أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - اليهودي في رواية -مئا شعاريم- أحلام الأحمدي














المزيد.....

اليهودي في رواية -مئا شعاريم- أحلام الأحمدي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6105 - 2019 / 1 / 5 - 20:29
المحور: الادب والفن
    


اليهودي في رواية
"مئا شعاريم"
أحلام الأحمدي
هناك حال من (الضياع) يمر بها المثقف العربي، لهذا نجد العديد من (الروايات) المنتشرة تحمل أسماء يهودية "في قلبي امرأة عبرية، سيدة من تل ابيب، المصائر، المصائر، الهلوكوست، كيلاا، والرقص الوثني" والقائمة تطول ولكي أكون موضوعيا فقد قرأت رواية "المصائر" لربعي المدهون، وبكل حيادية كانت لغتها متواضعة جدا، لكن فكرتها كانت تتناول الواقع الفلسطيني وكيف أن البيت/المكان لم يعد له، وأصبح لمهاجر جاء اليمن ليسكنه. على العموم، وأما رواية كيلا فهي متواضعة جدا في حبكتها وفي طريفة تناولها لليهودي، فالكاتب كتبها من خارج المكان ولم يكن على علم ومعرفة كافية تأهله ليقدم مادة أدبية موضوعية، أما الرواية الأهم والأكثر بروزا فهي رواية "الرقص الوثني" التي ادخلتنا إلى طريقة تفكير اليهودي، وطرحت حقيقة اليهودي وأن المشكلة تكمن في العقلية التي يفكر بها، فهي الرواية الأنضج والأهم على صعيد اللغة والفكرة والسرد وفن الرواية.
إذن هناك تناول لليهودي في الأدب الروائي العربي، وهذا التناول يتحدث بتفاصيل كاملة ودقيقة عن اليهودي، وليس كما كان عليه الحال في القرن الماضي، عندما كان يتم الاشارة إلى شخصية اليهودي بطريقة عابرة، من خلال قراءتي للروايات التي ذكرت، وجدت أن من يكتب من خارج المكان/الجغرافيا الفلسطينية كان طرحه وأحداث روايته وشخصياتها ولغته الروائية غير منسجمة مع الواقع، ـ وهنا لا أدعو إلى أن تكون الرواية واقعية ، بل ليتقبلها العقل والمنطق ـ فلا يجوز أن نغالي (زيادة أو نقصان) في تقديم الشخصيات الروائية، فلا نقزمها أو نعظمها، بل يجب أن تقدم كما هي بطبيعتها البشرية، وضمن الواقع الذي هي فيه.
في هذه الرواية العديد من الملاحظات، منها أن السارد يستخدم لغة/الفكرة الفلسطينية على لسان شخصية يهودية، ونجد علاقة الحب غير منطقية كأنها في كوكب أخر، فعمر "أرييل آشر" ستة عشر عاما عندما أحب "أيالا" وأخذه الصراع مع "خليل" إلى عالم بعيد جدا عن أرض الواقع، فهناك أكثر من حوار ولقاء ومواجهة دامية بينهما، على مدار زمن لا يحتمله واقع الصراع الفلسطيني الصهيوني. ونجد اللغة التي يستخدمها "أرييل" لغة إسلامية ليست يهودية: "فلا مناص لك إلا أن تسلم روحك لها طوعا أو كرها" ص15، فهنا نجد تناص مع الآية القرآنية "قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ ۖ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ" وهذا يعتبر خلل في لغة السارد. هذا أضافة إلى العديد من المواقع التي وقعت فيها الراوية في التحدث بلغتها هي وليس بلغة الشخصية: "ولكن قوة تنظيمنا ورغبة الصهاينة في لإقامة دولة، والخيانة والتقاعس وأسرار كثيرة داخل الجيش الإسرائيلي والعربي على حد سواء، حسم نتيجة الحرب بما يسمى حرب الاستقلال للكيان الإسرائيلي وحرب النكبة للعرب.. بل استطاع الكيان الإسرائيلي بفضل هذه الحرب تثبيت مكانته وتوسيع مساحة داخل فلسطين." ص131، فهل يوجد يهودي شارك في الحرب وقتل ما قتل وشرد ما شرد من الفلسطينيين ويتحدث بهذه الشكل عن حرب 48 وتأسيس دولة الاحتلال؟، وعندما يتحدث "أرييل" عن الجيوش العربية يقول: "..فقد كان تسليحها سيئا بصورة كارثية، مع مزيج من الصفقات لشراء أسلحة فاسدة بالجملة" ص131، لا ندري هل المتحدث هو الروائية أم "أرييل" ومثل هذا السرد يعتبر حالة ضياع وتيه للسارد وللقارئ، والشواهد عديدة في الرواية على هذا التداخل بين لغة الروائية ولغة السارد، كما هو الحال في الصفحات 124و133و 156 وقبلها الكثير من الشواهد على هذا التيه والتداخل في الأصوات واللغة.
كما أن قصة الحب بين "أرييل وأيالا" ومن ثم تعلقها بخليل وزواجه منها وهو صغير السن غير منطقي وغير واقعي، كما أن فكرة "أرييل" عن الوطن مرت بمراحل متقلبة ومتناقضة، ففي بداية الرواية نجده يقول: "أرى وطنا. لا يتنفس فيه غير اليهود، من نهر الأردن إلى الفرات، وسيكون ذاك الوطن لي" ص24.
حالة الخلل في مسار وسلوك "أرييل" كان واضحا في الراوية، فنجده مرة صهيوني متشدد كما جاء فيما سبق عند حديثه عن الوطن ومرة نجد إنساني كما هو حال عندما تم أسر خليل" من قبل الهاجاناه: "وكنت لا زلت ممزقا أطرح على بالي ألف سؤال، وأفكر في ألف طريقة، للخروج بهذا الفتى من قضبة الهاجاناه التي لا ترحم" ص32، وهذه التقلب والتحول في شخصية "أرييل" يستمر حتى نهاية الرواية، فهي لم تقدمه بطريقة يمكن فهم/تفسير سلوكه المتقلب والمتحول.
اعتقد أن للغة الأدبية جيدة، لكن لغة الشخصيات لم تكن موفقة، كما أن الأحداث لم تكن منطقية ولا مقنعة فتبدو لنا وكأنها تجري في عالم أخر وليس في فلسطين التي تتعرض لاستعمار استيطاني يريد الانقضاض على الأرض والقضاء على السكان.
الرواية من منشورات دار الدراويش، جمهورية بلغاريا، بلوفديف، الطبعة الأولى 2018



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -مسلة الأحزان السومرية- علي السباعي
- المثل في رواية -على سكة الحجاز حمال الحسيني
- الملاحقة الأمنية في رواية -الوطن عندما يخون- عادل الأسطة
- الشارع في رواية -ليل الضفة الطويل- عادل الأسطة
- القسوة في ديوان -أجنحة في للريح- خليل قطناني
- تياترو 1949- رواية فواز حداد -حسني الزعيم- و -أنطون سعادة- ع ...
- السواد في قصيدة -قلبي والشتاء- أسامة مصاروة
- قراءات في متنوع السرد-
- مناقشة -ملامح من السرد المعاصر- في دار الفاروق
- السواد والاضطراب في -العدم- السيد عبد الغني
- الأسئلة في رواية -أهل الجبل- إبراهيم جوهر
- جواد العقاد البياض السواد في قصيدة -صوتك-
- ندوة بابيه في نابلس
- شعرية المكان في ديوان محمود درويش -خليل قطناني-
- الحركة في قصة -يوم طويل- باسمة العنزي
- الوشاح الأسود -محمد هاني أبو زياد-
- تمزيق شكل الراوية في -يوميات صعلوك- حسين علي يونس
- التقديم الجميل عند مبين كيوان
- الهدوء عن فاتن بابللي
- السهولة والسخرية في قصيدة -شكوى إلى الوزارة- خالد نزال


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - اليهودي في رواية -مئا شعاريم- أحلام الأحمدي