سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6115 - 2019 / 1 / 15 - 04:20
المحور:
الادب والفن
الشهداء يعودون هذا الاسبوع!
سليم نزال
لعل الدافع الذى ادى الى الكاتب الجزائرى الطاهر الوطار(1936.2010) ان يكتب هذه القصه هو ما راه من اوضاع الفساد التى و صلت اليها الجزائر بعد الثوره .القصه قصيره لكنها تحمل فى طياتها الرسائل الكثيره و تدفع القارى ان يفكر بعمق فى كل الذى جرى و يجرى.و لا اخفى انى عندما قراتها منذ بضعه سنوات لم اتمكن الا ان اسقطها على واقع ما زلنا نعيشه.
حلم الرجل العجوز سى العابد ان ابنه الشهيد سيعود هذا الاسبوع افرحه كثيرا. و اعاد اليه الامل فى رؤيه ابنه الشهيد.لكن سرعان ما يصطدم سى العابد بالواقع عندما يبدا باخبار الناس ان ابنه الشهيد عائد هذا الاسبوع.لا احد يريد للشهداء ان يعودوا .(منسق القسمه) الذى يتولى الان منصبا كان قد اخفى جنود الاحتلال فى بيته لمده شهر فكيف سيواجه الامر !!.
و كان( منسق القسمه) قد تلقى رساله من ابن العم عابد انه سيقتله على فعله الخائن.فكيف سيكون (منسق القسمه ) الذى يتمتع بامتيازات الان سعيدا بعوده الشاب الذى سيكشف عمالته؟.و قدور زميل ابن سى العابد الذى قال له ان ابنه قد مات فى لغم كيف سيواجه الموقفف ان عاد الشاب و اخبر بحقيقه بما حصل؟ . و اصحاب النفوذ الان فى الدوله الذين فى معظمهم لم يطلقوا رصاصه ضد الاحتلال, بل عمل بعضهم خفيه مع الاحتلال, كان اول من خاف من عوده الشهداء.قالوا لسى العابد سيكون الامر صعبا على ذوى الشهداء الذين سيخسرون مساعده الدوله!!!
. قالوا له ان الامر سيكون معقدا و يتطلب وقتا لاعاده تسجيل الشهداء احياء!!.لكن الحقيقه ان الجميع كان خائفا من عوده الشهداء. الامر الذى يلاحظه سى العابد عندما كان يخبر الناس فرحا بعوده ابنه, فلا يجد سوى الوجوم و الخوف و القلق على وجوه من يخبرهم . لان هؤلاء يعرفون قبل سواهم ما فعلوا اثناء الثوره.يعرفون انهم تسلقوا على دماء الشهداء و باسمهم حصلوا على ما حصلوا عليه من امتيازات .
فى قصه الشهداء يعودون هذا الاسبوع سعى من الطاهر الوطار ان يوظف فانتازيا عوده الشهداء ليكشف جبال الاكاذيب التى تم نسجها باسم الشهداء.انه يعرى ثقافه الكذب و النفاق و الادعاء التى سادت ما بعد انتصار الثوره الجزائريه .
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟