أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسعد عبدالله عبدعلي - عندما تنضج الكلمات














المزيد.....

عندما تنضج الكلمات


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 6118 - 2019 / 1 / 18 - 09:51
المحور: الادب والفن
    


عندما تنضج الكلمات

بقلم الكاتب/ اسعد عبدالله عبدعلي

ليلة الجمعة كنت في زيارة لمرقد الامام الكاظم (ع), كان الجو باردا, لكن مع هذا كان المكان مزدحما بالزوار, شاهدت شاب جالس قرب ضريح الامام موسى بن جعفر (ع) وهو يجهش بالبكاء, انصت اليه احاول ان اسمع كلمات القرب, ففي لحظات القرب تكون الكلمات اتم, فكان يقول:" اللهم تحاصرني أعين حاسدة وقلوبا حاقدة وانفس ماكرة وانا لا حيلة لي في رد كل هذا, اللهم بحق الامام الكاظم ابعدهم عني وعن من احب".
كانت كلمات صادقة وناضجة عبرت عن حالة اجتماعية لا يمكن تجاهلها, التمزق الاجتماعي, النفاق, الاحقاد, التحاسد, المكر, الخيانة, في مقابل هذا تواجد ايمان روحي يصرخ بوجه النفاق والعولمة والالحاد, ويحارب جيوش الشيطان والصخب الالكتروني.
احيانا عندما ننصت بعمق لما يقال حولنا, نكتشف عوالم تغيب عنا في زحمة ولادة الكلمات والحوادث.

• لا خسائر
السبت الماضي دعانا صديقنا علي الدراجي لوجبة كباب, فلبى كل الاصدقاء لحضور الوليمة, فالكباب لا يقبل اعتذارات, وقد انتبهت لصديقي محمود ويبدو عليه انه متعب ومهزوم نفسيا, بعد فشل مشروعه الاخير في افتتاح مكتبة, حيث لم يجن منها الا التعب واضاعة الجهد والوقت والمال, يلوم نفسه كثيرا على دخول تلك التجربة الفاشلة, ويعاتب اصدقاءه لان لا احد قدم له النصح.
في تلك اللحظة المنكسرة التي يعيشها محمود كان من بين الحضور رجلا عجوز, كان يوصل طلبية الكباب لبيت صاحب الوليمة, وكان ينصت لحوار محمود وتعاسته, فالتفت اليه وقال: " يا بني لا تقول ابدا انك خسرت, بل اعتبر تجربتك الفاشلة خطوة اولى للنجاح القادم, اشعر نفسك بالنجاح وستنجح".
توقف محمود عن الكلام, شكر العجوز على ما قال, بعدها اصبح محمود شخص ثاني, ما بقي من وقت الوليمة كان محمود يضحك ويحاور ويأكل الكباب بشغف, واخبرنا في النهاية انه يفكر بمشروع جديد.

• نصيحة
تتغير حالة عباس صديقنا الشاب الخجول, كلما مر من قرب دار فتاة احبها, لكن تزوجت غيره, لولا عسره في تلك الايام, وطلبات والدها التعجيزية لكانت الفتاة لعباس, كنا نفكر كثيرا بقصة صديقنا الحزين عباس ونقول لولا خجله الكبير لما فقدها, كان الموقف يتطلب بعض الغضب والتمسك بما يريد, الخميس الماضي كان عباس متعبا وهو يعيد شريط العام الماضي الذي شهد نهاية قصة عشقه الى الابد, لا يقبل النصح ويعيد الكلام عن تفاصيل الامس!
كان معنا في تلك الجلسة شاب فلاح من مدينة الكوت, وهو قريب لاحد الاصدقاء وحضر معه, اقترب من عباس وقال له: " نصيحة اخ لآخوه لا تراقب شيئا لم يعد لك, وفكر كيف تجد سعادتك, واخرج من سجنك الذي انت من صنعه, الحياة كبيرة لا تتوقف على شخص او حدث".
سكت عباس وهو ينصت بعمق لكلام الفلاح الشاب, واكد لنا انه سيعيد النظر بمواقفه, وشكر الزائر الغريب على عمق نصيحته, وهمس له بانه سيعمل بنصيحته.

• الخاتمة:
علينا ان ننصت لما يقال حولنا, فالكلمات التي تولد من حولنا بالملايين كل يوم, وهنالك بينها ما يبني جبلا شامخا, ومنها ما يصنع الحياة, وبعضها ما ينقذ الغريق من بحرا عميق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب والاديب اسعد عبدالله عبدعلي
العراق – بغداد
الايميل / [email protected]
الموبايل/ 07702767005
الفيسبوك/ https://www.facebook.com/alkatb.assad.abdall.abdali



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سفهاء بغداد والرصاص العشوائي
- ما علاقة القرود بالساسة العراقيين؟
- انتشار شرب الخمور, لماذا؟
- سوالف الباص عن الاحزاب
- قاعدة المجرب لا يجرب وحكم البصرة
- ضرورة ابعاد حكم البصرة عن الدعوة والحكمة
- الكتاب الوثنيون ورضا الاصنام
- احلام بسيطة مؤجلة وسلطة فاسدة ظالمة
- اغتصاب وتجنيد اجباري وازدحامات
- هل تعلم لماذا الحكومات العراقية ترفض حل ازمة السكن؟
- هل يمكن ان تكون في العراق معارضة سياسية؟
- ماذا بعد فضيحة بدل الايجار والمنحة؟
- جماهير الفيسبوك تقيل محافظ البنك المركزي
- -حماكة- في مقر رئيس الوزراء
- احذروا الناتو الشرق الاوسطي الجديد
- من هم اعداء الحسين في عصرنا الحالي؟
- جوامع مهجورة والطريق لإعادة احيائها
- تنبؤات سياسية وطلسم وكتاب قديم
- رئيس الوزراء الجديد وملف ازمة السكن
- الفرقة السيمفونية الوطنية العراقية تحت مطرقة الاهمال


المزيد.....




- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسعد عبدالله عبدعلي - عندما تنضج الكلمات