أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - الحكومة التونسية تنجح مجددا في تعطيل إمكانية انفجار اجتماعي كان يمكن أن يفتح على موجة ثورية جديدة














المزيد.....


الحكومة التونسية تنجح مجددا في تعطيل إمكانية انفجار اجتماعي كان يمكن أن يفتح على موجة ثورية جديدة


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 6105 - 2019 / 1 / 5 - 20:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحكومة التونسية تنجح مجددا في تعطيل إمكانية انفجار اجتماعي كان يمكن أن يفتح على موجة ثورية جديدة
"الحكاية واضحة برشة" والنتيجة الحكومة من جديد تنجح في عبور ديسمبر وجانفي دون احتجاجات مستقلة كان يمكن لها أن تذهب بعيدا وتلف حولها الأغلبية التي لم يعد لها قدرة على تحمل سياسات الانتقال الديمقراطي [بطالة وخدامة المناولة والتشغيل الهش والعمال الزراعيين والفلاحين الفقراء وجزء كبير من البرجوازية الصغيرة من أصحاب المحلات الصغيرة وتجار التفصيل والحرفيين الصغار ومسدي الخدمات والباعة...]
نعم الحكومة تنجح مرة أخرى في تفادي تعبئات كانت تستطيع أن تلف الملايين من هذه الشرائح والفئات وتفرض تنازلات وإصلاحات كبيرة على أدنى تقدير هذا إن لم تفتح الباب لعصيان كبير قد يتحول لموجة ثورية جديدة عارمة لن تتوقف قبل أن تضع حدّا لانقلاب العصابة ولسياسات الانتقال الديمقراطي ببرمتها وتعيد طرح مسائل السيادة على القرار وعلى الثروات ووسائل الإنتاج والمحاسبة ولا تتوقف عندها.
نعم نجحت الحكومة في تعطيل إمكانية انفجار هذا المسار بترتيبها لمسارا آخر وصراع آخر كانت ترى أنها قادرة على التحكم فيه: فتح الصراع مع بيروقراطية الاتحاد العام التونسي للشغل
لقد نجحت حكومة يوسف الشاهد بشكل جيد في التخطيط لزمنية مسار التعويم هذا من يوم إمضائها اتفاقية الزيادة في القطاع الخاص واتفاقية الزيادة في القطاع العام وإرجاء المفوضات في قطاع الوظيفة العمومية وكذلك بدفع وزير التربية إلى تفجير الصراع مع نقابة التعليم الثانوي وغلق باب الحوار معها لدفعها إلى استخدام كل أسلحتها وهو ما خلق وضعا جعل من شغيلة الوظيفة العمومية عبر المكتب البيروقراطي المركزي ومن حركة الأساتذة عبر نقابتهم يقودون حركتي تعبئة كبيرتين تصدّرتا المشهد المعارض طيلة شهر ديسمبر وهيمنتا عليه وأشاعتا حالة من الاستقطاب المموه ضد السياسات الحكومية امتصّ كل إمكانية لانفجارات اجتماعية أوسع من داخل الكتلة الطبقية التي ذكرنا المكبلة بدورها بعوامل عجز عديدة.
لقد عملت الحكومة على الإبقاء على الأزمة مستمرة بينها وبين بيروقراطية الاتحاد العام التونسي للشغل وبين نقابة التعليم الثانوي ووزارة التربية ودفع الخلاف إلى أقصاه ضد قيادتهما لأنها تعلم أفق التحركات التي يمكن أن يدعوا إليها وقدرتها على وقفها والتحكم فيها بمجرد فتح مفاوضات وتقديم بعض التنازلات.
وها هي تحركات بيروقراطية الاتحاد في الأسبوعين الفارطين واجتماع نور الدين الطبوبي بالباجي قايد السبسي وبوسف الشاهد قبله بيوم تثبت ذلك حيث صرح نور الدين الطبوبي عقد لقائه بالباجي أنه من الضروري "...إيجاد مخرجات للحلول للوضع الاجتماعي ... ودور رئاسة الجمهورية ودور السيد رئيس الجمهورية سواء على المستوى الداخلي أو على مستوى المؤسسات الدولية هو دور محوري وحقيقي... وهناك إرادة تحدو كل الأطراف لنجد المخارج التي تأخذ بعين الاعتبار ما وصلت إليه تدهور المقدرة الشرائية ...وحتى نصل لتنقية المناخات الاجتماعية ونصل لاتفاق قبل إضراب 17 وكذلك لبعض القطاعات التي لها تحركات اجتماعية طالت أكثر من اللازم ...لابد من تطويق هذا الوضع ولنضع أيدينا في أي يد بعض لنفكر في مستقبل تونس وفي استحقاقاتها في المرحلة القادمة"
...
هكذا هي البيروقراطية النقابية دائما صمام أمان للسياسات الحكومية الفاسدة والمنقذ المخلص لعصابة لصوص الإنتقال الديمقراطي ومن المؤكد أنها ستجد ألف طريقة وطريقة تبرر بها إلغاءها إضراب 17 جانفي وتمرير اتفاق التفريطي وسيعود الخدامة من جديد إلى الاستماع للخطب الرنانة حول مصلحة تونس وحول والوضع الذي لا يقبل مزيد الاحتقان وحول الوحدة الوطنية وحول أن الاتحاد مستهدف وهو ما يذكرنا بموقف هذه البيروقراطية نفسها من احتجاجات السنة الفارطة الليلية والاحتجاجات التي سبقتها وما صاحبها من إدانة صريحة لها.
ـــــــ
بشير الحامدي
05 جانفي 2019



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما جدوى سياسة لا تقود إلى التغيير
- خلفيات الترتيب لإعادة علاقات نظام بشار الأسد بالنظام الرسمي ...
- صراع الفوق بين رأسي قاطرة الانتقال الديمقراطي في تونس
- استنتاجات سريعة حول احتجاجات les gilets jaunes
- مأزق الحكومة ومأزق قيادة الاتحاد والدور الغائب للقوى الجذرية ...
- حركة النهضة في طريق مفتوح للتحول إلى -الحارس- رقم واحد للنظا ...
- الصراع المموّه لحارسي الانقلاب الديمقراطي في تونس : حزب حركة ...
- إرهاب الدولة وإرهاب مجموعات الإسلام السياسي: حرب الأجهزة الف ...
- فاقد الشيء لا يعطيه
- تونس نقابة التعليم الابتدائي هيكل ميت تحت هيمنة أقلية منفصل ...
- بعض الاستنتاجات حول تقرير -هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعي ...
- 17 ديسمبر أنتج أيضا من داخله مسارات انهزامية والمطلوب اليوم ...
- حول الموقف من بيروقراطية الاتحاد العام التونسي للشغل
- تونس:حول سؤال لماذا أخفق مسار 17 ديسمبر الثوري؟
- تونس: حرب الأقلية الفاسدة على الأغلبية
- هل من أفق لكسر الاستقطاب السياسي الثنائي النهضة /النداء
- معارك الانتقال الديمقراطي: معارك التمويه على حقيقة الصراع
- هل بإمكان بيروقراطية إ ع ت ش قلب الأوضاع وخلط جميع الأوراق ...
- تونس ويستمر التقدم في طريق مسدود
- نداء تونس والرضوخ لمعالجات النهضة


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - الحكومة التونسية تنجح مجددا في تعطيل إمكانية انفجار اجتماعي كان يمكن أن يفتح على موجة ثورية جديدة