أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - مُلوِّن في زمن الحرب لكاظم صالح ينتزع جائزة الجزيرة الخاصة: شريط قصير يراهن على الصورة، ولا يعوّل على التقنية السردية















المزيد.....

مُلوِّن في زمن الحرب لكاظم صالح ينتزع جائزة الجزيرة الخاصة: شريط قصير يراهن على الصورة، ولا يعوّل على التقنية السردية


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1523 - 2006 / 4 / 17 - 10:17
المحور: الادب والفن
    


ضمن فاعليات الدورة الثانية لمهرجان الجزيرة الدولي للإنتاج التلفزيوني 2006، إشترك المخرج العراقي كاظم صالح بمسابقة " أفلام المخرجين المستقلين العرب " التي تضمنت " 24 " فيلماً تسجيلياً طويلاً وقصيراً. وقد فاز فيلمه الموسوم " مُلوِّن في زمن " بجائزة خاصة"، كما فاز فيلم " الدقة الرقمية في ترتيب المُصحف " للمخرج المصري إيهاب ممدوح أحمد بجائزة مماثلة، بينما إنتزع الجائزة الذهبية للفئة ذاتها فيلم " أرض النساء " للمخرج اللبناني جان شمعون، ونال الفضية فيلم " ريتشيل كوري " للمخرج الفلسطيني يحيى بركات، وحصل على البرونزية فيلم " جميل شفيق " للمخرجة المصرية علية البيلي. يا ترى ما الذي دفع لجنة التحكيم لإسناد هذه الجائزة " درع الجزيرة " إلى فيلم " مُلوِّن في زمن الحرب "؟ هل أن السبب يكمن في ثيمة الفيلم، أم في تقنيته، أم في مزجه بين عدة أجناس فنية، أم في نَفَسه التجريبي، وإعتماده على لغة الصورة أكثر من تعويلة على الكلمة المنطوقة؟ في هذه الدراسة النقدية سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة التي دفعت بهذا الفيلم التسجيلي إلى الواجهة، ولفتت إليه الأنظار بقوة.
لا بد من الإشارة أولاً إلى أن المخرج كاظم صالح قد كرّس جزءاً كبيراً من تجربته الفنية إلى المسرح. وكما هو معروف في الوسط المسرحي العراقي فإن كاظماً هو خريج معهد الفنون الجميلة في بغداد عام 1971، قسم التمثيل والإخراج المسرحي، ولكنه بعد سفره إلى الخارج نال دبلوماً آخر في الإنتاج التلفزيوني من الدنمارك عام 1988. وقد توزعت إهتماماته منذ بدء تجربته الإبداعية بين الإذاعة والتلفزيون والسينما، ولعل أبرز أعماله المسرحية هي " الملاك يأتي إلى بابل " 1991، " كلكامش " 1993، " شهرزاد " 1994، و " العيون السود " لروبرت شنايدر 2000. كما شارك في تمثيل عدد من الأفلام الدنماركية من بينها " حفل زفاف المصور "، " جارتي الجميلة " و " بارانويا ". أما بصدد تجربته الإخراجية في مضمار السينما فقد أنجز عدداً من الأفلام الوثائقية القصيرة التي يغلب عليها الطابع التجريبي كما هو الحال في فيلم " ملوِّن في زمن الحرب " والذي يرصد من خلاله تجربة الفنان التشكيلي العراقي جبر علوان، المقيم في روما منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وقد جاء التركيز في هذا الفيلم تحديداً على أحد المعارض الشخصية التي اقامها الفنان جبر علوان في روما والذي كان موضوعه يتمحور حول ثيمة " الجمال والحب " هذه الثيمة الأثيرة لدى الفنان والتي إشتغل عليها سنوات طوالاً. وعلى رغم من أن تجربة الفنان جبر علوان كبيرة، ومهمة في المشهد التشكيلي العراقي إلا أن الفيلم يكتسب أهميته من الرهان على الجانب التقني، ومن التعويل على الجانب البصري، فالسينما هي أولاً وأخيراً خطاب بصري، وليس سرداً لقصة أو حكاية أو مأثرة ما، وحتى لو كانت كذلك فالسينما تفضل الإعتماد على المفردة البصرية أكثر من إعتمادها على اللغة المنطوقة. وهذا ما يفسّر لنا سر الجملة الطويلة الواحدة التي تفوّهت بها الشخصية الرئيسة في الفيلم، مع الأخذ بنظر الإعتبار أن فيها مقتبساً لقصيدة مركزة ومكثفة للشاعر جاك بريفير الذي قال " كلنا سنموت، أنا والملك والحمار. الحمار من التعب، والملك من الضجر، وأنا من الحب! "، بل أن الجملة الأساسية التي تنتمي إلى جبر علوان هي التالية: " الحب هو كل شيء. الحب هو اللون بالنسسبة لي . . هو المرأة . . هو الحياة . . هو الموسيقى. إن أحببت ترى الأشياء جميلة." وعلى رغم من عمق هذه المعاني، وقوة دلالتها وإيحائها إلا أن المخرج لم يُرد أن يعول على تقنية السرد في توضيح أبعاد التجربة الفنية لجبر علوان. لقد أفاد كثيراً من المعاني الإيحائية لمفردات من قبيل المرأة، واللون، والموسيقى، والحياة، والحب، وما إلى ذلك، لكنه كان ميّالاً لتجسيدها عبر تقنية الصورة، وما تنطوي عليه هذه الصورة من قوة وفاعلية وحضور آسر، إذا ما أحسن المخرج توظيف المعطيات الكامنة في الفن البصري، الذي يبز ويتجاوز الفن السردي بمسافة كبيرة.
إن إنتباهة المخرج كاظم صالح إلى أهمية اللون في تجربة الفنان جبر علوان كان على قدر كبير من الذكاء لأنها تكشف عن الحس النقدي للمخرج الذي عرف، سواء بمجساته الداخلية، أو من خلال الإستعانة بآراء بعض النقاد التشكيليين، أو من خلال إستدراجه للفنان نفسه الذي ربما يكون قد أباح له ببعض من اسرار مهنته الفنية، فإن اللون، والتقنيات المستعملة في تنفيذه، تشكل محوراً أساسياً من محاور التجربة الفنية لجبر علوان، بل أن جزءاً كبيراً من الطاقة التعبيرية في أعمال جبر علوان الفنية تكمن في التقنية اللونية التي تلغي آلية التشخيص، لتقذف بالعمل الفني إلى فضاء التجريد التعبيري والغنائي في آن معاً. من هنا تأتي أهمية العنوان الذي إختاره المخرج، ودقته، ونجاحه لإرتباطه الوثيق بعمق الدلالة التي يتضمنها الفيلم برمته. فطوال " 14 " دقيقة وهي مدة الفيلم الكاملة لم نسمع من الشخصية الرئيس سوى الجملة آنفة الذكر، كما نسمع أغنيتين إيطاليتين تضعنا في دائرة النشوة والتطريب حتى من دون أن نفهم معانيهما، وهذا يؤكد لنا بأن التجريد ممكن أن يُفهم من خلال المشاعر والإحاسيس الداخلية للإنسان في لحظة إنغماسها، وتأملها، وإحتدامها، وتجليها. كما لعبت المؤثرات الصوتية دوراً كبيراً في إغناء الفيلم وإثرائه، بل وتوتره في كثير من الأحيان. وهنا تكمن أهمية البراعة الفنية في إستعمال الموسيقى في مكانها الصحيح الذي لا يحتمل الخطأ، فهذه المزاوجة الناجحة بين الصورة أو الحدث والموسيقى تحتاج إلى حس سمفوني لا يخطأ. وأنا لا أريد القول بأن الفيلم كان مكتملاً، وخالياً الهنات أو الأخطاء، فهو من نتاج كائن بشري يمكن أن يصيب ويخطأ، كما أن للذائقة الفردية هفواتها، ولكن السياق العام الذي خلقه الفيلم كان حرياً بالنجاح الذي أفضى إلى فوزه بجائزة يستحقها عن جدارة حتى وإن كانت " خاصة " وخارج إطار الجوائز الثلاث المجسمة، الذهبية، والفضية، والبرونزية، حتى لتوحي الجائزة الخاصة وكأن المخرج قد إستحق الفوز بالجائزة التجريدية العصية على الإمساك، أكثر من الجوائز التشخيصية، المجسمة، واضحة المعالم التي يمكن للفائز أن يتحسسها بأطراف أصابعه بخلاف الجائزة التجريدية التي لا يمكن ملامستها إلا بأصابع الحلم المرهفة.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في شريط - قطع غيار - لجمال أمين: كائنات معطوبة، فقدت الأمل ب ...
- وفاة الكاتب الهولندي المثير للجدل خيرارد ريفه: موضوعاته المف ...
- الفيلم التسجيلي - السجين رقم 345 - والإنتهاكات المروّعة لحقو ...
- راشيل كوري.. ضمير امريكي ليحيي بركات: شريط تسجيلي يوثق لسياس ...
- مهرجان الجزيرة الدولي الثاني للإنتاج التلفزيوني يعلن عن: ولا ...
- إختتام الدورة الثانية لمهرجان الجزيرة الدولي للإنتاج التلفزي ...
- المخرج الأردني محمود المسّاد: تجربة التمثيل مهمة بالنسبة لي، ...
- في الدورة الثانية لمهرجان الجزيرة للإنتاج التلفزيوني
- مجلة المصير في عددها المزدوج الجديد: ملف خاص عن مهرجان روترد ...
- الأبعاد الرمزية وترحيل الدلالة في فيلم - أحلام - لمحمد الدرا ...
- عدد جديد من مجلة - الألوان الكونية - المتخصصة في الفن التشكي ...
- صدور العدد الثاني من مجلة سومر
- شريط - عراقيون وسينما - للمخرج خالد زهراو: محاولة لرسم معالم ...
- في فيلمه التسجيلي - السويس... الذاكرة المنسية -:المخرج أحمد ...
- الفنانة العراقية عفيفة العيبي في معرضها الجديد: هيمنة الفيكر ...
- المخرجة الإيرانية سبيدة فارسي في فيلمها الروائي الثاني - نظر ...
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: أشعر بأننا لم يعد لدينا ما نر ...
- مذكرّات - وصمة عار - للباكستانية مختار ماي التي تعرضت للإغتص ...
- وصمة عار - باللغتين الفرنسية والألمانية في آنٍ واحد: قصة حيا ...
- ورشة عمل للصحفيين العراقيين في هولندا. . . آراء وتوصيات


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - مُلوِّن في زمن الحرب لكاظم صالح ينتزع جائزة الجزيرة الخاصة: شريط قصير يراهن على الصورة، ولا يعوّل على التقنية السردية