جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 6107 - 2019 / 1 / 7 - 14:14
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
صباح اليورو و الدولار
كلمات الخير و الشر دخلت جميع اللغات الشرقية لطغيان طابع ديني اسلامي عليها مما ادى الى نسيان معانيها البدائية و تقليص استعماالاتها فمثلا تأتي كلمة الخير اما مع تحية الصباح (صباح الخير) او تستعمل للاشارة الى عمل انساني / خيري كصدقة و اسماء اسلامية عربية مثل خيرالدين و خوري. يرجع انتباهي لكلمة الخير لاستعارتها في جميع اللغات الشرقية و عندما حكى لي كاتب الماني بانه و اثناء وجوده في الضفة الغربية سمع احد الذين استخدمهم لفترة قصيرة يقول من وراء ظهره عند الاجابة على تحية صباح الخير: صباح اليورو اي اتمنى ان تأتي لنا باليوروات. طبعا تتفنن اللهجات العربية خاصة المصرية بنوعية تحية الصباح فهناك صباح الفل و القشطة و الورد و الياسمين...
كما في الانجليزية في علاقة الجيد مع السلعة good - goods او بالاحرى مع المال فان معنى الخير البدائي كان يشير الى الثراء و الامتلاك اي ان صباح الخير كان يعني صباح اليورو او صباح الدولارات. يتبين المعنى الاولي في عبارة (خيرة الناس) اي افضل الناس و هذا طبعا يؤدي الى الاختيارات. كانت و ربما لا تزال هناك علاقة وثيقة بين الطيب و الجيد و المال و بين الفقر (المعنى البدائي للشر) و الشر بمعناه الحالي. كان (خيار المال) يعني امتياز امتلاك القطيع و الابل و (ناقة خيار) اي ناقة ممتازة و كان (اهل الخير) يعني اهل المال و الثروة اي الاغنياء.
تحول تكديس الاموال في زمن محمد الى وباء و مشكلة اخلاقية و يبرزالقرآن هذا المرض في ايات مختلفة لدرجة تتعجب و تقول اين كان الكرم العربي الملحمي اذن؟ اما اليوم و بفضل العملة فان مرض تكديس المال تفاقم لدرجة اميل احيانا الى تغير التحية من صباح الخير الى صباح الفلوس خاصة في دول اوربا الغربية و الشرقية و طبعا في دول الشرق الاوسط المادية.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟