لقد بدات امريكا بشن حرب دموية جرارة اخرى في العراق عن طريق إستخدام شتى انواع الأسلحة الفتاكة ولربما النووية منها .
فبعد حرب الكويت وفرض الحصار الإقتصادي طوال 13 عامايتذرع امريكا في شن الحرب الراهنة بمسالة تجريد تلك الترسانة من اسلحة الدمار الشامل التي قام ومع الدول الأوربية و روسيا بتزويدها للنظام الفاشي العراقي منذ 1980 حيث إستخدمها سواء ضد الشعب العراقي او في إذكاء نار الحرب في المنطقة .
إلا إن الهدف الحقيقي لشن امريكا للحرب هو تغيير ملامح النظام في العراق وإقامة نظام موال له كمقدمة لفرض سطوتها و سلطتهاالوحيدة في الميادين الإقتصادية و السياسية و العسكرية و الإستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط وإحداث تغيير اكثر في موازين القوي لصالح إسرائيل .
و تشكل تلك الأهداف حلقة اخري من المساعي الأمريكية للسيطرة علي العالم و تشديد الخناق علي البشرية التقدمية و فرض التراجع علي الحركة المتصاعدة للعولمة و مجمل المطالب و الحركات العادلة و الإنسانية في العالم المعاصر والحيلولة دون بروز اقطاب راسمالية عالمية مثل اوربا الموحدة وولوجها ساحة الصراعات العالمية .
و تقف تيار عريض من قوى المعارضة العراقية من الأحزاب الإسلامية و القومية العربية و الكردية و تلك التي تتشدق بالديمقراطية في الخندق الأمريكي بقيامها بتبرير الحرب و إضفاء الشرعية المحلية عليها بإسم الشعب العراقي او الكردي .
ومما لا شك فيه بان النظام البعثي سيؤول إلي السقوط إلا إن ضحايا الحرب و السيناريو السياسي المرسوم من قبل امريكا هم ابناء الشعب العراقي الكادح و المتطلعين إلي الحرية حيث يتم إجهاض سعيهم لإسقاط النظام بشكل ثوري وتطلعهم نحو إقامة نظام بديل له يضمن حقوقهم و تطلعاتهم كما يؤدي إلي تعقيد القضية الكردية و المطالب العادلة لجماهير كردستان بشكل اكثر ويبعدها باشواط عن الحل الثوري مثلما يتسبب في توجيه ضربة قوية للحركة التحررية للشعب الكردي في الأجزاء الأخري من كردستان .
إن الحرب الراهنة لا تتنافى مع مصالح الشعب الكردي فقط بل ستحيل كردستان العراق إلي ميدان و مختبر لإستعمال اخطر انواع الاسلحة واساليب الفتك وقد اثارت منذ الآن الاطماع التوسعية لتركيا كما اصبحت مبررا لتدفق الآف المسلحين الموالين لإيران إليها حيث تسعي الأخيرة لإقتطاع حصتها من مغانم هذا الصراع الرجعي و خنق التطلعات العادلة للجماهير الشعبية في كردستان إيران و الشعب الإيراني قاطبة.
كما بات من الجلي ايضابان امريكا ليست مستعدة حتى للإعتراف بالمشروع الفدرالي للأحزاب القومية الكردية فما بالك بالإعتراف بحق تقرير المصير لجماهير كردستان بانفسهم لذا اصبح واضحا بان امريكا وحلفائها سواء على الصعيد الداخلي العراقي او الخارجي ليس بمقدورهم و ليسوا عازمين تامين مصالح واهداف جماهير كردستان الكادحة.
إلا إن جبهة مناهضة الحرب لا تني تتسع بوجه الحرب و مجمل المرامي الأمريكية كماتتزايد السخط و القلق في كردستان و المنطقة بشكل عام .
إن جماهير الشعب الكردي تتطلع بعكس ذلك مع شعوب المنطقة و العالم إلى الحرية السياسية و حياة تليق بالإنسان المعاصر وإلى الرفاه و المساواة بين الجنسين و دحر الرجعية الإسلامية و إجتثاث سائر مخلفات الإضطهاد القومي لذا فإن القضاء علي النظام البعثي لا يعني من وجهة نظرهم سوى تحقيق تلك التطلعات .
لقد بادرنا كلفيف من العناصر التقدمية الكردية في استراليا و من منطلق الدفاع عن الأهداف المذكورة لجماهير كردستان بإطلاق اللجنة المناهضة للحرب و نعلن :
1 _ تتناقض الحرب الراهنة مع اهداف و تطلعات الشعب الكردي و العراقي و سائر شعوب المنطقة و العالم لذا ينبغي الوقوف بوجهها .فلا يحق لأمريكا او غيرها من الدول والأطراف شن الحرب بإسم جماهير كردستان او العراق ويشكل ذلك تجاوزا علي إرادتهم.
2 _ إن إحتلال العراق وإحلال نظام عميل لأمريكا محل الديكتاتورية الراهنة وكذلك تعاون قوى المعارضة العرقية مع تلك المساعي لا تخدم جماهير كردستان و العراق بل تؤدي إلي إستمرار و تقوية مسلسل الحروب و الكوارث الرجعية.
3 _ إن تحديد المستقبل السياسي للعراق و طبيعة نظامه السياسي وحل القضية العادلة للشعب الكردي تتقوم في النضال المستقل للشعب العراقي و الكردي بالتعاون مع الحركات التحررية في العالم .
تسعي لجنة مناهضة الحرب نحو تحقيق اهدافها وترويج رسالتها بالوسائل التالية :
1 _ المشاركة في المظاهرات والنشاطات المناهضة للحرب في استراليا ولفت انظار الراي العام والحركة المناهضة للحرب للأخطار الناجمة عن الحرب والسياسة الأمريكية علي شعوب العراق والمنطقة ومع اهدافهم الحقيقية.
التعاون و التنسيق مع المنظمات العمالية و التحررية واليسارية الإسترالية في هذا المجال .
تنظيم الإجتماعات و الندوات و اللقاءات مع الإذاعات ومحطات التلفزة ووسائل الأعلام الأخري ، إصدار البيانات و الكراريس بمختلف اللغات في استراليا وبين اوساط الجالية الكردية وبقية الجوال الإثنية وفي اوساط الراي العام وتنظيم الحملات السياسية بهذا الشان.
3 _ إقامة العلاقات مع القوى المناهضة للحرب و السيناريو الأمريكي الأسود والأطراف المتعاونة معها مثل تركيا علي صعيد كردستان و المنطقة بهدف تصعيد وتيرة نشاطنا و الدفاع عن الحقوق العادلة لجماهير كردستان .
4 _ القيام بحملات جمع التواقيع علي الصعيد العالمي ضد الحرب و المخططات الأمريكية والجرائم التي إقترفها النظام العراقي ونشرها في الجرائد العالمية و شبكات الإنترنيت.
5 _ إنعكاس الحركة العالمية المناهضة للحرب وكذلك نشاطات اللجنة في وسائل الأعلام و الأوساط الأخري داخل كردستان .
إننا ندعو وفي هذه المرحلة الحساسة في كردستان والمنطقة ، كل من يناهض الحرب الدموية الأمريكية في العراق و مجمل المدافعين عن الشعب الكردي و العراقي في سعيهم من اجل الحرية و الإنعتاق من شتى اشكال الإضطهاد ، بغض النظر عن انتماؤهم القومي او جنسيتهم ، للإلتفاف حول اللجنة و دعم مساعيها ساعين في الوقت ذاته في إستمرار نشاطنا المناهض للحرب الراهنة في المستقبل بصيغ اخري ضد مسلسل إستمرار المخططات الأمريكية في هذا المجال .
إن إنبثاق لجنة مناهضة الحرب في استراليا بوسعها ان تكون نموذجا ناجحا لمجمل الأطراف المناصرة للحرية بين اوساط الجالية الكردية في الخارج لحشد قواها لإنجاز تلك المهام المصيرية .
اللجنة التقدمية الكرديةالمناهصة للحرب
في استراليا
اذار 2003