صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 6110 - 2019 / 1 / 10 - 21:14
المحور:
الادب والفن
عبد برصوم زرعَ حرفاً باهراً فوقَ جِلْدِ الحياةِ،
غاصَ عميقاً في رصانةِ الحرفِ بحثاً عن صفوةِ الإبداعِ
34
غربةٌ موجعة بعثرتْنا على وجهِ الدُّنيا
تهْنا في أقاصي القارّاتِ من حيثُ لا ندري
كيفَ يعيشُ المرءُ غربةً مميتةً
دون أن يضعَ حدَّاً لهذا الشَّقاءِ؟!
من سماءِ ديريك إلى أميريكا إلى كندا إلى أوروبا
إلى منعرجاتِ أصقاعِ الأرضِ بكلِّ أنواعِ الانشراخِ
رفعنا رايةَ العبورِ في أعماقِ متاهاتِ المدائنِ
فريال برصوم ينبوعٌ من الحنينِ والأنينِ
تعبرُ البحارَ معَ شريكِ الغربةِ سمير خوكاز
سمير يا حاملَ الأسى في دروبِ غربةِ الرّوحِ
يهاجرانِ من ربوعِ ديريكَ إلى رُبى ألمانيا
حيثُ لغةُ الأوجاعِ تزدادُ وجعاً يوماً بعدَ يومٍ
يموتُ الأحبّة ولا نراهم فتطفحُ
من مآقينا دموعُنا السّاخناتِ
يولدون ويكبرون ويتزوّجون واحداً واحداً ولا نراهم
إنّي أرانا في متاهاتِ غربةٍ محفوفةٍ بغرباتٍ لا تُحصى!
عبد برصوم زرعَ حرفاً باهراً فوقَ جِلْدِ الحياةِ
غاصَ عميقاً في رصانةِ الحرفِ بحثاً عن صفوةِ الإبداعِ
تأمَّلَ في أمواجِ البحرِ مستوحياً
من نقائِها رحيقَ الاخضرارِ
كم كنتَ رهيفاً شغوفاً في مناغاةِ لغاتِ الأرضِ
كم طنَّتْ أذنُ فريال وأنتَ تناجيها عبرَ خيوطِ الحنينِ
كم ذرفتْ مقلتا فريال أسىً بعدَ رحيلِ شقيقِ الرّوحِ
كم من الآهاتِ اجتاحَتْ قلب سورج المليء بأنينِ الآلامِ
بكى فادي من أعماقِ الرّوح على خالٍ موغلٍ
في بهاءِ الأزاهيرِ وشموخِ السَّنابل
غاصَتْ دارين في بحارِ الأحزانِ من قساوةِ الانكسارِ
تهاطلَ لهيبُ الاشتعالِ فوقَ وجنتَي إينوليا
من اندلاعِ اللَّظى
كم حكينا عن تيهِنا في الحياةِ عبرَ رحلاتِ الشَّقاءِ
كم جفَّتْ أشواقُ الحنين في مآقينا
وعلى انسيابِ هبوبِ نسيمِ الصَّباحِ دندنْتَ أغانينا!
30 . 9 . 2018
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟