صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 6129 - 2019 / 1 / 29 - 10:52
المحور:
الادب والفن
صبري يوسف
88. السعادة في حياة أسماء غريب، ماذا عنها؟
د. أسماء غريب
كمُّ تجارب الإنسان في الحياة هو الذي يحدّدُ المعاني الحقيقة للأشياء، وأنا من وحيِ تجربتي أقول إنّ السعادة ليست فقط إمكانيات، وإنما هي قرار داخلي: أيْ ليس بالضرورة أن تكون ثرياً مثلاً، بل يكفي أن يكون عندك ما يضمنُ لكَ العيشَ بكرامة وعزّة نفس، وألا تخونك صحتُك، حتى لا تحتاج لأحد في زمن لا يعتني فيه أحد بأحد.
السعادة هي أن تتعلّم كيف تتخلّص من آلامك ومراراتك: مرارات الطفولة، وخيبات الأهل والأحبة، وخيانات الأصدقاء، وتكون سيّدَ النسيان في كلّ شيء: لأن النسيان يعني أن تغسل جراحك وتعقّمها قبل أن تخيطها.
السعادة هي أن تعتني بنفسك، وبروحك وعقلك وبسلامة قلبك في كلّ التفاصيل: حياة بسيطة، وعدد قليل من الأصدقاء الخُلّص إن وجدوا، وإلا فكُن لوحدك، محاطا بانتصاراتك على نفسك، وعلى تحديات الحياة وصعوباتها التي لا تنتهي. سعادتُك أيها الإنسان بيدك، وإن كنت تعيش وسط عالم من الأشقياء، لأنها انتصار شخصيٌّ يأتي من الدّاخل. لا تقارن نفسك بأحد، لا تتحسّر على ما يملكه غيرك، كن أنت، واترك دائما بينكَ وبين الغير مسافة من الاحترام، ومن البُعد والحصافة، كي تكون في مأمن من الصدمات.
السعادة أن تضع قلبك بين يديْ خالقك، وتتركه لهُ يطبّبه، ويعلّمه دروس الحياة الكبرى بما يرى فيه النجاة لك في الدنيا قبل الآخرة. والسعادة ختاما أن تحبَّ، أن تعشق بكلّ ما تملك من حرية وأمل، لأنّ الحبّ الحقّ، والعشق الحقّ يغيّرُ من الأعماق، ويبني الإنسان من جديد، ويشفيه من كلّ العلل. فطوبى لمن أحبّوا وعشقوا، وأخلصوا في حبّهم الذي به دخلوا إلى الملكوت.
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟