صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 6112 - 2019 / 1 / 12 - 19:45
المحور:
الادب والفن
رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب حول تجربتها الأدبيّة والنّقديّة والتّرجمة والتَّشكيل الفنّي
صبري يوسف
1ـ ماذا تعني لكِ اللُّغة، الحرف، الكلمة، الكتابة؟!
د. أسماء غريب،
اللّغةُ أسبَقُ مِنَ الحرف والكلمة، بلْ هيَ ليست بحاجة لهما تماماً، إنّهَا شأنُ الإنسانِ الدّاخليّ، وحديثُه الصّاخب أو الصّامتِ وإنْ كانَ أبكمَ أصمَّ. وما منْ كائنٍ حيّ على هذه البسيطة أو خارجَها أو داخلها أو حولَها إلّا ولهُ لُغَتُهُ، قُذِفتْ في جوفه منذُ أن تجلّى اللهُ بهِ ليُظْهِرَ لنا نفسَهُ ككنزِ الوجودِ الوحيدِ الأوحد. والكلُّ مِهذار، والكلُّ يُحَدِّثُ نفسَهُ بنفسِهِ وإن كان لا يعرفُ القراءة ولا الكتابة. لكنْ وإن كَثُر الحديثُ والكلامُ يبقى خيرُ كلامِ الإنسان التّسبيح، لأنّه لغةُ الكونِ بأسرِه، وحركتُه وعملُه، وهو الّذي به تدورُ الأفلاكُ وتتحرّكُ المحبّة، وينتشرُ النّورُ، ويُمْحَقُ الظّلام. والتّسبيح هو عملُ الإنسان الصّالح وسعيُه للخير في كلّ الأحوال والأكوان.
أمّا الحرفُ، فهو رسولٌ ونبيّ من أنبياء الله المُكَلّفين بِنَقْلِ رسالتهِ إلى العالمين كافّةً، وآدمُ هو سيّد الحروف الأوّل، به ظهرتِ الأسماءُ واكتملتِ العلومُ، وأزهرَ الكونُ وشَعْشَعَتِ المعارفُ، وأمّا الكلمةُ فهِي الرّسالةُ الكُبرى، وهي المسيحُ عيسى ابن مريم مصداقاً لقوله عزّ وجلّ في سورة آل عمران: ((إذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ)) (آل عمران:45)، أمّا الكتابة فهي كتابة الخالقِ فوق سِفر الكون بيده الكريمة، كتابة هي رديفة لفعلَيِ الخلق والتّخليق، بسرِّ، ((وإِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ)) (يس: 82).
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟