صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 6109 - 2019 / 1 / 9 - 01:59
المحور:
الادب والفن
عبد برصوم شجرة متعانقة باخضرارِ الحياة
تشمخُ أغصانُ رؤاه متوغِّلاً في الأزمنة السَّحقية
منطلقاً من أزمنةِ اكتشافِ النّارِ
من خلالِ قدْح شراراتِ الحجرِ
مروراً بكلِّ عصرٍ من العصورِ
حتَّى وصلَ الإنسان إلى اِكتشافِ
علوم الفلكِ وأعماقِ البحار
عبد برصوم رؤية محرقيّة صائبة
في كيفيّةِ سيرورةِ الحضارات
امتلكَ نظرةً ثاقبةً
في تحليلِ تشكيلِ الكائن الحي: الإنسان
توغَّلَ عميقاً في حركةِ التّاريخِ البشري
مطَّلعاً على تسلسلِ الحضاراتِ
ابتداءً من عصرِ التّدوين
حتَّى آخر ما توصَّل إليه اكتشافات غزو الفضاءِ
كم كانَ مجنَّحاً نحوَ التَّأمُّلِ والتّفكيرِ الحرِّ
بعيداً عن لغةِ المجاملاتِ
لا تركنُ رؤاهُ لأيِّة ظاهرةٍ إلَّا من خلالِ العقلِ
وحدَهُ العقلُ مسارُ خطِّهِ في الحياةِ
بحثَ طوالَ عمرِهِ عن أعماقِ المعرفة
وأرقى تجلِّياتِ الإبداعِ
كانَ عصاميِّاً يرضى بأبسطِ احتياجاتِ الحياةِ
مرهفُ الإحساسِ والإصغاءِ
خلالَ الحوارِ والاِستراحاتِ
كنتُ قادراً على إضحاكِهِ
إلى درجةِ القهقهاتِ
رغمَ أنّه كانَ في أوجِ معاناتِهِ واِنكساراتِهِ
عندما كانَ يغوصُ في الضّحكِ
وأنا أسردُ له قصصاً عن قفشاتِ والدي
سرعانَ ما كنتُ أقلبُ عليهِ قائلاً
يا شيخ كافٍ تضحك
كأنّكَ لم ترَ ضحكاً في حياتِكَ
هلكتنا في ضحكِكَ المتواصل!
يعودُ ويضحكُ من جديدٍ
مُندهشاً لاندهاشي على ضحكِهِ قائلاً
أمرَكَ عجيب فعلاً
أنتَ تضحِّكني وأنتَ تلومُني بنفسِ الوقتِ!
في هذه النّقطة
معكَ حق فعلاً يا عبد
أفحمتَني بقوّة
وحالما يجدُ الكرةَ في ملعبِهِ
يقولُ أيوه اعترف أنّك تظلمني
حتّى وأنا أضحكُ وفي كامل بهجتي وابتهاجي
ثمَّ نعودُ ونغوصُ معاً في عذوبةِ القهقهاتِ!
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟