|
أيها الريسوني:الإرهاب فتاوى يصدرها الشيوخ وينفذها الشباب.
سعيد الكحل
الحوار المتمدن-العدد: 6100 - 2018 / 12 / 31 - 07:07
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
نشر الدكتور الريسوني مقالة بعنوان "نعم لتجفيف منابع الإرهاب .." أراد بها تبرئة منابع وشيوخ التطرف والإرهاب من كل الهجمات والأعمال الإرهابية. ومن حيث لا يدري تحمل المقالة ، في فقراتها ، من الإدانة لشيوخ التطرف ومنابع الإرهاب أكثر مما تبرئهم . وقبل بيان تهافت سي الريسوني وتخبّط مقالته ، يجدر تذكير الفقيه بعيّنة من مواقفه المتطرفة التي تحرض على الكراهية والإرهاب ضد الأفراد والمجتمع والأحزاب والدولة ومؤسساتها : 1 ــ ألم تحرِّم الأنشطة الفنية والمهرجانات الموسيقية التي تشهدها المدن المغربية بدعوى أنها ( تنطوي تحتها كل ممارسات الحداثة و "ما بعد الحداثة" : سكر وحشيش ورقص وزنى وشذوذ جنسي وفكري..)؟؟ 2 ــ ألم تُصْدر البيان التحريضي ضد واضعي مشروع خطة إدماج المرأة في التنمية سنة 2000 ، متهما إياهم بمحاربة الإسلام والتآمر عليه ؟؟ 3 ــ ألم تتهم كل الحداثيين (خصوم حزب العدالة والتنمية ) عبر قناة " العربية" بالعمل على إزاحة الدين من المجتمع والدولة ( الآن هناك دعاة كثيرون للإصلاح لكنهم مثلا في بلدنا وفي غير بلدنا يرون بالذات أن الإصلاح هو إزالة ما بقي من ديننا ، ونحن نقول الإصلاح هو إعادة ما ضاع من ديننا ) . فما الفرق بين موقفك وموقف المتطرفين والإرهابيين وشيوخهم من المجتمع والدولة وقوانينها ؟ ألم تحمل آراؤك وفتاواك نفس الحمولة المتطرفة الرافضة للدولة والمحرضة ضد تشريعاتها وقوانينها ؟؟ أليست فتاواك وآراؤك تربة تتغذى عليها العناصر الإرهابية في مراحل التشبع والاستقطاب ؟؟ ألا تعلم أن شيوخ التطرف والإرهاب لا يُعَلِّمون أتباعهم تقنيات صنع المتفجرات أو استعمال سلاح الكلاشنيكوف ، وإنما يلقنونهم العقائد ويشحنونهم بالفتاوى التي تخلق لديهم مشاعر الكراهية ضد المجتمع والدولة والاستعداد لممارسة العنف بكل أشكاله . وتلك كانت واحدة من مهامك داخل المغرب قبل أن تشمل سوريا وليبيا باستنفار الإرهابيين للذهاب إلى هناك .وهل نسيت بيان القاهرة الذي وقعه العلماء ، وكنت واحدا منهم ، تحرضون شباب المسلمين للقتال في سوريا ضد السوريين ؟ أما عن تهافت الفقيه الريسوني وتخبطه في مقالته فيمكن التركيز على التالي : أ ــ حاول الريسوني إيهام القراء بكون منابع الإرهاب التي يستهدفها خصومه (هي القرآن ومراكز تحفيظه، وهي التعليم الديني، والتربية الإسلامية، وكتب التراث الفقهي، والمجالس العلمية…) . وهو بهذا يريد تبرئة دور القرآن ، التي يشرف عليها المتطرفون أمثال المغراوي والقباج ونظرائهما ، من نشر عقائد التطرف والكراهية والتكفير .ولا بأس أن أذكر سي الريسوني ببعض مواقف المغراوي الذي دافع ويدافع عن دور الانغلاق التي يشرف عليها : + فتوى المغراوي بجواز تزويج بين تسع سنين ضدا على التشريعات المغربية التي هي بالنسبة إليه تصدرها مؤسسات شركية في دولة لا تطبق الشريعة . + تكفير الحكام الذين لا يحكمون بما أنزل الله . فقد استشهد في فتواه بفتوى ابن باز كالتالي ( قال شيخنا ابن باز رحمه الله في مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (4/416) ما يأتي: (الحكام بغير ما أنزل الله أقسام، وتختلف أحكامهم بحسب اعتقادهم وأعمالهم، فمن حكم بغير ما أنزل الله يرى أن ذلك أحسن من شرع الله فهو كافر عند جميع المسلمين، وهكذا من يحكم القوانين الوضعية بدلا من شرع الله ويرى أن ذلك جائز، ولو قال: إن تحكيم الشريعة أفضل فهو كافر لكونه استحل ما حرم الله). ( قال ربيع المدخلي : (إن السياسيين الجاهليين بتحزبهم مزقوا شباب الأمة، وفرقوهم أحزابا وشيعا، كل حزب بما لديهم فرحون، وتابعوا الأحزاب الكافرة الظاهرة والخفية في التنظيمات السرية والمشاركة في المجالس والبرلمانات والديمقراطية الكافرة في البلدان التي استعمرت ورضعت لبان الاستعمار بكل ما فيه من تقاليد وقوانين وأنظمة كافرة). هذه عينة من فتاوى المغراوى التي تلقنها مدارس الانغلاق التي يشرف عليها ، فهل تختلف عن فتاوى البغدادي وبن لادن والزرقاوي ؟؟ ب ــ حاول عمدا المماثلة بين علماء التراث وشيوخ التطرف وأمراء الدم من خلال سؤال (هل وجدتم إرهابيا واحدا تتلمذ على أيدي علماء التراث وتأثر بهم؟) . وأنا بدوري أسأل سي الريسوني هل المغراوي والفيزازي والمصري الدكتور فضل وعبد الله عزام والزرقاوي وعبّود الزمر والحدوشي وحسن الكتاني من علماء التراث ؟ هل من أفتى بإحراق الكنائس وقتل الأبرياء وسبي النساء وتكفير الديمقراطية والأحزاب والحكام فيه من ذرة التسامح الذي طبع فقهاء المغرب وعلماءه من القدماء والمعاصرين الذين في عهدهم بُنيت الكنائس إلى جوار المساجد ، وتجاور المواطنون المغاربة مسلمين ويهود ومسيحيين ؟ ج ــ حاول دفع تهمة التطرف والإرهاب عن الشيوخ إياهم من خلال سؤال يستغبي فيه القراء ( وهل تم تحديد شيوخ الإرهابيين، ومصادر فكرهم وثقافتهم، ومساراتهم الفكرية؟) . هل جهل الريسوني أو تجاهل أسماء شيوخ التطرف الذين اعتقلوا في قضايا الإرهاب بالمغرب ؟ فليراجع إذن أسماء عدد ممن شملهم العفو الملكي ودافع عنهم حزب العدالة والتنمية وهيئته الحقوقية والذين لم يشملهم ولا يزالون خلف القضبان . أكيد الريسوني لا يعتبر حسن الكتاني والفيزازي والحدوشي اعتقلوا في قضايا الإرهاب بسبب أنشطتهم وفتاواهم الإرهابية. د ــ من عناصر تخبّط الريسوني إثباته أن التراث الفقهي إحدى منابع التطرف والإرهاب بعد النفي والتبرئة ( والمشكلة ليست في التراث الإسلامي، وإنما هي في الجهل بالإسلام وبالتراث الإسلامي. وهو الجهل الذي يفتح ثغرات عديدة ويعطي فرصا كثيرة للتحريف والتلاعب والتضليل. وفي أحسن الحالات وأخفها: يكون الجهل سببا لعسر الهضم ومنبعا لسوء الفهم). إذن على ماذا يتغذى المتطرفون ؟ أليس على التراث الفقهي ؟ ومن يحرّف هذا التراث ؟ أليس شيوخ التطرف ؟ ومن يوظف النصوص الدينية في التأصيل لفتاوى الكراهية والقتل والتكفير ؟أليس الشيوخ والدعاة ؟؟ ألا تتابع تناسل فتاوى تحريم الاحتفال برأس السنة الميلادية ؟ فما مصدرها ؟ أليس الشيوخ أمثال حسن الكتاني والقباج والنهاري وأبو النعيم وغيرهم ؟ هـ ــ حاول سي الريسوني أن يتحدى خصومه ، بكل ثقة، أن يكون من بين الإرهابيين أستاذ لمادة التربية الإسلامية : (هل وجدتم إرهابيا واحدا متخصصا في الدراسات الإسلامية؟ ) لا يا سيدي هناك أكثر من أستاذ لهذه المادة ضمن الإرهابيين سواء داخل السجون المغربية أو التحقوا بداعش في سوريا أمثال "الأستاذ عبد الله المسكيني". إذن ، الإرهابيون هم أولا ، ضحايا ما ينتجه ويروجه فقهاء التكفير وشيوخ التطرف وأمراء الدم من فتاوى وعقائد. وهؤلاء جميعا يوظفون التراث الفقهي والنصوص الدينية لتغذية ميول التطرف ومشاعر الكراهية وتقوية الاستعداد لتنفيذ العمليات الإرهابية . ولا سبيل لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه إلا بتجفيف منابعه ومراجعة التراث الفقهي والقطع مع التأويلات التي تحرض على الكراهية وتشرعن القتل .
#سعيد_الكحل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كماشة التطرف تطبق على المجتمع المغربي.
-
ابحثوا عن مسئولية الدولة في الجرائم الإرهابية.
-
لولا العلمانية لما تمتع المسلمون بجزء من الحقوق الإنسانية.
-
الدعوشة تغزو المجتمع وتنخر الدولة.
-
خلفيات إطلاق اسم منظّر الإرهاب -سيد قطب- على شارع بطنجة .
-
تونس تؤسس للدولة المدنية في العالم العربي.
-
احذروهم فهم يكيدون.
-
تثبيت التوقيت الصيفي تأكيد للتبعية وفقدان للسيادة.
-
الحكومة المغربية تحتجز الشباب في وطن لم يعد لهم .
-
لازال في الإمكان تصحيح ما كان .
-
دلالات الاعتداء على طالبة آسفي .
-
جذور الإرهاب عقائده .
-
أيها الريسوني ! الحداثة تجرّم التحرش والاغتصاب والابتزاز الج
...
-
أيها الريسوني :السبي والرق أشد خسة من الدعارة 1/2.
-
العنف ضد النساء جريمة تغذيها الإيديولوجيا الأسلاموية .
-
من يُنقذ حرية الفكر والتعبير من الاغتيال ؟
-
العرائض تفضح المتاجرين بالعقائد .
-
لله دركم آل المرابط .
-
حوار حول أسباب التحرش الجنسي
-
تولي المرأة منصب -عدل- خطوة لتكريس المساواة.
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|