صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 6111 - 2019 / 1 / 11 - 23:30
المحور:
الادب والفن
التقيتُ كبرئيلة وسوزان وعبد، ولوحاتي تبتسمُ لنا فرحاً،
كم فرحَتْ كبرئيلة لهذهِ البسمات المنبعثة من مهجةِ الألوانِ
38
كبرئيلة عبد برصوم بسمةُ فرحٍ في دنيا القصيدة
دمعةٌ سخيّة منسابة فوقَ خدودِ الحنين
سوزان أم كبرئيلة ينبوع حنان لوردتِها الطّافحة بالأمل
سوزان حرفٌ منساب معَ أبجدياتِ هذا الزّمن
رأتْ عبد منذ عقودٍ وأحبّته وأنجبَتْ منه زهرةَ الحياة
فهَمَتْ عبد كما تفهمُ عازفةُ النّاي ألحانَها
كم من الحوارِ والهدوءِ والوعي حتّى حلَّقَ النّورسُ عالياً
سوزان إنسانة طموحة معجونة بأسرارِ الحياةِ ومذاقِ الحرفِ
عبرَتِ البحارَ بحثاً عن شهقاتٍ نديّةٍ معبّقةٍ بالفرحِ
كم من الأفراحِ والأحزانِ عبرَتْ دنيانا في منعطفاتِ العمرِ
التقيتُ كبرئيلة وسوزان وعبد ولوحاتي تبتسمُ لنا فرحاً
كم فرحَتْ كبرئيلة لهذهِ البسمات المنبعثة من مهجةِ الألوانِ
الحياةُ نسمةُ حبٍّ، فرحٍ، بَحْثٍ عمّا يجولُ في مرامي الخيالِ
نحنُ حالةُ انبعاثٍ من اخضرارِ الأرضِ وشهيقِ الحياةِ
تناغمَ عبد برصوم معَ ألقِ الطُّموحِ بعيداً عن لغةِ الأحلامِ
ما كان عبد يؤمنُ بالأحلامِ ولا حلِمَ أبداً
أدهشني تصريحُهُ هذا فجحظَتْ عيناي بكلِّ اندهاشٍ
أفهمُ منكَ أنَّكَ لم تحلمْ ليلةَ البارحة حلماً ما
قهقهَ بأعلى صوتِهِ مؤكِّداَ أنَّ لا مكان للحلمِ في مخياله
قاصداً خلالَ النّومِ العميقِ
لكنّهُ كانَ لهُ طموحاته الحلميّة في الحياةِ
اعتبرَ الحلمَ ضرباً من الأماني غير المتحقِّقة
فلم يبحثْ أبداً عن الأماني الّتي لا تتحقَّقُ ..
سعى طوالَ عمرِهِ إلى تحقيقِ أمانيهِ
بعيداً عن رومانسيّةِ الأحلامِ
قالَ لي، عندما لا يؤمنُ الإنسانُ بالحلمِ فلا يحلمُ
يا شيخ أنا أعيشُ على الأحلامِ
أنا حالة حلميّة مفتوحة الآفاقِ
ضحكَ من أعماقِهِ قائلاً هكذا تبدو لي فعلاً يا صديقي
ولماذا أنتَ لا تحلمُ، أيوجدُ أجمل من الحلمِ؟!
أنا لا أحلمُ لأنّني أحقِّقُ الحلمَ عبر طموحاتي
على أرضِ الواقعِ
هذا هو الفرقُ بيني وبينَ مَنْ يحلمُ
مُعلِّقاً نجاحه وآماله على الحلمِ!
4 . 10 . 2018
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟