فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 6110 - 2019 / 1 / 10 - 21:12
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
مع إستمرار إنتفاضة الشعب الايراني التي إندلعت في 28 کانون الاول2017، وإستمرارها في النشاطات الاحتجاجية المتواصلة وعدم إکتراثها بکل التهديدات والضغوط من جانب سلطات نظام الفاشية الدينية الاجرامية، ومع إن الشعب يواجه البرد القارص وشحة المواد الغذائية خصوصا وإن معظمه صار يعيش تحت خط الفقر بإعتراف الملالي أنفسهم، إلا إنه يصر على مواجهة النظام الذي مل من وعوده وأکاذيبه ويخرج الى الشوارع والساحات والاماکن العامة على الرغم من ظروفه المعيشية الصعبة والبرد القارص، فهو يريد أن يضع حدا لهذا النظام ويٶسس لنظام سياسي جديد يعبر عن إرادته ويعکس ويجسد طموحاته وأمانيه.
إيران التي يعيش شعبها على أرض تزخر بثروات وإمکانيات معدنية وزراعية وطبيعية هائلة، کان يجب أن يعيش شعبها في ظل ظروف وأوضاع أحسن من الظروف الحالية بکثير، ولکن المثير للسخرية أن الشعب الذي ثار على النظام الملکي، فإن ظروفه وأوضاعه المعيشية قد صارت أسوء بکثير من أوضاعه وظروفه المعيشية الحالية ولذلك فإن عزمه على تغيير هذا النظام قد صار أمرا مفروغا منه ولاعودة فيه ولهذا فإن الانتفاضة مستمرة دون توقف حتى تحقيق أدافها وغاياتها، ذلك إن نظام الملا والعمامة المشبوهة لايختلف عن نظام الشاه والتاج.
الانتفاضة التي تستمر بشکل إحتجاجات يومية من قبل معظم الشرائح والاطياف الايرانية وترافقها نشاطات معاقل الانتفاضة، تأتي بعد نشاطات وفعاليات وتحرکات مستمرة ودٶوبة للمقاومة الايرانية على مختلف الاصعدة، هي في الحقيقة رد على سياسة النظام النظام والنهج الذي إتبعه ويتبعه في التعامل مع الشعب والذي يساهم عاما بعد عام على إزدياد الاوضاع وخامة في إيران على مختلف الاصعدة، ولاغرو من إن إشتداد الانتفاضة هو في حد ذاته يجسد الموقف الحقيقي والواقعي للشعب الايراني، وإن مزاعم النظام بأن الانتفاضة قد تم إخمادها وإن الامور کلها طبيعية، أمر مثير للسخرية ومحاولة بائسة ومفضوحة من أجل إنقاذ نظام صار قاب قوسين أو أدنى من مواجهة مصيره الحتمي بالسقوط.
نظام الملالي وبعد أن وصل الى طريق مسدود وتأکد من إن الشعب والمقاومة الايرانية عاقدا العزم على إسقاطه وإنهاء حکمه القمعي المقيت، فإنه يلجأ الى مختلف أنواع الطرق والاساليب الملتوية من أجل الحيلولة دون سقوطه وإطالة أمد بقائه لعله يجد ثمة حل له ولکن وفي ضوء وظل الظروف والاوضاع الحالية والذي تداعى ونجم عن ما جرى في العام الماضي بشکل خاص، فإنه لايوجد أي أمل ومتنفس لهذا النظام کي ينجو بجلده مرة أخرى فهذه المرة کل الطرق تقود الى هاوية سقوطه الحتمي.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟