صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 6109 - 2019 / 1 / 9 - 14:35
المحور:
الادب والفن
عبدالأحد برصوم محاورٌ من وزنِ مفكَّرٍ موزونٍ بميزانِ الذَّهبِ الصَّافي
24
خيّمَ صمتُ الأنينِ فوقَ ليلي الغارقِ في الجراحِ
فجأةً غابَ عن ناظري صديقٌ مجذّرٌ بوهجِ الإبداعِ
رحلَ بصمتٍ مهيبٍ كأنّهُ حلمٌ مفتوحٌ على فراديسِ الذَّاكرة
فاجأَ الأصدقاءَ والصَّديقات بهذا الرَّحيلِ المريرِ
تشمخُ قامتُهُ وهو في أوجِ قيافته أمامَ الأحبّة
كيفَ اختفَتْ تلكَ البسمة وهو في أزهى لياقته؟!
أجرينا حواراتٍ عميقة عمقَ البحارِ
رحلَ صديقُ الكلمة والنّغم والفن والإبحار في لبِّ العلومِ
رحلَ صديقُ غربتي الَّذي هبط عليَّ ضيفاً مدلَّلاً
وإذ به يزدادُ غوصاً في الهبوطِ والحوارِ والتَّحليلِ
محاورٌ من وزنِ مفكَّرٍ موزونٍ بميزانِ الذَّهبِ الصَّافي!
لا حشوَ في كلامِهِ .. ولا فضولَ في مراميهِ
يكتبُ القصيدةَ كمَنْ يقبِّلُ وردةً في أبهى الرَّبيع
يصيغُ حرفَهُ كأنّه يشمُّ أنثاه بينَ مروجِ العشقِ ..
عبد برصوم رحلةُ إبداعٍ في زمنٍ مخلخلِ الأجنحة
عَبَرَ هذا الزّمن على متاهاتِ غربةٍ مفتوحةٍ
على أقاصي الدُّنيا
كم من الغربةِ وكم من الآهاتِ
حتَّى انبلجَت القصيدةُ من لظى الاشتعال!
حملَ أفكاراً معشَّشة بأسئلةٍ لا تموجُ على بال
نظرَ إلى ماضيه فوجدَ نفسه غارقاً في هديرِ الأحزانِ
لماذا مبدعو هذا الزّمان وكلّ الأزمنة يعيشون في حالةِ أسىً
كأنّهم جاؤوا للحياةِ من أجل الاِنغماسِ في أنينِ الحياةِ؟!
عاشَ في رحلةِ بحْثٍ عن سموِّ الفكرِ
منتظراً أن يرى الإنسانَ كائناً منافِساً في منابرِ الإبداعِ
آلمهُ جدَّاً أن يرى الإنسانَ غائصاً في قشورِ الحياةِ
تاركاً أرقى الأهدافِ تموتُ عندَ مفارقِ الطرُّقاتِ
عبد برصوم حلمٌ مفروشٌ على ذاكرةِ مَنْ عرفَهُ معرفةً عميقةً
رحلَ عبد بعدَ أن تركَ خلفهُ سؤالاً مفتوحاً على هضابِ الحياةِ
إلى أينَ تسيرُ أيّها الإنسانُ الغائرُ في آفاقٍ مكلَّسةٍ بالتُّرَّهاتِ؟!
20 . 9 . 2018
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟