أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل توما - حصاد النجوم-قصيدة














المزيد.....

حصاد النجوم-قصيدة


خليل توما

الحوار المتمدن-العدد: 6103 - 2019 / 1 / 3 - 11:48
المحور: الادب والفن
    


خليل توما
حصاد النجوم-قصيدة

مَن هناك؟
الليالي التي تشد على البطون الجريحة
ختمت لتوها قراءة التفاصيل والقراراتْ
واستنجدت بالعصي الجاهزة
فانتظم الصمت والسكون،
من أكون؟
هكذا انزلقت أخيرا
أنا الجالس على المسطبة الأثرية
لتدخل الأحلام الموروثة إلى رأسي كالنمل
أنا الآن بيت يختزن المؤونة الصيفية
للرحلة الشتوية المرتقبة،
وتدخل النملة الصغيرة فالأكبر والأكبر
وأنا الجالس على المسطبة الأثرية
يقبل الترك نحوي حاملين خوازيقهم
الأصغر فالأكبر والأكبر
ويتبخر مني الماء وأجف كعيدان المشمش
ثم تراودني عن نفسي أمم شتى،
فدعني أحصي النجوم هذا المساء
واحدة، اثنتان، ثلاث
لا لا تقاطعني.......
للقصور نجومها
للمدائن نجومها
وللخرائب أيضا
واحدة اثنتان ثلاث......
ها هو العشب النابت على الأسطح
المنهالة يحتفلُ بالنجوم
ويعشق الأرانب الصغيرة في ضوء القمرْ،
وحين تقترب الكلاب التي "تفرفر"
على الحجارة المبعثرة،
يهتز قليلا فتفرّ الأرانب إلى جحورها
وتصرخ الصغيرة
وينادي الصغير
وتتململ الزوجة التعسة
ونهار آثم آخر يتحفز مقبلا،
واحدة اثنتان ثلاث
إنها جميلة وبعيدة
لعبة مسلية!
من هناك؟
كنا صغارا وكنا
نتكاثر بلا حدودْ
لم تتسع لأحلامنا الشوارع المقنطرة
والبيوتُ التي تتشابك ببعضها
عابقة بروائح الطابون والأحطاب المشتعلة
لكننا أحببناها حتى الموت،
سعال العجائز والزعوط ورائحة البارودْ
والدوي المتفجر كل صباح،
وبائع المثلجات
وآخرٌ يقايض النحاس بالقضامة
يقايض الرصاص بالزبيب
كنا صغارًا
وجهٌ يطل في المساء متعبا وآخر يغيب
وآخر يدق في المذياع قبضةً
ويشتم البعيد والقريبْ
كنا صغارا

أيّها الحبّ السنونو حين رفرفت خيالا
وشغافُ الأفئدة، قرعت أجراسها
أيها الحب الذي هلَّ احتفالاً ثم ولى
تاركاً فينا جنازة،
هوَ ذا الميت الذي يرفض قبرَه
كلما شيعه الأهل صحا
يَحْطم التابوتَ أو يعلن كفرَه
فتدبر أنت أمرَه
إنه الوقت الذي يدرك الشمس فتصحو
إنه الوقت الذي يكتم سر الشهرزاد
" قلت لها نامي
لكني لن أنم "
أغلقي الأبواب جيداً والنوافذ التي تتسلل منها أعين العسس
سوف أدخل الآن إلى طقوسي التي
تنتظرني:
هو ذا يدير مصباحه اليدوي في أرجاء الغرفة
ويشهر المسدس ويصيح في فراغ النافذة:
أُخرجْ أو أطلق الرصاص،
وتتحفز كوفيته الأصيلة جدا؛
لتطوق السواعدَ الفتية:
أُخرجْ أو أطلق الرصاص...أُخرج،
ها هو هم هما حصانهم وهم،
رجال الدرك الجندرما:
أُخرجْ أُخرجْ أو نبقى
والدُك الأعمى يبصرنا إذا يتحسس
لحيته المنتوفة َ
والبيتُ جميلْ:
أخرجْ أخرجْ
تفتّحي أيتها الجراح
أيتها الحدائق البرية
هنا السهول والجبال والشواطئ المضمخة،
في الحفر الحمراء في وحولك الحمراء ْ
في البرك البنية السمراءْ
فوجٌ إلى فوجٍ يغوص حاملا ضجيجه
أسمع نقرًا.
أنتِ إذن يا بيضة النسرِ ويا قنبلةً موقوتة ً
أنت إذن يا حلم المجرة القديم،
كأنك اختمرت بالدموعْ،
قشرتك الملسا تصدعتْ تشققتْ تحطمت ْ
ورأسه يعانق الهواء،
وتنهض العينان
وينهض الجناحْ
تفتّحي أيها الجراح،
في البركة البنية السمراءْ
أرى فقاقيعَ الهواء الحي،
في هدأة السكون في السكون،
دوائرٌ تموج، وتنهض الأصابع المجمدةْ
وتشرئب قبضة ٌ تشد شعرَ الشمسْ
ويومض الغضبْ

إنه الوقت الذي يلهب بالسوط التراب
أسرعي يا بذرة النار أسرعي
كيف التقيتها؟
بحثت عنها طويلا تحت المطرْ
سألت الحلزون الذي خرج لتوه مع الأعشابْ
حدقت في التراب،
في الصمغ العالقِ بالشجرْ
مددت يدي في الأعشاش المهجورةْ
مزقت بيت العنكبوت عن الآبار وصحت
وقفت تحت أقواس النصر وصفقت طويلاً،
ثم مشيت في المواكب،
ما شاهدتها قط
لكنها ظلت تناديني،
الهواء المضمخ بالرطوبة الهشة يحمل أنفاسها
والريح تلقي نتفا من شعرها على ملابسي
قادمة قالت الريح وانتظرتُ طويلا،
كيف التقيتها؟
كانت الشمس قد أذبلت رؤوس الدجاجْ
واستظل كلب بحائط السقيفة
وفرت البلاد في نعاسها
حين امتدت إليّ يد بكومة من الحروف والورق،
أنتِ إذن أيتها الشعوب الساخطة،
تناسخت دموعك التي تفوق ماء العالم
تجدلت جذورك التي تشق صخر العالم
أنت إذنّ !
مَن هناك؟
فارس يتخذ الليل عباءةْ
ماذا يريد؟؟
ربط الشهباء بالباب ونادى
ماذا يقول؟؟
"لنا ابل لم تستجر غير قومها"
أيها الفارس أدخل
كل شيء في فناء الدار رث يرتجف
ألقه للشارع الرحب ومزق ثم مزق
ثم مزق لا تخف
واحدة اثنتان ثلاث.......................



#خليل_توما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرى ما أرى-قصيدة
- أكون كما ينبغي أن أكون
- باب إلى جهنم-قصيدة
- عفوا-قصيدة
- استراحة ...ولكن-قصيدة
- السيرة الذاتية للشاعر الفلسطيني خليل توما


المزيد.....




- افتتاح مهرجان -أوراسيا- السينمائي الدولي في كازاخستان
- “مالهون تنقذ بالا ونهاية كونجا“.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- دانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم -كوير-.. اختبار لحدود الحب وا ...
- الأديب المغربي ياسين كني.. مغامرة الانتقال من الدراسات العلم ...
- “عيش الاثارة والرعب في بيتك” نزل تردد قناة mbc 2 علي القمر ا ...
- وفاة الفنان المصري خالد جمال الدين بشكل مفاجئ
- ميليسا باريرا: عروض التمثيل توقفت 10 أشهر بعد دعمي لغزة
- -بانيبال- الإسبانية تسلط الضوء على الأدب الفلسطيني وكوارث غز ...
- كي لا يكون مصيرها سلة المهملات.. فنان يحوّل حبال الصيد إلى ل ...
- هل يكتب الذكاء الاصطناعي نهاية صناعة النشر؟


المزيد.....

- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل توما - حصاد النجوم-قصيدة