هند القهوجي
الحوار المتمدن-العدد: 1524 - 2006 / 4 / 18 - 11:46
المحور:
أوراق كتبت في وعن السجن
وراء القضبان
آه من الأطفال.. وآه من برائتهم..
ومن صفائهم وشفافيتهم
آه من وجوههم النضرة..ونظرتهم الصادقة..وقلبهم الأبيض
آه ..وآه .. وألف آه
اليوم جاءت أختي لزيارتي في السجن ,جاءت كطائرحزين
يحتضن صغاره تحت جناحيه
جاءت وكانت المفاجئه !
لأول مرة اشعر بالأرتباك والعجز .. وأمام من؟؟ أمام طفل الثماني سنوات
لأول مرة يعجز لساني عن النطق
تشربكت الأحرف وتأتأ اللسان و.. و..
نعم ..طفل الثماني سنوات.. يقلب كياني ويشل تفكيري(وأنا المناضله وراء القضبان)
بسؤاله الحزين البريىء :خالتو ليش حطك الشرطي بالحبس؟
كان يسألني وحزن قاس على وجهه ..ودموع تجول في عينيه.. ونظرة حارقة مؤلمة لعيني ..
اختل توازني وكدت أتهاوى لولا التحامي بالقضبان الباردة , هرول الشرطي صارخا
بوجه البراءة الطفولية: عمو اسكوت ويلا روح من هون
لم يتحمل الطفل هذه الإهانه وببراءة الطفولة أيضا صرخ في وجه الشرطي:
يا حمار ليش حابس خالتي بدي اخدها معي ..
ومد يده الصغيرة ليشدني من وراء القضبان لكن يد الشرطي كانت الأسرع والأقوى
والأوجع ونتره خارجا مع أهلي لتنتهي زيارتي وصدى سؤاله :
(خالتو ليش محبوسه؟)
دون جواب .
سجن قطنا 13/9/1984
#هند_القهوجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟