدينة حتى الموت.
#صالح_بوزان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يقظة الرجعية الكردية
-
حين تُعرض الشهادة الأكاديمية على بازار السياسة- الخاتمة
-
ماذا حقق سيدا للكرد وماذا حقق حزب الاتحاد الديمقراطي؟
-
حين تُعرض الشهادة الأكاديمية على بازار السياسة - القسم الثان
...
-
حين تُعرض الشهادة الأكاديمية على بازار السياسة
-
هل الحج طقس ديني سماوي أم طقس وثني؟
-
الدكتور محمد حبش متنوراً
-
عفرين وحسابات القوى المتصارعة
-
لقد وقعت روسيا في الفخ الذي نصبته لغيرها
-
فقهاء الأزهر
-
ما بعد الاستفتاء في كردستان العراق
-
في نقد العقل الحزبي في روجافا
-
جوهر الخلاف بين حزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي
...
-
لعنة الدماء في الخلاف الكردي – الكردي
-
حان دورك أن تتحرر
-
زمنٌ يستعيد ذكريات فجوره
-
الدكتور زیفاكو ( Jivako) السوري
-
ثرثرة لاجئ سوري في حديقة من حدائق أربيل
-
أليس الشر هو السائد عبر التاريخ..؟
-
لحظة مكاشفة
المزيد.....
-
مصر: جدل بسبب تصريحات قديمة لوزير الأوقاف عن فتاوى الشيخ الس
...
-
ماذا بقى من القواعد العسكرية الفرنسية في أفريقيا بعد انسحابه
...
-
محكمة روسية تدين مواطناً هولندياً بتهمة الاعتداء على ضابط شر
...
-
كله إلا سارة.. نتنياهو ينتقد وسائل الإعلام دفاعًا عن زوجته:
...
-
يورونيوز نقلا عن مصادر حكومية أذرية: صاروخ أرض جو روسي وراء
...
-
إطلاق نار في مطار فينيكس خلال عيد الميلاد يسفر عن إصابة ثلاث
...
-
إعادة فتح القنصلية التركية في حلب بعد 12 عاماً من الإغلاق
-
بوتين: روسيا تسعى إلى إنهاء النزاع في أوكرانيا
-
ماذا تنتظر عمّان من الشرع و ترامب؟
-
-يديعوت أحرونوت-: إسرائيل تهاجم اليمن بـ 25 طائرة مقاتلة
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|