أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - [72]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب حول تجربتها الأدبيّة والنّقديّة والتّرجمة والتَّشكيل الفنّي














المزيد.....

[72]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب حول تجربتها الأدبيّة والنّقديّة والتّرجمة والتَّشكيل الفنّي


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6125 - 2019 / 1 / 25 - 22:14
المحور: الادب والفن
    


صبري يوسف

72. بمناسبة حديثك عن نهاية العالم وربطك لها بانقراض النّحل، هل يمكنكِ أن توضّحي أكثر للقارئ العزيز تفاصيل هذه الرُّؤية؟

د. أسماء غريب

الحديث هُنا عن نهاية العالم ليس من منظور ديني أو لاهوتي بقدر ما هو من منظور علميّ، فمنذ القدم كانت النّحلة هي أمّ الكون، لأنّها مُلقّحتُه، والمسؤولة عن ظهور مملكة النّبات والحيوان وكذا الإنسان. لذا فإذا انقرضت هيَ انقرض وانتهى كلّ هذا الملكوت. لن يبقى هناك نبات تتغذّى عليه الحيوانات العاشبة، ولا خضر ولا بقول ولا قطانيّ ولا فواكه يتغذّى عليها الإنسان، وبهذا سيختفي الكلّ مادامت سائر المنظومات الغذائيّة في الكون مرتبط بعضها ببعض.

النّحلة كائنٌ مخلوقٌ وخالِق: مخلوق بنفخ قدسيّ من الرّحمن ومرتبط بالنُّور والشَّمس، وخالق لأنّه هو من يخلُق الطّبيعة بالتّلقيح، ويساعده في ذلك عدد آخر من الحشرات الملقّحة. الأشجار هي ابنة النّحلة، والأزهار كذلك، والطّيور وما إليها. وهي لأجل أهمِّيتها هذه ذُكرتْ في العديد من الكتب المقدسة، والقرآن الكريم خصّص لها سورة بكاملها تحمل عنوان (سورة النّحل). وهناك من الفلاسفة والقدِّيسين من لهم علاقة خاصّة بالنّحل، كأفلاطون الّذي كان النّحلُ يأتيه في طفولته ويضع له العسل في فمه. وكان يدعو الله قائلاً: ((يا روحانيّتي المتّصلة بالرُّوح الأعلى، تضرعي إلى العلّة الّتي أنت معلولة من جهتها لتتضرّع عنّي إلى العقل الفعَّال في صحّة مزاجي ما دمت في عالم التّركيب)). وكذلك القدّيس أمبروز أسقف ميلانو الّذي أتته أسراب من النّحل حينما كان طفلاً صغيراً فدخلت إلى فمه وخرجت منه وطارت إلى الأعالي دون أن تلحق به أيّ أذى، وما كان من والده سوى أن قال حينما رأى هذا المنظر العجيب: ((سيكون لهذا الطّفل شأن عظيم)). ولا يفوتني طبعا أن أذكر القدِّيسة ريتّا دي كاسيا وحكايتها مع النّحل الأبيض وهي طفلة رضيعة، إذ ذهبت والدتها ذات يوم لتعمل كعادتها فى الحقول فوضعتها تحت ظلِّ شجرة ثمَّ مضت، ولدى عودتها تجمّدت الأمّ في مكانها من الخوف حينما رأت مجموعة من النّحل الأبيض تدخل فى فم طفلتها ثمّ تخرج منه بصورة مستمرة فخشيت إن هي أتت بحركة ما أن يشتدّ هيجان النّحل، فوقفت صامدة صابرة، وهي تنظر بإعجاب شديد كيف أنَّ هذا النَّحل لم يأتِ لإيذاء صغيرتها، وإنّما كان يدخل فى هدوء شديد ليدهن حلق الطِّفلة بالعسل ويخرج منه كما دخل، وكانت الطِّفلة تتذوَّق ذلك العسل فى طمأنينة وفرح.

وعسل النّحل فيه شفاء للناس، مصداقاً لقوله عزّ وجلّ في محكم كتابه ((ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا، يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)) (سورة النحل، آية 69). وهو لهذا يحبُّه العرفاء والمتصوّفون، إذ يعتبرونه شراب الحكمة والعلوم اللّدنيّة. لكنّ الإنسان في غمرة انسلاخه عن خالقه، نسي النّحلة أمّه، وألحق بها الأذى، وكما قتل الخالقَ بداخله، فإنّه مُقْدمٌ على قتل كلّ النّحل بسبب ما يدّعيه من تقدّم علميّ وتكنولوجيّ. النّحلة أصبحت اليوم تموتُ بسبب المبيدات الحشريّة الّتي يستخدمها الإنسان في الحقول، وبسبب الإشعاعات القاتلة الصّادرة عن كلِّ الأجهزة الإلكترونيّة الّتي أصبح لا يستغني عنها في حياته اليوميّة بما فيها الهاتف الجوال، وبسبب تلوُّث الطَّبيعة ومرضها جرّاء الغازات الكيماويّة السَّامّة المستخدمة في مجالات الصّناعة وتكرير البترول والفوسفات وما إليهما، وكذا الغازات المدمّرة الَّتي تخلّفُها الحروب وتطلِّقها الطّائرات والمدفعيّات، كلّ هذا قضى على النَّحلة، وأربك نظامها الدَّاخليّ في الخليّة وخارجها، هي وكلُّ من معها من بقيّة الحشرات والحيوانات بين أسماك وطيور.

هكذا أصبح الإنسان: قاتلاً سفّاكاً من الدَّرجة الأولى. بل كائناً مريضاً في الرّوح والعقل، ولا أحد له القدرة على أن يضع حدّاً لهذا الهوس والجنون الّذي لن يقوده سوى إلى الهاوية. فهل سندقُّ أجراس الخطر؟ هل من مُدّكِر؟!



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- [71]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [70]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [69]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [68]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [67]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [66]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [65]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [64]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [63]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [62]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [61]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [60]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [59]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [58]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [57]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [56]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [55]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [54]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [53]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [52]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - [72]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب حول تجربتها الأدبيّة والنّقديّة والتّرجمة والتَّشكيل الفنّي