فقدَ الهواءُ نقاءَهُ
والريحُ تراخَتْ أوصالَهَا
ارتطمَت في وجْهِ الوطاويطِ
وطاويطُ هذا العالم
تتحدّى عنفوانَ الريحِ
تريد أنْ تكسرَ أعناقَ الريحِ
ترشرشُ وساوسُها
بَيْنَ أجنحةِ الريحِ!
الشارعُ
يبكي
دماً
مَنْ أجَّجَ هذِهِ النيران الملتفَّة
حولَ خاصرةِ الصباحِ؟
من خلخلَ كلّ هذِهِ الأغصانِ؟
ضجرٌ من طعمِ الحنظلِ
يلتفُّ حولَ أوتارِ الروحِ
تَحَشْرَجَ الكلامُ في سماءِ الْحَلَْقِ
ولم يعُدْ للشهيقِ
شهقةَ الاشتياقِ
مَنْ رمى تلكَ الوردة
على قارعةِ البكاءِ؟ 13
آهٍ ..
فرَّت العصافيرُ
خوفاً من الضجرِ!
ما هذا النسيمُ الصاعدُ
نحوَ قبّةِ السماءِ؟
تفاقمَ حصارُ المجانينِ جنوناً
فتبخَّرَ الماءُ الزلال!
رصيفُ بيتِنَا العتيق مازالَ عتيقاً..
هلْ ما تزالُ أكوام الطينِ
تتناثرُ كاللآلئِ حولَ بيتيَ العتيق؟
لا تلمسوا طيني ..
إيّاكم أن تعفِّروا وجهَهُ بالاسفلت!
الطينُ أفضلُ عطاءً
هطلَ علينا من فوق..
الطينُ محرّكُ الكائنات
تَبَرْعَمَ مِنْهُ جَسَدَ الكائنات..
هل نحنُ البشر
فعلاً من الطين؟!
أهلا بكَ ياطين..
شحوبٌ طاغية
فوقَ جبهةِ المنازلِ
فوقَ أعناقِ المدائنِ
فوقَ أشجارِ التوتِ
في حوشِنَا الفسيح! 14
شحوبٌ ينخرُ جذوعَ الداليات
يتشرشرُ في جداولِ المياه
أنينٌ متواصلٌ
في قاعِ الزنازينِ
هرَّ وبرُ الأرانبِ
وبرُ السناجبِ
هرَّ العمرُ كأوراقِ الخريفِ
وقفَ الموتُ على قارعةِ الحياةِ
مهلّلاً لأطفالٍ
من لونِ البراعمِ
زمنٌ مِنْ لونِ الكآبةِ ..
مَنْ يستطِعْ أنْ يهدِّئَ
ضجرَ الروح؟! 15
..... ... ....... .... يُتبع
راجع ما فاتك من النصّ ( 1 ـ 12 ) على موقع الحوار المتمدِّن.
لا يجوز ترجمة هذا النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا باتِّفاق خطّي مع الكاتب.
ستوكهولم: كانون الثاني 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم