أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى لمباشري - صفقة خاسرة لن تقصم ظهر جمل المحامل















المزيد.....

صفقة خاسرة لن تقصم ظهر جمل المحامل


مصطفى لمباشري

الحوار المتمدن-العدد: 1523 - 2006 / 4 / 17 - 10:01
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في غمرة الانسحاق الجاثم على ذوات الفلسطينيين في هذا الزمان الأغبر, ونظرا للمكابدات المتتالية التي يتجرعون مرارتها بحكم الحصار المطبق حولهم نتيجة الوضع السياسي المترتب عن الانتخابات الأخيرة بالرغم من الطابع الديمقراطي الذي أطرها بشهادة جميع المراقبين, في ظل هذه المواضعات لم يكتف الشعب الفلسطيني من مواجهة هذا المد الطافح بالقسوة, ومقاومة كل أشكال القهر من تجويع وحرمان من أبسط ضروريات الحياة: الدواء, المواد الغذائية, التنقل داخل أرض الوطن, تلقي المساعدات ..., بل أصبح محتما عليه التفكير أساسا في الحصول على كسرة خبز بعد أن سدت في وجهه كل المنافذ, بدل التفكير في أساليب ناجعة لتحرير أرضه المغتصبة بعد أن جرب كل أشكال النضال حتى المملاة عليه دوليا من طرف الوصاة على هذا العالم الموبوء. إنها منتهى الخسة والعار والذلة والانبطاح حد التركيع بمساهمة الجميع سواء من أعلنوا عن مواقفهم صراحة إزاء السلطة الفلسطينية أو من يمارسون عملية التفرج, لا سيما ذوو القربى, على ما آلت إليه أوضاع هذا الشعب المجبول على العطاء الزاخر حد الفناء في سبيل تحرير أرضه, وتكنيسها من دنس الصهيونية. وسط هذا الزخم من التكالب على الشعب الفلسطيني تنفلت بين الفينة والأخرى بعض الممارسات اللا مسئولة تزيد الطين بلة, وتضاعف من معاناته.. ممارسات تنم عن كراهية, وسخط, وإيغال في تعميق الجرح الفلسطيني الغائر دون مراعاة لأوضاعه المتردية, أو اعتبارا لما يقاسيه طيلة ستة عقود. إحدى تجليات هذا الموقف المشين الحدث الذي فجره مؤخرا النجم الرياضي البرازيلي " رونالدينو " لاعب فريق " برشلونة " الإسباني عندما أقدم على منح هدايا تحمل توقيعه لأطفال إسرائيليين معتبرا إياهم « ضحايا التفجيرات والعمليات الإرهابية الفلسطينية » من خلل مبادرة وشراكة مع مؤسسة " عائلة " الإسرائيلية, وبذلك « قرر إعادة البسمة لهؤلاء الأطفال بمنح كل واحد منهم كرة وحذاء وقميصا له موقعا من طرفه...»- على حد تعبير أحد مسئولي المؤسسة الصهيونية إياها – مضيفا: « إننا ممتنون لما يقوم به " رونالدينو " من أجل إسعاد هؤلاء الأطفال ». يبدو من خلل هذا الحدث أن الصهاينة يحاولون استغلال أي شيء يخدم مصالحهم بتوظيف كل أشكال التحايل وأساليب المكر والخداع لإسقاط بعض الرموز, على مختلف المستويات, في مطبات لا يدرك كنهها من انطلت عليهم الخدعة الصهيونية كما هو الشأن بالنسبة ل " رونالدينو " الذي يدعي بأنه اطلع على تاريخ هؤلاء الأطفال [ الصهاينة طبعا ] ومعاناتهم مما حفز به إلى اتخاذ موقفه المشين إياه, في حين أن الوضع الكارثي للأطفال الفلسطينيين لم يثر إحساسه بالغبن والقهر والقمع المسلط عليهم من طرف الصهاينة, بمعنى أن إرهاب الدولة الصهيونية مشرعن دوليا وفي اعتقاد السيد " رونالدينو" الذي يبدو من خلل تصريحه أنه لا يفقه شيئا عن الصراع الفلسطيني الصهيوني. ترى’ من أملى على " رونالدينو " اتخاذ موقفه المنحاز إلى الصهاينة’ أهو التخاذل العربي العاجز عن مد جسور التواصل مع الشعوب بدل الأنظمة المعترفة أصلا بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإنشاء كيانه المستقل, التي يبدو أن دورها محدود جدا في التأثير على مواطنيها, لا سيما الرموز منهم ولو على المستوى الرياضي,؟ أم إلى حيوية الدبلوماسية الصهيونية التي لا تترك أية شاذة أو فادة لتمرير خطابها وإشاعة مغالطاتها وإذراف دموع التماسيح, مدعية أن الصهاينة يتخبطون في أوضاع مأساوية بحكم الحصار والتهديد الممارس عليهم من طرف دول الطوق العربي – بالرغم من فقدانها, أي دول الطوق, لأية مصداقية نتيجة التنازلات اللامحدودة التي أقدمت عليها بعد حصار بيروت مباشرة ؟ من المفارقات الغريبة كون مثل هذه الخزعبلات لا زالت تنطلي على الكثير رغم المعطيات الملموسة التي يفرزها الواقع بحكم طبيعة الصراع العربي/ الفلسطيني الصهيوني والمدة التي استغرقها. ومع ذلك تطالعنا بين الفينة والأخرى مجموعة مهاترات كلامية تتاجر بها الصهيونية ضدا على إرادة الشعوب وقضاياها العادلة, أو أن الدول المنحازة إلى مواقفها والمدافعة عن خروقاتها وتحديها للقرارات الأممية تضع ضمادة على عيونها وكأنها لا ترى ما يجري على أرض فلسطين المغتصبة بشكل يومي.
ندرك بالملموس أن " رونالدينو " لن يفقد شعبيته التي يحظى بها من طرف مجموعة من المتفرجين العرب بالرغم من موقفه المنحاز إلى الصهاينة, وكذا كراهيته للعرب – موقفه من الشاب المغربي الذي اقتحم الملعب وركع أمامه في إطار مقابلة " برشلونة " مع غريمها " ريال مدريد "[ وفق ما جاء على لسان جريدة " النهار المغربية " – 08/09/ 2006 ] شاهد إثبات على ذلك - لأننا مقتنعون أن هؤلاء المتهافتون على مقابلات " برشلونة " أو " ريال مدريد " بالخصوص أصبحوا أكثر اسبانية من الإسبانيين أنفسهم لاعتبارات تدخل فيها مجموعة عوامل ليس مجال الحديث عنها الآن. لذا لا نملك إلا رفع عقائرنا إلى السماء علنا نجد آذانا صاغية تستوعب دلالة الحدث المفجع ليستفيق ذووها من غفلتهم, ويستنهضوا هممهم, معيدين الاعتبار إلى ذواتهم, ومنتشلين إياها من شرنقة الذيلية, والاتكالية, والغباوة التي يحاول النظام العالمي الجديد, عبر وسائل الإعلام المتنوعة, إضفاءها علينا حد التضبيع. وما كرة القدم, بالرغم من أهميتها كفرجة, إلا أحد أشكال التضبيع والتضليل, والاستغفال, الممارسة علينا بشكل مكثف طيلة أسبوع بكامله بشكل متوال طوال السنة. هذا ما أشر عليه , مرة, المبدع الراحل " أحمد المجاطي " في أحد حواراته بمناسبة حفل التكريم الذي أقامته السفارة الإسبانية بالرباط بمناسبة نيله لجائزة " طارق بن زياد " من خلل ديوانه اليتيم " الفروسية ", حيث لم يحضر التكريم إياه أي صحفي بالرغم من أنهم توصلوا جميعا بدعوات خاصة نظرا لتزامن حفل التكريم إياه مع مقابلة في كرة القدم, قائلا ما معناه: حين تنتصر القدم على الرأس فتلك دلالة على إشراف المجتمع على الانهيار...
تبا ل " رونالدينو " وفنيته, وبراعته في ممارسة اللعبة طالما أنه لم يحترم إنسانية الإنسان, ولم ينحز إلى القضايا العادلة, كما هو شأن مجموعة من ممارسي اللعبة , إن مع الفلسطينيين, أو مع الدول الإفريقية, أو في محاربة " السيدا " أو دعم الأطفال المشردين أو غيرها من القضايا العادلة. واللعنة على كل من حاول حشر أنفه في قضايا لا يفقه عنها شيئا لاعتبارات خاصة, لا نظن أن الجانب المادي يشكل أحد المبررات الحافزة بهم إلى السقوط في أحبولة الإسفاف, والخزي والذل الذي سيظل لا محالة وصمة عار في جبينهم طوال حياتهم. وفي ما يخصنا, كعرب, وكشرفاء منحازين إلى جميع القضايا العادلة عبر مختلف بقاع العالم ضدا على السياسة الهمجية للإمبريالية, وربيبتها الصهيونية الهمجية, فإننا لن نغفر أبدا ل " رونالدينو ", وأمثاله من الأجلاف, والحثالات هكذا موقف متخاذل, غير عادل, منحاز إلى قوى البغي والطغيان وفرض سياسة الأمر الواقع لأننا من موقعنا المحدد أعلاه لن نركع, ولن نتراجع بالرغم من كل أشكال البطش, والطغيان والجبروت ما دامت القضية الفلسطينية " حالة عشق لا تكرر" إطلاقا في زمننا العربي الرديء هذا..




#مصطفى_لمباشري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغناء الشعبي الجاد والقصيدة الزجلية.. أية علاقة لأي أفق؟
- الشيخ امام أو ايقاع زفرات قلب جريح
- جدلية السخرية والانتحاب في ديوان حتيت بلا مغزل
- الشيخ امام او ايقاع زفرات قلب مكلوم


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى لمباشري - صفقة خاسرة لن تقصم ظهر جمل المحامل