|
فراس السواح ومقصلة الثورة السورية
إياد الغفري
الحوار المتمدن-العدد: 6115 - 2019 / 1 / 15 - 18:21
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بالرغم من تحول بوصلة الثورة السورية ورغم أن معظم أيقوناتها التي مازالت تفسبك حتى أخر قطرة من بصاقنا قد نأوا بأنفسهم مؤخراً عن الإسلام السياسي والأخونة والجبهنة والنصرنة والدعوشة والدروشة، إلا أنهم لم يتخلصوا من الفيروس الأخطر الذي حملوه منذ انطلاق شرارة الثورة الأولى. الإقصائية. إقصاء الآخر المخالف، المقصلة التي لم تعرفها الثورة الفرنسية إلا بشكلها المجرد تحولت لأداة فكرية للإقصاء في أيدي ثوار المرحلة والنظام الذي قاموا للتخلص منه واسترداد مكاسبه لمصلحتهم.
منذ الأيام الأولى للحراك، نصب بعض الزعران أنفسهم روبسيبيرات وجدانوفات للثورة السورية، أصدروا قوائم عار، سحلوا بمعارضيهم الأرض... ولم تختلف أساليبهم عن أساليب النظام إلا في التوجه. اكتشفت قتاة الأورينت مؤخراً أن قطر ودعمها للإخوان كان خنجراً في ظهر الثورة السورية، ونحن نحسب الأورينت على الله محقة متجاهلين أن اكتشافهم هذا ما هو إلا لعق باتجاه الميسرة، لكون السعودية تقع على ميسرة من الإمارات والخليج الفارسي. المثقفون من جماعة "كل غرض بليرة" الذين أفرزتهم سوريا خلال العقد الماضي ابتعدوا عن أسلمة الثورة وكأن الإسلام هو جرب أصاب الثورة، لكنهم خجلوا كجموع الأمة من انتقاد الدين الحنيف مباشرة، بل حتى أنهم ما زالوا يزيتون المقصلة الثورية لقطع رأس كل من يتهجم على الإسلام... حتى ولو كان الأمر يتعلق برفض قبول صداقة المحجبات.
أنا لا أنفي ولا أؤكد أن فراس السواح قد كتب ما نسب إليه، فأنا لم أر الرجل يوماً.... لكني كجيلي أدين له بفضل أنه ساهم في تنويري وفتح آفاق الفكر والتفكير أمامي... في معمعة قذف المحصنات ورجم رافض صداقة المتأسلمات، انبرت مدققة لغوية نحسبها على الله صادقة لتلعن سنسفيل أم السواح وتتهمه بالنقل في كتبه التي أثرت المكتبة العربية... وتضع سطرين تحت النقل.... له أقول: أستاذ فراس السواح....مؤلم أن ترى شيئاً كهذا وهو يحاول تعليمك السباحة. ولها أقول: لا أدري إن كان السواح في حديثه عن جلجامش أو أخوان الصفا يمكن له تأليف نصوصهم... أنستي المحجبة الفاضلة.... بالطبع هناك نقل... وإلا لاضطر البعض لتأليف الآيات في معرض حديثهم عن الإسلام كيلا يتهموا بالنقل، أو باختراع الأحاديث... وهذا موضوع تم الاتفاق على عدم الخوض به بعد البخاري. الشاعرة "حيلا قصيدة بعشر ليرات" لا يمكن لها أن تنشر قصائدها لولا المأساة الثورية السورية التي جعلت من كل نغل أسداً من أسود آشور بجناحين من البازلت، ولولا المآسي التي نعيشها لكانت ما تزال تقبع في قبو مطبعة تنقح همزات القطع والوصل، ولما سنحت لها الفرصة أن تنز الشعر في عواصم العالم. **** فراس السواح ظهر مؤخراً في صورة جمعته بأدونيس "بعلزبول الثورة السورية" الذي وصم بتأييده للنظام، رغم أنه كان أول من طالب رأس النظام بالتنحي وبحل الحزب الحاكم.
هذا الظهور هيج قطعان الثورة لرجم السواح بالحجارة رغم أنه لم يتجاوز حدود حريتهخ الشخصية.
ملايين الصفحات والأفراد يرفضون صداقة السافرات، الليبراليين، "بني علمان" من الشوعة وأمثالهم من الدَرَاوِنة ممن زعموا أن أصل الإنسان قرد - وقانا الله وأياكم شرهم المستطير. لكن.... لا ينعب غراب واحد ضد هؤلاء، بينما الكل سحب سيفه الصدئ ليحز به رقبة السواح.
مرة أخبرت صديق لي بأن واحدة من أفضل 300 علاقة جنسية قمت بها كانت مع محجبة.... انتفض الأخ وصرخ وا معتصماه... لا يسلم الشرف الرفيع من القذى.... صحت به مستغرباً: - شبك معلم ليش زعلت... بعرف ما عندك أخوات بنات. - مو عيب تمارس الفاحشة مع محجبة... هي إهانة للإسلام. - طول بالك شريك، أنا قضيت وطري مع 299 وحدة مو محجبات....... وهنن كمان ما طلعوا زعلانين... ونلن مني إربهن. - تلك محجبة يجوز علبها الحزن... أما الباقيات فهن سافرات نلن ما استحققن. - أي حابب قلك يا شريك: .. ... على .. أخت ها ..... ......، لأن نتاج ها الفكر الخرى ما ممكن ينتج أكثر من داعش وصابر فلحوط وحسن البنا. **** عندما بدأت شرارة الحراك الشعبي بالتبلور تحركت القطعان في اتجاهات مختلفة، فالمرتزقة شنفوا آذانهم صوب الشرق والغرب ليسمعوا رنين الأصفر الرنان سواء أكان ليرة تركية، درهماً، ريالاً أم دولارا. جموع الجياع التي لم يبق لها ما تخسره تحركت لتقل لا، قطعان "مثقفي حيلا غرض بليرة" اتجهت للفيسبوك ولمنابر عزمي بيك وبني سعود.... والقلة ممن بقي لديهم شرف، حجوا إلى مصحات الأمراض النفسية لزيارة أو لإقامات طويلة الأمد.
فراس سواح كصاحبه أدونيس يتحملان وزر بعض مآسينا الكبار، رغم قناعتهم بوضعية الأديان السماوية، إلا أنهم لم يتمكنوا من القفز فوق جدار الرعب الذي شكل الدين الحنيف، بقي نقدهم لهذا الفكر الهمجي الذي لوث وجه البشرية محدوداً، مائعاً، رمزياً.... لم يقم واحد منهم بحمل فأس لكسر أصنام الديانات الإبراهيمية إسوة بابن عبد الله في الكعبة، بل جملوا صورة الإله بتغاضيهم عن انتقاده مباشرة وتوجيه ضربات الفأس لرأسه الصماء.
إياد الغفري – ألمانيا 15 كانون الثاني 2019
#إياد_الغفري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تشابه أسماء
-
السبعة وذمتها
-
كلمات عن رجال تحت الشمس
-
الماريشال
-
قولوا والله
-
دمشق - باريس - دمشق
-
مطولة تشرينية
-
صف حكي
-
من الفرات إلى النيل خواطر عن دولة إسرائيل الكبرى
-
الحوار المتمدن
-
الظريف والشهم والطماع
-
الثورة العاقلة
-
الإدمان
-
رسائل إلى سميرة (1823)
المزيد.....
-
بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة وحشية
-
رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا يعلق على فتوى تعدد الزوجات
...
-
مـامـا جابت بيبي.. حـدث تردد قناة طيور الجنة 2025 نايل وعرب
...
-
بابا الفاتيكان يصر على إدانة الهجوم الاسرائيلي الوحشي على غز
...
-
وفد -إسرائيلي- يصل القاهرة تزامناً مع وجود قادة حماس والجها
...
-
وزيرة داخلية ألمانيا: منفذ هجوم ماغديبورغ له مواقف معادية لل
...
-
استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان
...
-
حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان
...
-
المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
-
حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|