صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 6110 - 2019 / 1 / 10 - 14:13
المحور:
الادب والفن
كُنْ شجرةَ خيرٍ وحبٍّ معرَّشٍ في أعماقِ السَّلام،
كما كانَ عبد برصوم مُحِبّاً للعطاءِ للخيرِ وبهاءِ الوفاءِ
31
الموتُ آتٍ أينما كنّا في أعماقِ الحلمِ وفي أوجِ الحنينِ
الموتُ خميرةُ الأرضِ وضياءُ سموّ السَّماءِ
لا ينجو منهُ أحدٌ حتَّى ولو كان في أقاصي العراءِ
الموتُ صديقُ الإنسانِ وكلّ الكائناتِ
حالما تولدُ أيّها الإنسان تحملُ موتَكَ فوقَ منكبيكَ
لسْتَ أكثرَ من ضيفٍ عابرٍ فوقَ طينِ الحياةِ
لستَ أكثر من ضيفٍ تائهٍ في دهاليزِ السَّرابِ
ما فائدةُ أنْ نملكَ قصورَ الدّنيا وأبراجَ العالم
طالما حشرجةُ الموتِ تتربَّصُنا في الانتظارِ؟
أينَ المفرُّ من شهقةِ الموتِ الأخيرة؟
لا تَكُنْ غدَّاراً أيُّها الضَّيف العابر على وجهِ الدُّنيا
أيُّها الإنسان الغائص في متاهاتِ الأرضِ
لِمَ كل هذا اللّهاث خلفَ قشورِ الحياةِ؟
وحدَها المحبّة تعطي لرحلةِ العمرِ معنىً للحياةِ
وحدَها الكلمة الطَّيبة تمنحُكَ إشراقةَ فرحٍ
وحدَها أجنحةُ السَّلامِ تغمرُكَ غبطةً مدى العمرِ
كُنْ حرفاً محبوكاً ببراءةِ الأطفالِ
كُنْ حكيماً عاقلاً مجنّحاً نحوَ هلالاتِ القصائد
كي لا تهربُ منكَ تجلّياتُ حبرِ القصيدة
كُنْ صديقَ الشّمسِ وهفهفاتِ النَّسيمِ!
لا تكُنْ مرائيَّاً منافقاً بألفِ وجهٍ ووجهٍ
النّفاقُ يقودُكَ إلى شهقةٍ مريرةٍ مُحَشْرَجةٍ بالاختناقِ
كُنْ شجرةَ خيرٍ وحبٍّ معرَّشٍ في أعماقِ السَّلام
كُنْ كما كانَ عبد برصوم
مُحِبّاً للعطاءِ للخيرِ وبهاءِ الوفاءِ!
كنْ حليماً وديعاً مخضوضراً كأشجارِ الزّيزفونِ
كُنْ صافياً صفاءَ نُسيماتِ الصَّباحِ
كُنْ سنلبةً شامخةً فوقَ خدودِ الدُّنيا
الحياةُ هبةُ السّماءِ للإنسانِ المخضوضرِ على الأرضِ
فكُنْ خيرَ عطاءٍ في وئامِ الإنسانِ معَ أخيهِ الإنسانِ!
27. 9 . 2018
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟