محمود كرم
الحوار المتمدن-العدد: 1523 - 2006 / 4 / 17 - 10:03
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
المعروف عن الشاعر ( عمر بن أبي ربيعة ) خبرته الكبيرة بشؤون الغرام والعشق وإلمامه بأدق التفاصيل المتعلقة بالمرأة ، ولكنه حينما يطلب من ( هندٍ ) برغبة التمنّي أن تمارس ( الاستبداد ) ولو لمرةٍ واحدة ، قد يبدو من حيث ظاهر الدعوة أنه يريد لها أن تُفتش في داخلها عن ( ذكورة ) الرجل المعروفة بالخشونة والاستبداد حيث يخاطبها بلسانهِ ( الرجل ) :
ليت هنداً أنجزتنا ما تعد ْ
وشفت أنفسنا مما تجد ْ
واستبدت مرةً واحدةً
إنما العاجز من لا يستبد ْ
يعرفُ جيداً ( عمر بن أبي ربيعة ) أن كل امرأةٍ تحمل في داخلها ( ذكورة ) إذا ما استثارت فإنها تتكامل بشكلٍ خلاق مع فطرة ( الأنوثة ) فيها ، مما يعني رفض المرأة للصورة النمطية السائدة عنها في العرف الإجتماعي ( البائد ) الذي يرى المرأة كائن ضعيف وهش ومستسلم ولا يُعرف عنه سوى التلقي والرضوخ ..
لذلك كانت دعوة ( عمر ) مناورة ومشاغبة منه لاستفزاز ( هند ) لكي تلتفت إلى حاجتها المشروعة لتفعيل خاصية ( الاستبداد ) الكامنة في أعماقها ..
وفي المقابل علينا أن ننفي عن ( المرأة ) تهمة ( الاسترجال ) حينما تميل إلى استنفار ( الذكورة ) في جانبها الآخر من طبيعتها الأنثوية ..
الاسترجال ( الأنثوي ) يأتي مكمّلاً لأنوثتها وتأكيداً لها وتعزيزاً لحالة ( الجاذبية ) الأنثوية التي تكتمل فتنةً في المرأة بحضور ( المستبد ) فيها ..
وكذلك الرجل هو الآخر تقبع في أعماقهِ ( الأنوثة ) ويستحضرها ليستحوذ احتوائياً حبيبة عمره ..
أعتقد إنها معادلة رائعة في التجاذب الفطري بين الرجل والمرأة ، حينما تأذن المرأة ( للذكورة ) في أعماقها أن تقضي على أية توجسات أو تلكؤات يقع فيها حبيبها ، وكذلك الرجل حينما يُطلق العنان لـ ( أنثاه ) القابعة في داخله لتشمل برعايتها ورقتها وزخمها العاطفي حبيبته ..
على ضوء ما سبق بتُّ مقتنعاً أن ( الحب ) يستقيم بـ ( الاستبداد ) الأنثوي الذي ينطوي على الدلالات الحسية والمعنوية المفعمة بروح الأنوثة الجميلة ..
#محمود_كرم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟