احمد عبدول
الحوار المتمدن-العدد: 6106 - 2019 / 1 / 6 - 15:28
المحور:
الادب والفن
قبل ايام قلائل ظهر احد الشيوخ المعممين من على احدئ القنوات الفضائية العراقية واخذ يتحدث عن مقدار الدهشة التي اصابته وهو يمر باحد شوارع العاصمة بغداد حيث تكثر محال بيع وشراء كلاب الزينة وقد انتقد الشيخ تلك الظاهرة نظرا لكون الكلب عين نجس وان المال الماخوذ عن بيعه وشرائه يعتبر مالا حراما كالمال الماخوذ عن بيع الخمور والخنازير حسب وصف الشيخ الذي أكد على ان الشريعة تبيح شراء كلاب الصيد والحراسة واما ما عدا ذلك فهو امر مستهجن وقبيح .
لا اتصور اطلاقا ان تلك الشريحة التي اخذت بالتزايد في بلداننا العربية والاسلامية اليوم ومنها العراق فيما يخص شراء الكلاب وبيعها لم يطرق سمعها كلام مثل كلام الشيخ الا انها سوف لن تلتفت الى شيء مما قاله بكل الاحوال والاسباب في ذلك كثيرة ومتشعبة ولعل ابرز واهم تلك الاسباب هو ان الخطاب الديني ما يزال خطابا ماضويا متشنجا متصلبا لا يراعي روح العصر ولا يواكب تغير الامزجة وتباين الطباع على الرغم من تصرم القرون ومرورها كذلك هناك سبب لا يقل خطورة واهمية عما يتعلق بماضوية الخطاب الديني وعدم تحديثه وعصرنته وهو ما يتعلق بتصدير الامم الغالبة لنماذجها في مختلف الاعياد والمناسبات والعادات والهوايات بل وفي طرق العيش وانماط التفكير والاستهلاك وبما اننا امة مغلوبة منذ زمن بعيد فلا مناص من التسليم لنماذج الامم الغالبة في الكثير من عاداتنا واعيادنا ومناسباتنا وتوجهاتنا .
انا على يقين تام بان السنوات القليلة المقبلة سوف لن يكون من السهل عليك ان تجد بيتا من بيوتنا يخلو من كلب من كلاب الزينة وان كنت لا اتمنى ذلك شخصيا الا ان الامر ليس شخصيا فهو اكبر مني ومن تمنياتي بالتاكيد انه امر مرتبط بسنن وقوانين ثقافية واجتماعية لا مفر منها .
#احمد_عبدول (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟