|
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع .....5
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 1525 - 2006 / 4 / 19 - 11:09
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
العادات والتقاليد وتخقيق المساواة بين الجنسين: 2 : 4) و في أفق وضع حد للعادات، و التقاليد، و الأعراف العتيقة، التي يعمل المستغلون على إحيائها في مختلف المناسبات، يجب أن نستحضر الدور الذي يقوم به المثقفون التنويريون، و الثوريون، في تفكيك تلك العادات، و التقاليد، و الأعراف، و غيرها، و بيان خطورتها على مستقبل الشعوب التي تبقى مكبلة بها، و بيان ما يجب عمله من أجل تطويرها، أو تجاوزها بنسج عادات، و تقاليد، و أعراف متطورة، و قابلة لاستيعاب التحولات المجتمعية الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، حتى تصير وسيلة لجعل المجتمع ينبذ المناسبات التي تساعد على إحياء التخلف، الذي كان يجب أن يصير في ذمة التاريخ.
و تفكيك العادات، و التقاليد، و الأعراف، يقتضي: أولا: العمل على تفكيك الإيديولوجيات المتخلفة، و بيان دورها في تكريس تخلف المجتمعات البشرية، كما يقتضي: ثانيا: القيام بدراسة الأوضاع الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، للمستهدفين بتلك الإيديولوجيات، و الانطلاق من حاجياتهم الضرورية لأجل جعلهم يمتلكون وعيهم الطبقي، و لأجل انخراطهم الإيجابي في محاربة تلك الإيديولوجيات، و الشروع في تطوير المسلكية العامة، و المسلكيات الفردية، سعيا إلى جعل العادات، و التقاليد، و الأعراف، متحولة، و متطورة، و التعامل معها على أنها كذلك، بدل التمسك الأعمى بها. و الانطلاق من أن كل شيء متطور، و أن التطور هو القانون الذي يحكم العلاقات بين البشر، و أنه لا شيء ثابت أبدا، و أن الحركة المستمرة التي تحكم الكون برمته، لابد أن تحكم العادات، و التقاليد، و الأعراف، التي هي من صنع الإنسان، و لا وجود لشيء اسمه قوة خفية، تفرض تلك العادات، و التقاليد، و الأعراف، و القوة الوحيدة هي قوة الإيديولوجية، المضللة للجماهير الشعبية، و الإيديولوجية أيضا هي من صنع الإنسان، باعتبارها التعبير الفكري عن المصالح الطبقية.
و بتفكيك العادات، و التقاليد، و الأعراف، و بيان مساهمتها في تكريس التخلف. و بالعمل على تفكيك الإيديولوجيات السائدة، التي تسعى باستمرار إلى تكريس العادات، و التقاليد، و الأعراف، يكون المثقفون التنويريون، و الثوريون، قد قاموا بدورهم الذي يجب أن يستمر، و أن يكون مدعوما من قبل كل الحركات الديمقراطية، و التقدمية، و الحركات النسائية بالخصوص، و أن توضع رهن إشارتهم كل الوسائل الإعلامية، الممكنة من أجل إشاعة الفكر المفكك للتخلف، الذي يطبع العادات، و التقاليد، و الأعراف، و يطبع الإيديولوجيات المكرسة لها، حتى يصير ذلك التفكيك ممارسة يومية، لجميع الناس في كل البلدان ذات الأنظمة التابعة.
5) و تفكيك العادات و التقاليد و الأعراف، و معها الإيديولوجيات المكرسة لها، سيؤدي بالضرورة إلى بناء قيم جديدة، على أنقاض القيم المتخلفة، و المنهارة. والقيم الجديدة تتحول، مع مرور الأيام، إلى ممارسة يومية، و إلى سلوك جماعي، و فردي. و هذه القيم تتمثل في الحرية، و الديمقراطية، و العدالة الاجتماعية، التي تقضي بأن تصير مساواة المرأة للرجل جارية في الحياة مجرى العادات، و التقاليد، و الأعراف، فيصير الناس يتعاملون مع مساواة المرأة للرجل على أنها أمر مسلم به، ويصير الحرص على تعليم المرأة كالحرص على تعليم الرجل، و الحرص على عمل المرأة كضرورة الحرص على عمل الرجل، و يصير الاهتمام بالمرأة على المستوى الاقتصادي، و الاجتماعي، و الثقافي، و المدني، و السياسي، جزءا من الاهتمام بالمجتمع ككل، سواء تعلق الأمر بسياسة الدولة، أو ببرامجها المختلفة، أو بالجمعيات الثقافية، و التربوية، و الترفيهية، أو بالجمعيات الحقوقية، أو بالنقابات، أو بالأحزاب السياسية، حتى يصير انعتاق المرأة مهمة مجتمعية، و إنسانية، في نفس الوقت.
6) و بصيرورة مساواة المرأة للرجل على جميع المستويات الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، من العادات، و التقاليد، و الأعراف التي تصير متجددة باستمرار، تنعتق المرأة منأاسر الإيديولوجيات التقليدية، و من أسر العادات، و التقاليد، و الأعراف. و بانعتاقها ذاك تصير حرة، و حريتها تتجسد في صيرورتها متمتعة بحقها في التعليم، و الصحة، و السكن، و الشغل، و في تمتعها بدخل اقتصادي يجعلها مستقلة عن الرجل، و مساهمة معه في بناء اقتصاد الأسرة، و حاضرة في تنشيط الجمعيات الثقافية المختلفة، و المتنوعة الأهداف، و المساهمة من خلال تلك الجمعيات في إثراء الثقافات المحلية، و الوطنية، و الإنسانية، جاعلة منها ثقافة الوحدة و التطور، و التقدم، و المساواة، و حريصة باستمرار على مساواتها للرجل في الحياة اليومية، و أمام القانون، و في كل مجالات الحياة، و في كل الممارسات الفكرية، و العملية، تحقيقا لفرض احترام كرامتها، من قبل الرجل، و من قبل الهيئات الاجتماعية، و من قبل مؤسسات الدولة، و مساهمة في تنشيط الحركة الحقوقية على جميع المستويات، حتى تصير حقوق الإنسان مشاعة بين الناس، و حتى تتلاءم القوانين المحلية، مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، و في مقدمتها الميثاق الدولي المتعلق بإلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة. و تساهم في تنشيط الحركة النقابية، الساعية إلى تحسين الأوضاع المادية، و المعنوية، لجميع العاملين، بمن فيهم المرأة العاملة التي تسعى بنضالها النقابي، إلى تحقيق مساواتها بالرجل في ميدان العمل، و على أساس تكافؤ الفرص.
و المرأة عندما تمارس حريتها، تجد نفسها ممارسة للسياسة من بابها الواسع، لأن قضية المرأة هي قضية سياسية بالدرجة الأولى. و هي لذلك تجد نفسها منخرطة في الأحزاب السياسية التي تقتنع بها، و في مقدمتها الأحزاب المناضلة منأاجل تحقيق الحرية، و الديمقراطية، و العدالة الاجتماعية. نظرا لاستفادة المرأة بشكل واسع من نضالها السياسي. و انخراطها سيكون مدخلا لمساهمتها في التقرير و التنفيذ. و الوصول إلى قيادة تلك الأحزاب، من اجل أن تقودها في اتجاه النضال من أجل العمل على مقاومة الإيديولوجيات التي تعمل على تكريس كل ما يؤدي إلى تكريس دونية المرأة.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث.
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث.
...
المزيد.....
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول
...
-
اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|