ابراهيم الجندي
صحفي ، باحث في القرآن
(Ibrahim Elgendy)
الحوار المتمدن-العدد: 6107 - 2019 / 1 / 7 - 17:30
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الحلقة الحادية و الثلاثون : البقرة 215- 225
215 - يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ
1- سبب النزول : عمرو بن الجموح سأل النبي .. مالي كثير فعلى من أنفق؟ فنزلت / القرطبي
2- النسخ : نسختها آية الزكاة .. واقيموا الصلاة و آتوا الزكاة
3- القراءة : قرأها علي بن أبي طالب ( يفعلوا) بالياء كضمير غائب وليس بالتاء
216 - كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ
1- قرأها قوم : كتب عليكم القتل / القرطبي
2- لم يؤذن للنبي بالقتال مدة إقامته بمكة ، فلما هاجر الي المدينة .. أذن له في القتال
217 - يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
1- ارسل النبي سرية برئاسة عبدالله بن جحش لقتال مشركي قريش
في الطريق مرت بهم قافلة من قريش برئاسة عمرو بن الحضرمي ومعهم بعير تحمل تجارة و بضائع
المسلمون خافوا لان القافلة نزلت قريباً منهم ، ولكن واحد من المسلمين حلق رأسه ( كإشارة للسلم ) و اقترب من قافلة قريش فاطمأنوا
تشاور اعضاء سرية المسلمين قائلين لو تركناهم سيدخلوا الحرم ، ولو قتلناهم سنهتك حرمة الشهر الحرام
ترددوا ثم شجعوا أنفسهم علي قتل قافلة قريش والاستيلاء علي كل ما معهم
رمي واحد من سرية المسلمين..عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله، واسروا اثنين وعادوا بالغنائم والأسيرين الي النبي
في طريق العودة خصص عبدالله بن جحش خُمس الغنائم للنبي .. قبل نزول قرآن بذلك
لما قابلوا النبي قال لهم .. ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام ، و رفض أن يأخذ شيئاً ، فظنوا أنهم قد هلكوا
استنكرت قريش الحادث .. وقالت .. استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام ، وسفكوا فيه الدماء ، وأخذوا فيه الأموال ، وأسروا فيه الرجال
لما أكثرت قريش من الكلام و أشاعت الحادث .. نزلت الاية
2- معني الاية : ان كفار قريش صدوكم عن سبيل الله وعن المسجد الحرام وإخرجوكم منه وأنتم أهله ، وكانوا يفتنون المسلم عن دينه حتى يردوه إلى الكفر بعد إيمانه .. وهذا أكبر إثما عند اللّه من جريمة القتل التي ارتكبها المسلمون بحق قافلة قريش .
لما نزلت الاية فرّجت عن المسلمين ما كانوا فيه من الشدة ، وقبض النبي الخمس ، وكان أول خمس في الإسلام
ونزلت .. واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه و للرسول / الأنفال 41
فأقر الله ما فعله عبد الله بن جحش ، وسنه الرسول للأمة إلى يوم القيامة / بن هشام .. السيرة
النص يروي تفاصيل حدث بشري .. وهذا يؤكد أنه نص تاريخي
3- في نسخ الاية السابقة رأيان :
A- نسخت بآية (وقاتلوا المشركين كافة) التوبة 36 ، واباح قتال المشركين في الأشهر الحرم
B - نسخت بعد غزو النبي لثقيف في الشهر الحرام
218 - إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
1- سبب النزول: لما نجا عبد اللّه بن جحش وسريته من اثم القتل في الشهر الحرام بالاية 217
خافوا الا يحصلوا علي اجر الجهاد
فسألوا النبي .. أنطمع أن تكون لنا غزوة نعطى فيها أجر المجاهدين؟ فنزلت 218 / بن كثير
2- سؤال : لماذا التاء مفتوحة في رحمت ؟
219 - يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ
1- روى الإمام أحمد عن أبي ميسرة عن عمر بن الخطاب أنه قال :
A- اللهم بيّن لنا في الخمر بياناً شافياً
فنزلت اية البقرة .. يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ فقرئت عليه
فقال
B- اللهم بيِّن لنا في الخمر بياناً شافياً
فنزلت اية النساء .. يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى فقرئت عليه
فقال
C- اللهم بيِّن لنا في الخمر بياناً شافياً
فنزلت اية المائدة .. يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون
فقرئت عليه .. فلما بلغ فهل أنتم منتهون؟
D- قال عمر: انتهينا انتهينا / بن كثير
2- لم يرد للنبي ذكر في هذه الايات .. و كان الحوار بالكامل بين الله وعمر ، فهل أوحاها الي عمر بن الخطاب ؟
3- الاية في مصحف عبد الله بن مسعود تقرأ : قل فيهما إثم (كثير) وإثمهما (أكثر) من نفعهما / القرطبي
220 - فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
سؤال : ما مغزي (في الدنيا والآخرة) في بداية الاية ؟
221 - وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
1- رأيان في سبب النزول :
A- نزلت في ابن مرثد الغنوي استأذن النبي في ان يتزوج المشركة عناق وكانت ذات حظ وجمال
B - نزلت في عبدالله بن رواحة ، وكانت له أمة سوداء فاخبر النبي انها تصوم وتصلي وتشهد انك رسول الله ، فقال يا أبا عبد اللّه هذه مؤمنة
فقال : والذي بعثك بالحق لأعتقها وأتزوجها .. فطعن عليه الناس وقالوا .. يتزوج أمة !
2- اختلف الفقهاء في تأويلها :
A- حرم الله نكاح المشركات في سورة البقرة ، ثم نسخها بسورة المائدة فأحل نساء أهل الكتاب
B- اية البقرة نسخت اية المائدة فحرموا نكاح كل مشركة كتابية أو غيرها
C- لا يمكن ان تنسخ اية البقرة اية المائدة , لأن البقرة من أول ما نزل بالمدينة، والمائدة من آخر ما نزل بها
222 - وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ
رأيان في سبب النزول:
1- اليهود كانوا إذا حاضت المرأة لا يأكلون معها ولا يجتمعوا بها في البيوت .. فأصحاب النبي سألوه عن ذلك .. فنزلت
2- ثابت بن الدحداح سأل النبي عن الجماع في المحيض .. فنزلت / السيوطي ص 43
223 - نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ
سبب النزول:
ابن عباس قال: جاء عمر بن الخطاب إلى النبي فقال: يا رسول اللّه هلكت!
قال ما الذي أهلكك؟
قال: حولت رحلي البارحة ( أتيت زوجتي من الدبر ) .. فلم يرد عليه النبي
فنزلت .. نساؤكم حرث لكم / بن كثير
224 - وَلاَ تَجْعَلُواْ اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
1- سبب النزول : نزلت في ابو بكر الصديق لانه حلف ألا ينفق على شخص يدعي (مسطح) لما تكلم عن عائشة في حديث الإفك
2- المعني : إذا حلفتم على ألا تصلوا أرحامكم ولا تتصدقوا ولا تصلحوا.. فكفروا اليمين و استمروا في الخير
225 - لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ
كالذي يقسم ليشرب الخمر أو ليقطعن الرحم ، فالبر أن يترك الخمر ، ويصل الرحم .. ولا كفارة عليه
الموضوع منشور ( بنفس العنوان ) علي رابط اليوتيوب التالي :
https://www.youtube.com/watch?v=NfCEJLh1r9M
#ابراهيم_الجندي (هاشتاغ)
Ibrahim_Elgendy#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟